</STRONG>دور المعلم كبير وحيوي في العملية التربوية والتعليمية ، ويجب أن يبتعد عن الدور التقليدي الالقائي ، وأن لا يكون وعاء للمعلومات بل إن دوره هو توجيه الطلاب عند الحاجة دون التدخل الكبير ، وعليه فإن دوره الأساسي يكمن في التخطيط لتوجيه الطلاب ومساعدتهم على إعادة اكتشاف حقائق العلم .
وكمثال توضيحي لنفترض أن معلما سيدرس في مادة العلوم للمرحلة الابتدائية العوامل التي يحتاجها النبات لينمو فالطريقة التقليدية الالقائية أن المعلم سيخبرهم عن حاجة النبات للضوء والماء والتربة الصالحة والهواء وينتهي الموضوع في أقل من عشر دقائق ، ولكن لن يكون له تأثير حقيقي على معلومات الطلاب أو سلوكه ، بينما في التدريس الفعال سيطرح المعلم على الطلاب السؤال التالي ماهي حاجات النبات أو ما لعوامل الضرورية للإنبات أو نحو ذلك ، ويترك الإجابة ليبحث عنها الطلاب ويقترح عليهم التجريب ويترك الفرصة للطلاب ليصمموا التجربة بشكل حواري جماعي أو فردي في الفصل ويشجع الطلاب على ذلك ، وفي نهاية الحصة الدراسية يكون الطلاب قد اتفقوا على طريقة تنفيذ التجربة ووزعوا الأدوار بينهم في إجراء التجربة ومتابعتها وكتابة التقرير الذي سينستنتجون منه في النهاية معرفة حاجات النبات ، وليكتشفوا الحقائق العلمية المتعلقة بالموضوع ، ومن العوائد التربوية من هذا كله نجد ما يلي :</STRONG>
-
1*تدرب الطلاب على الأسلوب العلمي في التفكير .
-
2*تدرب الطلاب على أسلوب الحوار والمناقشة المنظمة .
-
3*اكتساب الطلاب للمهارات العملية المتعلقة بالتجربة .
-
4*تعلم الطلاب أسلوب كتابة التقارير العلمية .
-
5*تكون مهارة الاتصال ، وشرح الفكرة العلمية للآخرين بطريقة مقنعة .
مدير المدرسة يهمه كثيرا أن تقدم مدرسته أفضل أساليب التعليم والتدريس وعليه حث معلميه لاستخدام أفضل الأساليب التربوية لتعليم الطلاب ، و أن يعمل جاهدا على التأكد من قدرات المعلمين ومهاراتهم والعمل على تطويرهم وتذليل الصعوبات التي قد تواجههم ،والتنسيق بينهم وبين الإدارة التعليمية والمشرفين الذين قد ينفذون بعض الفعاليات في المدرسة أو غيرها بهدف رفع كفاية المعلمين وتنفيذ خطة إشرافية تساعد المعلمين على أداء العمل بجودة تربوية مناسبة ، كما يلزم أن يكون المدير ( الناظر) هو قدوة لمعلميه في تدريسه ليقدم نموذجا يحتذي به بقية المعلمين ، وعليه أن يضطلع ببعض الحصص التدريسية حسب تخصصه وأن ينمي مهارته في التدريس الفعال ويدرب معلميه عليها ، أما المدير الفني الذي لايستطيع أن يقدم تدريسا فعالا ، فلا يستحق أن يكون مديرا للمدرسة ، ولا يرجى منه أو من عموم معلميه تربية صحيحة ، ففاقد الشيء لايعطيه . وهذه دعوة لجميع مديري المدارس بالاضطلاع بمسؤلياتهم تجاه معلميهم لينعكس هذا ايجابا على أبنائهم الطلاب .
دورالمشرف التربوي في التدريس الفعال :
المشرف التربوي هو مهندس العملية التربوية والتعليمية وعليه تقع عملية التخطيط للطرق الفنية والتربوية الفضلى لتنفيذ المنهج المدرسي في المدارس ، فمن خبرته يستمد المعلمون الطرق والأساليب التدريسية الفعالة وعليه أن يتيح لهم الفرصة ليشاركوه في التخطيط لها و تنفيذها على أرض الواقع في المدارس مع أبنائهم الطلاب .
ولتحقيق ذلك يتوجب على المشرف التربوي وضع خطة إشرافية في بداية العام الدراسي لتغيير المسار التقليدي والطرق التقليدية الإلقائية وجعل التدريس فعالا، فالتدريس الفعال يحتاج أيضا إلى توجيه وإشراف فعال
ارجو ان تستفيدو
إن اختيار الطريقة المناسبة لتدريس الموضوع لها أثر كبير في تحقيق أهداف المادة وتختلف الطرق باختلاف المواضيع والمواد وبيئة التدريس ،وعموما كلما كان اشتراك الطالب أكبر كلما كانت الطريقة أفضل ،ومن طرق التدريس التي ثبت جدواها على سبيل المثال وليس الحصر في التعليم العام ما يلي :
-
1*الطريقة الحوارية .
-
2*الطرق الإستكشافية والإستنتاجية .
-
3*عروض التجارب العملية
-
4*التجارب العملية .
-
5*إعداد البحوث التربوية المبسطة .
-
6*طريقة حل المشكلات .
-
7*الرحلات العلمية العملية والزيارات .
-
8*طريقة المشروع .
-
9*طريقة الوحدات الرئيسية .
مرت طبيعة العلاقة بين المعلم أو المؤدب أو المربي وبين تلاميذه بتغيرات جذرية على مر العصور، منذ أن كان المربي يُعتمد عليه في تنشئة رجالات الأمة من القادة والحكام والعلماء، وانتهاء بالأساتذة الحاليين وطلابهم المعاصرين!
ومن نافلة القول أن مهام المعلم تغيرت مع تغير الأزمنة. ومع التغير في طبيعة ومهام المعلمين من جهة، وطبيعة ومهام الآباء وأبنائهم من جهة أخرى كان لزاماً أن يكون هناك تغير في صلاحيات المعلمين وما يمثلونه للمجتمع. قبل عقدين من الزمن تعارف الناس على مقولة الأب للمدرسة (لكم اللحم ولنا العظم) ثم بدأ هذا العظم في الوهن! فأدرك الناس -آباء ومعلمين- أن العقاب البدني المتعارف عليه بالضرب يجب أن يخضع لتقنين أكثر أو يلغى، وهو ما قامت به وزارة المعارف بالسعودية أخيراً حيث أصدرت قراراً بمنع الضرب في المدارس.
هذا القرار تباينت حوله الآراء والأطروحات، واختلفت نتائج تطبيقه باختلاف المراحل التعليمية واختلاف مشارب القائمين عليها، فالبعض يعتقد بأن على المعلمين السيطرة على فصولهم ومعاقبة طلابهم بأساليب تربوية حديثة، والبعض الآخر يعتقد بأن القرار ساعد على تخطي الطلبة للحدود على طريقة «من أمن العقوبة…»!
ولن نخوض كثيراً في التقديم؛ لأن في ثنايا تحقيقنا الكثير بين نظريات الكتب والدراسات، والمسح الميداني لآراء المعلمين والطلبة. ومشاركات وآراء التربويين والأكاديميين المتخصصين في السعودية التي أجري فيها هذا التحقيق. السؤال الصغير الذي يكبر: ترى لماذا اضطر بعض المعلمين إلى مخالفة التعليمات؟
لاستيضاح خريطة الرأي في أوساط المعلمين سقنا سؤالنا الأخير عن تأييدهم لقرار منع الضرب في المدارس فأجاب 57% منهم أنهم يؤيدون هذا القرار، فيما يعارضه 43% منهم لإيمانهم بأهمية الضرب كوسيلة لردع الطلاب المشاكسين تعليمياً وسلوكياً.
وما ينبغي التركيز عليه قبل الانتقال لرأي الأبناء أن إجابات المعلمين وأسئلتنا هي عن وضع تعليمي عادي، فنحن هنا لم نسأل أساتذة التربية الخاصة أو المختصين بصعوبات التعلم، أو خبراء تعليم ذوي الحاجات الخاصة، وهي الفئات التي لا يمكن أن يكون الضرب أحد وسائل العقاب عند التعامل معها.
الضرب موجود في المدارس!
جاء الدور هنا على أسئلة الطلبة واستبانتهم الخاصة، وبدون الخوض في المقدمات بدأنا بالسؤال الأكثر أهمية بالنسبة لهم: هل الضرب مسموح به في مدرستك؟
المفاجأة أن 42% من الطلبة أجابوا بنعم، وهذا يؤكد ما ذهب إليه بعض المعلمين من وجود الضرب حالياً رغم قرار المنع، وينفي وجود الضرب في المدارس 51% من الطلبة فيما لا يدري 7% منهم ما إذا كان الضرب يستخدم في مدارسهم!
ويأتي السؤال الأهم لنا ولكم وللمعلمين: ما هي أشد وسائل العقاب تأثيراً على الطلبة؟ وهذه المرة من وجهة نظر الطلبة أنفسهم!
طلبنا من العينة ترتيب مجموعة من أنواع العقاب حسب (أشدها) على نفسه، فكيف كانت النتائج:
رتب 34% من الطلاب شدة العقوبات عليهم كالتالي:
خصم الدرجات، الضرب، استدعاء ولي الأمر، الطرد من الفصل، والتشهير داخل المدرسة.
فيما رتبها 29% كما يلي: استدعاء ولي الأمر أولاً، تلاه خصم الدرجات، فالضرب، والتشهير ثم الطرد من الفصل، وجاء ترتيب 24% من الطلبة للعقوبات حسب شدتها بحيث كان استدعاء ولي الأمر، الضرب، خصم الدرجات، والطرد، ثم التشهير داخل المدرسة.
والبقية التي توضح أمراً مهماً ونسبتهم 13% وضعت الضرب أولاً تلاه خصم الدرجات، ثم استدعاء ولي الأمر فالطرد والتشهير تباعاً.
إذاً الضرب ليس مهماً كثيراً أمام الإحراج عند ولي الأمر، أو أمام خصم الدرجات خصوصاً بالنسبة لطلبة الثانوية العامة الذين كانوا يركزون كثيراً على هذه النقطة.
نظرة صغيرة لكبير
كيف ينظر الطالب للمعلم الذي لا يستخدم الضرب كوسيلة عقاب، أجاب 56% من الطلبة أن هذا المعلم متفهم، فيما اعتبره 22% منهم قوي الشخصية. ونظر إليه 15% منهم على أنه ضعيف، والقليل منهم أحال عدم استخدام المعلم للضرب إلى أنه معلم حنون وهؤلاء نسبتهم 7%.
ولا يحب 88% من الطلبة المعلم الذي يضرب بالعصا وربما يكون هذا طبيعياً، لكن 12% أجابوا بأنهم يحبون هذا النوع من المعلمين، وليتنا استطعنا معرفة السبب (ربما لأن هذا النوع من المعلمين لا يمسّون الدرجات من قريب أو بعيد)!.
ولاستقصاء أكثر عن القضية رغبنا في معرفة أوضاع هؤلاء الطلبة في المنازل، وما هي وسائل العقاب التي يستخدمها الأهل هناك؟
يقول 46% من الطلاب إن أهلهم يوبخونهم شفهياً كوسيلة عقاب رئيسة، فيما يُعاقب بالضرب في منازلهم 21% منهم، ويستخدم الأهل وسيلة المنع من الخروج مع 15% من الطلبة، ويمنع المصروف المالي عن 11% منهم، ويستخدم بعض الأهل وسائل عقابية أخرى مع 7% من الطلبة لم يرغبوا في تحديدها.
وعلى منوال «كما تدين تدان»، ماذا يطلب الأبناء من الوزارة أن تفعله مع المعلم الذي يضربهم، يطالب 70% منهم بمعاقبة هذا المعلم، ويطالب بفصله من التدريس 20% فقط، فيما يعتقد 10% منهم أن على الوزارة أن تشجع هذا المعلم (أيضاً ربما لخوفهم على درجاتهم ومعدلات تخرجهم).
ولمعرفة أفكار جديدة في المعاقبة سألنا الطلاب عن العقاب الذي يعتقد أن زميله يستحقه إذا أخطأ، وهنا كانت الإجابات مفتوحة وغير محددة، إلا أن نسبة كبيرة منهم تطلب أن يكون العقاب على قدر الخطأ، والبقية تطالب بالمفاهمة الشفهية أو العقوبات عن طريق أداء واجبات منزلية أكثر، والغريب أن البعض لايزال يطالب بالضرب لزميله الذي يخطئ.
والرحلة مع الطلاب لها سؤال أخير هو عن رؤيتهم للمستقبل، وهل سيستخدمون الضرب إذا ما أصبحوا معلمين؟
الغالبية الكبيرة من الطلاب، نسبتهم 82% زعموا أنهم لن يستخدموا الضرب في المستقبل، فيما يصر 18% منهم على أنهم سيستخدمونه إذا ما أصبحوا معلمين.
السلوك وصعوبة التعلم
ولإكمال الحلقة -غير المفرغة- كان لابد من سؤال الخبراء والمتخصصين عن القضية، وعن ثلاثة محاور محددة فيها، هي: تقويم وسيلة الضرب كعقاب، والآثار المترتبة على استعماله، ثم البدائل المقترحة، وثالثاً: الموقف من قرار منع الضرب والتعاميم الخاصة به.
ويبدأ د. سعيد بن محمد المليص -نائب مدير عام مكتب التربية لدول الخليج- بقوله: إنني أرى أن مبدأ الثواب والعقاب يجب أن يطبق في المدرسة إذا ما اعتبرنا أن هذا المبدأ هو جزء من العملية التعليمية، وإننا في المدرسة نعلّم الفرد كيف يتأقلم مع مجتمعه بمعنى أن نعوّده النظام، وضبط النفس، ومعرفة حدود الحرية الشخصية، وحقوق الآخرين.
مبدأ الثواب والعقاب يجب أن يدركه الطالب أو الطالبة في المدرسة قبل الخروج إلى المجتمع، ولكن السؤال ما هو السبيل إلى تقنين هذا المبدأ؟ وكيف يطبق؟ ومن هو المخوّل بتطبيقه؟ هذا سؤال يحتاج إلى دراسة مستفيضة من المؤسسات التعليمية أو التربوية آخذة في الاعتبار روح العصر، مستلهمة أهداف التعليم والتعلم الأساسية.
ويرى أن نفرق بين أمرين مهمين حين نطبق مبدأ الثواب والعقاب هما:
1- سوء السلوك وعدم الانضباط والالتزام بنظام المدرسة والمجتمع في صورته المصغرة.
2- التأخر الدراسي الناتج عن قدرات عقلية محدودة.
ويوضح المليص أن مبدأ العقاب والثواب على السلوك أمر حتمي في المدرسة، إذ إنها مجتمع مصغر للمجتمع الذي سيخرج إليه ويصبح فرداً يمارس ما تعلمه وتدرب عليه وسمح له بمزاولته أثناء سني تعليمه. فالطالب المشاغب الذي يسيء السلوك مع معلمه وزميله ومؤسسته، والذي يقصر في أداء واجباته الدينية والمجتمعية يستحق العقاب، وليكن العقاب بالتدريج ووفق أسس علمية تتخذ من الدراسات النفسية قاعدة لها، والعكس بالعكس، فالطالب السوي بسلوكه يستحق الثواب وبالطريقة نفسها.
أما الطالب المتأخر دراسياً الذي لا يستطيع أن يواكب الدراسة بسبب متعلق بقدراته العقلية أو الجسدية أو غيرها مما يكون خارجاً عن طوع الطالب وقدرته فكيف نعاقبه على أمر لا يملكه؟ وهذا في نظري ما نعانيه الآن مع كثير من الإخوة والأخوات المشتغلين بعملية التعليم. إذ إن التفريق بين هذين الأمرين قد لايكون واضحاً لدى الكثيرين منهم نظراً لضغط العمل في المدرسة والفصل، أو لعدم التدريب والتعليم على هذا بشكل كاف.
إن معالجة هذا الأمر -والحديث للمليص- عن طريق نظريات مستوردة لا تنطبق على مجتمع تحكمه شريعة إلهية وتقاليد اجتماعية عريقة، أو عن طريق التعامل بلا عواطف يعتبر مفسدة إضافية إلى المنظومة التعليمية. والبدائل في نظري هي التفكير في مبدأ الثواب والعقاب كوسيلة من وسائل التعليم للفرد.