تخطى إلى المحتوى

داء الكبر 2024.

بسم الله الرحمن الرحيم

قال الله تعالى في الحديث القدسي {الْكِبْرِيَاءُ رِدَائِي وَالْعَظَمَةُ إِزَارِي فَمَنْ نَازَعَنِي مِنْهُمَا شَيْئًا قَصَمْتُهُ}[1] وقال عليه أفضل الصلاة وأتم السلام{لا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ مِنْ كِبْرٍ وَلا يَدْخُلُ النَّارَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ إِيمَانٍ }[2] وقال صلي الله عليه وسلم {مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ مِنْ كِبْرٍ أَكَبَّهُ اللَّهُ فِي النَّارِ}[3]وقال صلي الله عليه وسلم{تَحَاجَّتِ الْجَنَّةُ وَالنَّارُ فَقَالَتِ النَّارُ: أُوثِرْتُ بِالْمُتَكَبِّرِينَ وَالْمُتَجَبِّرِينَ وَقَالَتِ الْجَنَّةُ: مَا لِي لا يَدْخُلُنِي إِلا ضُعَفَاءُ النَّاسِ وَسَقَطُهُمْ قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لِلْجَنَّةِ: أَنْتِ رَحْمَتِي أَرْحَمُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ مِنْ عِبَادِي وَقَالَ لِلنَّارِ: إِنَّمَا أَنْتِ عَذَابِي أُعَذِّبُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ مِنْ عِبَادِي وَلِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا مِلْؤُهَا}[3]وقال صلي الله عليه وسلم {مَا زَادَ اللَّهُ عَبْدًا بِعَفْوٍ إِلا عِزًّا وَمَا تَوَاضَعَ أَحَدٌ لِلَّهِ إِلا رَفَعَهُ اللَّهُ}[4]

{ما دام العبد يظن أن في الخلق من هو شر منه فهو متكبر فقيل له: فمتى يكون متواضعاً؟ قال: إذا لم ير لنفسه مقاماً ولا حالاً} وتواضع كل إنسان على قدر معرفته بربه ومعرفته بنفسه

الكِبر: هو الاسترواح والركون إلى رؤية النفس فوق المـُتكبَّر عليه وخُلُق الكبر موجب للأعمال ولذلك إذا ظهر على الجوارح يقال تكبَّر وإذا لم يظهر يقال في نفسه كِبر وإزالته فرض عين فإذا رأى مرتبة نفسه فوق مرتبة غيره حصل فيه خُلُق الكِبر فيحصل في قلبه اعتداد وهزة وفرح وعزَّ في نفسه بسبب ذلك فتلك العزَّة والهزَّة وهذه العقيدة هي خُلُق الكِبر فالكِبر آفته عظيمة وفيه يهلك الخواص من الخلق لماذا؟ لأنه يحول بين العبد وبين أخلاق المؤمنين كلها وتلك الأخلاق هي أبواب الجنة والكِبر وعزة النفس يُغلق تلك الأبواب كلها لأنه لا يقدر على أن يتخلق بتلك الأخلاق وفيه شيء من العزِّ فما من خُلُق ذميم إلا وصاحب العز والكِبر مضطر إليه ليحفظ به عزَّه وما من خُلُق محمود إلا وهو عاجز عنه خوفاً من أن يفوته عزُّه

وشرُّ أنواع الكِبر: هو ما يمنع من استفادة العلم وقبول الحق والانقياد له

أسباب التكبُّر:
لا يتكبر إلا من استعظم نفس.ولا يستعظمها إلا وهو يعتقد لها صفة من صفات الكمال: مثل العلم والعمل والعبادة والحسب والنسب والتفاخر بالجمال والكبر بالمال والكبر بالقوة وشدة البطش والتكبر بالأتباع والأنصار والتلامذة والعشيرة والأقارب والبنين

البواعث على التكبر وأسبابه المهيجة له:
العجب والحقـد والحسـد والريـاء

ومجامع حسن الأخلاق والتواضع سيرة النبي صلي الله عليه وسلم فبه فينبغي أن يقتدي به ومنه ينبغي أن يتعلم

علاجه:
أن يعرف ضعف نفسه ويعرف عظمة ربه سبحانه وتعالى


[1] الأسماء والصفات للبيهقي عن أبي هريرة رضي الله عنه
[2] صحيح مسلم وسنن الترمذي عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه
[3] ابن حبان عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما
[4] الصحيحين البخاري ومسلم ومسند الإمام أحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه
[5] صحيح مسلم وسنن الترمذي والدارمي عن أبي هريرة رضي الله عنه


أمراض الأمة وبصيرة النبوة

منقول من كتاب [أمراض الأمة وبصيرة النبوة]

اضغط هنا لتحميل الكتاب مجاناً

القعدة

من تواضع لله رفعه ….قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من الكبر
صدق رسول الله
الكبر مرض نفسي يجعل الواحد يرى نفسه احسن من غيره بسبب وسامته او ماله او نسبه ولكن لم يعلم ان كل ذلك لا يهم ومايهم هو جوهرك و مقدار تقواك
فكل شيئ زائل ولا يبقى الى وجهه عز وجل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.