الحمد لله، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، أما بعد:
فإن الله قد اصطفى بالإيمان والإسلام من يشاء من العباد، وهم في إيمانهم على درجات متفاوتة تفاوتاً
عظيما، فمنهم القوي في إيمانه ومنهم الضعيف ومنهم ما بين ذلك. فقوة الإيمان تتحقق في المؤمن بالقيام
بشعبه كافة، وبقدر ما يحصل من التفريط في شعبة، من شعبه أدى ذلك إلى ضعف الإيمان، حسب التفريط
قلة وكثرة. وقد عظم ضعف كثير من المؤمنين في عصرنا ونتج عن هذا الضعف أضرار عظيمة لحقت
بالمسلمين، فمنها العامة والخاصة، ومنها دينية ودنيوية وأخروية، كما سترى ذلك في أثناء هذه الرسالة.
فوطن نفسك – يا مؤمن – على فهم ضعف إيمانك وعلى فهم تقويته، فهماً مقتبساً من الكتاب
والسنة، واجعل ذلك نصب عينيك؛ لتسعى في مجاهدة نفسك وتقوية إيمانك،
قال الله تعالى:{وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ}[العنكبوت: ٦٩]
ومن باب الإعانة والمشاركة في بيان ما يتعلق بضعف المؤمنين قمت بكتابة هذه الرسالة، والتي سميتها:
«المؤمن الضعيف» فاجعلها بين يديك ونصب عينيك؛ للاستفادة منها، فهي وأمثالها نعم الزاد لأهل
الرشاد، ونعم المعين للمؤمنين على التمسك بالحق والسير على صراط الله المستقيم، لا شرقية ولا غربية،
ولا حزبية ولا عصبية قبلية، بل طاعة نبوية وشريعة محمدية. ولم يكن قصدي في هذه الرسالة الإحاطة
بكل ما يتعلق بضعف المؤمن، وإنما أردت أن أذكر ما به يتضح الأمر وتنجلي الحقيقة، أذكر الداء وأدعو
إلى أخذ الدواء، فجاءت هذه الرسالة – بعون الله – موقظة للغافل ومعلمة للجاهل ومنشطة
للمتكاسل، ومقوية للعامل، ورادعة لصاحب الباطل، وداعية إلى اللحاق بالأفاضل، ومحذرة من الاقتداء
بكل كائد مجادل. وقد حرصت على أن تكون الأحاديث المستدل بها في هذه الرسالة ثابتة.
فالله أن أسأل أن يجعلها نافعة وشافية كافية، وأن يتقبلها مني بقبول حسن، وأن يعفو عن كل زلل، وكان
الانتهاء من إعداد هذه الرسالة في ستة وعشرين من شهر ذي القعدة لعام (1428هـ). والله أسأل
أن يبارك في كل من أعانني على إكمال هذه الرسالة، وأن يبارك في من ساعد في طباعتها ونشرها، وأن
يصلح له أهله وذريته.
وكتب محمد بن عبد الله الإمام
دار الحديث – معبر
مشكور اخى على هذا المرور الكريم والمشاركه الطيبه
تحياتى لك
اخوك سامر