وهي مع هذا الشرف الكريم أضاف إليها الإسلام والقرآن شرفا آخر حيث كانت مسرى رسول الله صلي الله عليه وسلم فدخلها النبي صلي الله عليه وسلم وتشرفت به وجمع فيها كل الأنبياء والمرسلين وصلى بهم إماما مقرين برسالته مصدقين بنبوته، فكان القدس البيت الذي جمع كل الرسل والمكان الوحيد في الأرض تشرف بلقاء الأنبياء على مساحته فياله من شرف لا يدانى وفضل وسبق لا يبارى.
وصدق الله إذ يقول: {وَإِذْ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّيْنَ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُواْ أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُواْ وَأَنَاْ مَعَكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ} [آل عمران:81].
"إقرار وإيمان ونصرة وشهادة وعهد وميثاق"
في القدس تم لقاء أول نبي وآخر نبي
في القدس تم لقاء الشيخ الوقور خليل الرحمن ومحمد حبيب الله
في القدس تم لقاء الأب آدم والابن محمد
في القدس تم اللقاء بين من عاش أكثر من ألف عام وهو نوح وبين الشاب محمد صلى الله عليه وسلم
في القدس التقى القرآن والتوراة
في القدس التقى القرآن والإنجيل
في القدس التقى القرآن والزبور
الشرف الثالث الذي حظيت به القدس أنها كانت منطلق معراج رسول الله صلي الله عليه وسلم؛ فالمكان الذي منه صعد محمد صلى الله عليه وسلم إلى السماوات العلى كان من القدس، وهذا المفخر للقدس وحدها فكانت أول طريق المعراج وخاتمة طريق الإسراء فالقدس هي الرابطة بين الأرض والسماء وتميز المسجد الأقصى عن غيره من مساجد الدنيا بأسرها أن الله بارك حول المسجد قال تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ} [الإسراء:1] والذي حول المسجد هي فلسطين.
فهل تفرط الأمة في البركة؟ هل يضيع شباب الإسلام الأقصى وفلسطين؟
خاب الناس وخسروا إذا تركوا القدس وفلسطين تحت سياط الجلادين وفي أفواه الأفاعي من أمثال شارون، ولكن أملنا في شبابنا وفي هذا الجيل كبير بأن يحمي الديار ويأخذ بالثأر ويخلصوا مسرى النبي المختار
الشيخ سالم جابر