الضحك .. أفضل علاج نفسي
أنظر إلى نفسك في المرآة و أنت عابس الوجه مقطب الجبين ، ثم انظر إليها ثانية و أنت منشرح النفس و مبتسم ، و قل لنفسك في أي منهما كنت أكثر جمالاً ؟
طبعاً و أنت مبتسم .
هذا بالنسبة إليك أنت ، فكيف و أنت باسم منشرح في وجوه الآخرين من أقارب و أصدقاء .
حينما نحثك على الضحك إنما نقصد به الضحك الصحي الذي يجعل منك نجماً ينتظره الجميع ، و بالتالي يخفف عنك أعباء الحياة و يساعدك على التخلص من انقباض النفس و الروح حين تصدمك تحديات الحياة و آلامها .. و ليس الضحك الذي يجعلك مملاً متطفلاً لا تدري لماذا أنت تضحك !
الضحك هو شكل من أشكال التعبير الذي يظهر خارجياً على الإنسان في صورة مرح و فرح .
و تتعدد أسباب الضحك ، الذي يوصف أيضاً بأنه رد فعل فسيولوجي نتيجة للمرور بخبرة مثل سماع نكتة أو عند سماع مداعبة ، و غيرها من الأسباب .
كما أن الضحك هو جزء من السلوك الإنساني الذي ينظمه المخ ، و تساعد هذه العاطفة الشعورية الإيجابية من الدرجة الأولى الإنسان على أن يوضح نواياه في إطار التفاعل الاجتماعي .
كما يتبلور بالضحك إحدى جوانب الاتصال و المشاركة مع الآخرين ، فهو العلامة التي تشير إلى تواجد الإنسان في المجموعة الاجتماعية كما أنه إشارة إلى قبوله للتفاعل الإيجابي بينه و بين الآخرين .
و الضحك هو أقوى علاج للنفس و الجسم .. إذا واجهت صعوبة في تخطي عقبة ما فلا تذهب نفسك غضباً و غيضاً ، اتركها لبعض الوقت و تسلى عنها بدقائق من الضحك و المرح و هذا سيدفع عنك الألم و الاجهاد ، و يعيد لجسمك راحته ، و لعقلك توازنه .
ابتسم ، لا تقطب جبينك ، لكل مشكلة حل ، اضحك لعل الضحك يخفف من أعبائك و يلهمك التأمل ، و بالتالي يزيد من اتصالك بالآخرين ، بل و يجعلك أفضل تركيزاً و انتباهاً في عملك ، و يعزز علاقاتك بالآخرين ، و يدعم صحتك النفسية و الجسدية ، إنه صديق خدوم !
الضحك يدفع عنك الأزمات القلبية ، فهو يريح كل أعضاء جسمك ، و يساعدك في التخلص من التوتر النفسي ، و يترك عضلات جسمك في استرخاء ، و يعمل على خفض هرمونات التوتر و الإجهاد ، و يزيد من خلايا جهازك المناعي التي تعمل على مكافحة العدوى ، فيعزز قدرتك على مقاومة الأمراض ، و يمنحك الراحة و الهدوء و لو لبعض الوقت .
الضحك المعقول يخدم قلبك ، فيزيد تدفق الدم إلى أوعيته ، فيبعدك عن الأزمات القلبية و غيرها .
و للضحك فوائد عدة منها :
1- بدنية : الضحك يقوي مناعتك ، يقلل من توترك ، يخفف آلامك ، يرخي عضلاتك ، و يمنع عنك أمراض القلب ، إنه يمنحك التجدد ، و يقلل من الضغوط ، و يحد من ارتفاع ضغط الدم .
كما أنه يفيد مرضى التهاب الشعب الهوائية و أزمات الربو عن طريق رفع نسبة الأكسجين في الدم الذي يدخل للرئة .
2- نفسية : الضحك يخفف من خوفك و توترك ، و يحسن حالتك المزاجية و السلام النفسي ، يمنحك القدرة على التكيف ، فيضفي على حياتتك البهجة و السعادة ، و يزيد من قدرتك على التأمل و الاسترخاء .
إنه يرفع من روحك المعنوية ، و يعطيك المزيد من الصقة بالنفس .
3- اجتماعية : الضحك يقوي العلاقات الاجتماعية ، إنه يجذب الآخرين إليك ، فيدفعك للعمل الاجتماعي و يقلل من الصراعات و يقوي روابطك بالناس .
و الضحك يطور من شخصيتك و قدرتك على القيادة ، و يزيد من قدرتك على التحدث إلى الآخرين بلباقة .
و هو ينمي روح المشاركة و روح العمل الجماعي .
4- عاطفية : إن شعورك بالبهجة و أنت تضحك لا ينتهي بمجرد انتهاء الضحك ، بل يستمر معك طويلاً ، ما يجعلك في صحة و نفسية جيدة .
إن الضحك يجعلك إيجابياً و متفائلاً ، و يمنحك الشجاعة و القوة لإيجاد مصادر جديدة للأمل و التفاؤل ، مما يجعلك بحال أفضل في أصعب الأوقات .
كما إنه يساعدك على الإسترخاء و يمدك بالطاقة ، مما يتيح لك التركيز في عملك و إنجاز المزيد منه .
و يجعلك واقعياً أكثر ، و يخلق بداخلك مساحة نفسية يمكن أن تساعدك في تجنب المشاعر السلبية .
إن الضحك مع الآخرين يزيدك بهجة و سعادة ، فعندما نضحك مجتمعين تنشأ بيننا روابط قوية اجتماعية و إيجابية و عاطفية ، تكون بمثابة حاجز قوي ضد التوترات و الخلافات .
و الضحك المشترك هو واحد من أهم الوسائل فاعلية لحفظ العلاقات منتعشة و مثيرة ، و يخلق علاقات قوية و دائمة ، أما تبادل الضحك و الفكاهة فيضفي على تلك العلاقات البهجة و الحيوية .
يقول " فرويد " أن الضحك ظاهرة ، و ظيفتها إطلاق الطاقة النفسية التي تم تعبئتها بشكل خاطئ أو بتوقعات كاذبة .
و يقول الفيلسوف " جون موريال " إن الضحك الإنساني له أصوله البيولوجية كنوع من أنواع التعبير عن المرور بخطر ما .
أما " بيتر مارتينسون " ، فيرى إن الضحك هو الاستجابة للإدراك الذي يقر بإن الكينونة الاجتماعية ليست شيئاً حقيقياً .
إلى ذلك ، أظهرت بعض الدراسات أن الضحك يوجد فيه اختلاف حسب نوع الإنسان ، أي أنه يختلف ما بين الذكور و الإناث من حيث تقبل مثيراته أو اختلاف في طريقة الضحك نفسها .
فالمرأة تصدر أصوات للضحك فيها نغم و صوت حاد .
أما الرجل فأصوات ضحكاته غليظة غير منتظمة .
و عندما نضحك على موقف أو شخص فهذا يعني انكاره ( و هذا يتساوى فيه كلا من الرجل و المرأة ) ، و يعتبر هذا النوع من الضحك الإنكاري ما هو إلا وسيلة من وسائل تطهير العقل من جميع الخبرات و الأفكار السلبية المتحمل وقوع النفس فيها .
و مثال للتوضيح :
عندما يرى شخص شخصاُ آخر يقع على الأرض ينفجر في الضحك ، لأنه يدرك حقيقة رفضه لوقوعه هو نفسه ، و بانطلاق الضحك فهو يحاول أن يبعد الفكرة السلبية للوقوع على الأرض ذهنه و تفكيره .
بارك الله فيك وجعله في ميزان حسناتك
دمتي متألقة