تخطى إلى المحتوى

الشهوات 2024.

الشهوات

الحمد لله رب العالمين ، وأشهد أن لا إله إلا الله الحق ، وأن ما يدعون من دونه الباطل ، وهو العلي الكبير ، وأشهد أن لا إله إلا الله ، وحده لا شريك له ، هو الواحد الذي لا ضد له ، هو الصمد الذي لا منازع له ، هو الغني الذي لا حاجة له ، هو جبار السموات والأرض ، فلا راد لحكمه ولا معقب لقضائه وأمره .

وأشهد أن سيدنا وحبيبنا وعظيمنا وقائدنا ومعلمنا وقدوتنا وقرة أعيننا محمد رسول الله ، اللهم صل وسلم وبارك عليك يا سيدي يا رسول الله ، صلاة وسلاما يليقان بمقامك يا أمير الأنبياء ويا سيد المرسلين .

وأشهد لك يا سيدي يا رسول الله ويشهد معي الموحدون أنك قد أديت الأمانة وبلغت الرسالة ونصحت الأمة وكشف الله بك الغمة وعبدت ربك حتى لبيت داعيه ، وجاهدت في سبيل ربك ، حتى أجبت مناديه .

وعشت طوال أيامك ولياليك تمشي على شوك الأسى ، وتخطو على جمر الكيد والعنت ، تلتمس الطريق لهداية الضالين وإرشاد الحائرين ، حتى علمت الجاهل يا سيدي ، وقومت المعوج يا سيدي ، وأمنت الخائف يا سيدي ، وطمأنت القلق يا سيدي ، ونشرت أضواء الحق والخير والإيمان والتوحيد كما تنشر الشمس ضياءها في رابعة النهار .

فصلي الله وسلم وبارك عليك يا سيدي يا رسول الله وجزاك الله عنا خير ما جزى به الله نبيا عن أمته ورسولا عن رسالته ..

أما بعد ..

فيا أيها الأحباب الكرام : تعالوا بنا لنواصل مسيرتنا المباركة في شرحنا لآيات من كتاب ربنا عز وجل .

ومع اللقاء السابع والعشرين على التوالي ما زلنا بفضل الله وطوله وحوله ومدده نطوف مع حضراتكم في بستان سورة مريم المبارك وكنا قد توقفنا في اللقاء الماضي عند قول الحق جل وعلا : ( فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً ) (مريم/59) وانتهينا من شرح هذه الآية في شطرها الأول ألا وهو : ( فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ ) ونحن اليوم على موعد مع شطر الآية الثاني ألا وهو قول الله عز وجل : (وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ )

( فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ
يَلْقَوْنَ غَيّاً)

والشهوات أيها الأحبة الكرام جمع شهوة ولقد عرفها ابن منظور في " لسان العرب " فقال : إن الشهوة ليست خاصة بشيء معين أو محدد ولكنها في كل شيء من معاصي الله عز وجل.

والشهوات أيها الأحباب من أعظم الفتن على الإنسان ، لأن الفتنة نوعان والكلام لأستاذنا الإمام ابن القيم يقول : إن الفتنة نوعان : فتنة الشبهات ، وفتنة الشهوات ، أما فتنة الشبهات فتأتي من قلة العلم ومن اتباع الهوى ، ولقد حذر الله جل وعلا من اتباع الهوى ، لأن اتباع الهوى يضل عن سبيل الله فقال سبحانه :

( يَا دَاوُدُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ) (صّ/26)

فأما فتنة الشهوات فسببها كثرة المعاصي وفسق الأعمال وسيطرة الدنيا على القلوب ولذا فلقد قال سلفنا الصالح : احذروا من الناس صنفين : صاحب هوى قد فتنه هواه ، وصاحب دنيا قد أعمته دنياه .

وأقول – ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم – لقد ابتلانا الله جل وعلا في بلادنا وفي أيامنا هذه وفي زماننا هذا بهذين الصنفين ، ابتلانا الله جل وعلا ابتلاءاً شديدا ، بكثير من الناس الذين قد أعمتهم شهوات الدنيا وشبهات الباطل فراحوا يقولون في هذا الدين بغير علم ، وراحوا يفترون على الله جل وعلا ، وراحوا يعلنون العداء لهذا الدين ، وراحوا يظهرون حقدهم الدفين على هذا الدين ويشنون عليه الحرب الهوجاء باسم الدين ، ولكنت يأبى الله جل وعلا إلا أن يظهر حقدهم الدفين ، وإلا أن يظهر نفاقهم المبين على هذا الإسلام ، وعلى هذا الدين العظيم في زلات ألسنتهم ، وعلى صفحات وجوههم ، ليميز الله الخبيث من الطيب ، وليعلم الموحدون العدو من الصديق .

أيها الأحبة الكرام : لقد ابتلانا الله جل وعلا في هذه الأيام ابتلاءا شديدا بكثير من الناس الذين يقولون في ديننا بغير علم ، الذين يقولون في ديننا بالهوى والذي أعمت أعينهم نار الشبهات ، وظلمات الشهوات فراحوا يفترون على الله الكذب وراحوا يعلنون العداء للإسلام ولرسول الإسلام .

نعم ، ولكن الله جل وعلا وعدنا بأنه هو الذي سيتولى حفظ دينه وهو الذي قال : ( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ) (الحجر/9) اعلموا أيها الأحباب أنه ليس من العيب أن يزل العالم ، لأنه ليس بمعصوم لأن العصمة للنبي وحده ولكن مكمن الخطر، ولكن مصيبة المصائب أن يقول العالم في الدين بغير علم ، أو أن يقول العالم ، ويصر على خطئه وعلى عناده وعلى كبره بعدما يتبين له الحق بالدليل الشرعي استحياء من الناس أو خجلاً من الناس أو خوفاً من الناس والله لا يستحي من الحق .

أقولها بمنتهى الوضوح والصراحة : إننا نحب علمائنا إننا نحب شيوخنا ولكن الحق أحب إلينا من شيوخنا وعلمائنا .

أيها الأحباب الكرام : إن مكمن الخطورة في فتاوي عصرنا المنحرفة والمضللة إنها سرعان ما تنتشر وسرعان ما يعرفها ملايين من البشر بواسطة وسائل الإعلام الحديثة المسموعة والمرئية والمقروءة .

وإن مكمن الخطر كذلك ، وإن مصيبة المصائب أن الذين يتحكمون في أنظمة الفكر في بلادنا ، وأن الذين يسيطرون على عقول الناس بما يملون عليهم من آراء وأفكار هذا الصنف من الناس عادة ما يحاط بهالة من الدعاية تستر كذبه وتستر جهله وتغطي حقده الدفين على هذا الإسلام وعلى هذا الدين .

وعادة ما يحاط هؤلاء بهالة عجيبة من الدعاية والإعلان ليلوي هؤلاء الناس أعناق الناس إليهم ، وليلفت هؤلاء الناس أسماع الناس إليهم ، فيرضخوا لفتاويهم ويرضخوا لكلماتهم ، ويأبى الله جل وعلا إلا أن يقيض لهذا الدين من يحذر الناس من فتاوى هؤلاء ومن دعاوى هؤلاء .

اعلموا أيها الناس بأن هذه الهالة وبأن هذه الدعوات وبأن هذا الإعلان لا يقرب هؤلاء – أي أصحاب الفكر – من قلوب الناس ، ولا يجعل من جهلهم علما ولا يجعل من بعدهم عن قلوب الناس قربا ، مثلهم كمثل الطبل الأجوف يسمع صوته من بعيد وباطنه من الخيرات خال .

نعم ، إنني أقدم بهذه المقدمة الطويلة لماذا ؟

لأنه مما يمزق الضمائر الحية أن ينبري أعداء ديننا في هذه الأيام وعبيد الفكر الغربي لحرب هذا الإسلام ، حرباً صريحاً وحرباً هوجاء ، وأرى أن أعداء هذا الفكر – أي الفكر الإسلامي – وأنصار هذا الفكر – أي الفكر الغربي – راحوا ينفثون سمومهم على صفحات الجرائد وعبر شاشات التليفزيون ، وعبر الإذاعات المسموعة في كل زمان وفي كل مكان يريدون إسلاما على أمزجتهم ، يريدون إسلاماً خاصاً بأهوائهم ، يريدون إسلاماً خاصاً بما يمليه عليهم قادة الغرب من المستشرقين ومن المبشرين ومن الشيوعيين ومن العلمانيين

فتارة يقولون : إننا لا نأخذ بآراء الفقهاء ، ولا بآراء المفسرين ، ولا بآراء العلماء لا نأخذ إلا بالوحي من القرآن والسنة ، فإن وافقتهم جدلا على ذلك إن وافقتهم أن يتركوا آراء الفقهاء وآراء العلماء وآراء المفسرين ويأخذوا بالقرآن والسنة بعد فترة يقولون لك : إننا لا نأخذ بالسنة بكاملها ، لأن في السنة ما هو ضعيف ، لأن في السنة ما هو مردود لأن في السنة ما هو موضوع ، ولا نأخذ إلا بالقرآن الكريم فإذا ما ضيعوا السنة ولم يبق أمامهم إلا القرآن . قالوا لك بعد ذلك : إن القرآن قد نزل ليعالج أوضاع البيئة العربية في أرض الجزيرة ولذا فإنه ينبغي أن نأخذ من القرآن ما يتفق مع روح عصرنا وما يتمشى مع روح التطور والتحرر .

أضاعوا آراء الفقهاء وأضاعوا السنة ، وفي النهاية قالوا : لابد أن نأخذ من القرآن ما يتفق مع روح عصرنا ومع روح مدنيتنا ، وتطورنا آمنوا ببعض الكتاب وكفروا بالبعض الآخر .

فإن قلت لهم : إن القرآن الكريم يقول : إن الخنزير رجس لقد وصف القرآن الكريم لحم الخنزير بأنه رجس لقالوا لك : لقد وصف القرآن الكريم هذه الخنازير ، ولحوم الخنازير بأنها رجس ، لأن وصفه كان لخنازير في العصور المتخلفة ، كانت خنازير سيئة التغذية ، أما خنازير اليوم – وما أكثرها – فإنها خنازير متطورة فإنها خنازير متحضرة ، فإنها خنازير ليست بخنازير متخلفة ، كخنازير العصور الماضية .

وإن قلت لهم : إن القرآن الذي تؤمنون به يقول : ( لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ ) (النساء/11) في الميراث يقولون لك : لقد قال القرآن ذلك في عصور ماضية قبل أن تخرج المرأة بميدان العمل ، أما يوم أن خرجت المرأة لميدان العمل ، فأصبحت مساوية للرجل في كل شيء وهكذا ، إنها نار الشهوات وفتن الشبهات .

وأنا كما قلت : أقدم بهذه المقدمة الطويلة لهذه الشهوات والشبهات ، التي يحارب بها إسلامنا وديننا في هذه الأيام ، لأنه كاد قلبي ينخلع وكاد عقلي يطير لما قرأته على صفحات جريدة إسلامية ، ولا أقول على صفحات جريدة شيوعية ، أو علمانية أو ماركسية ، وإنما أقول : على صفحات جريدة إسلامية ، بعنوان " تذكير الأصحاب بتحريم النقاب " أسمعتم ؟ أرأيتم ؟ على صفحات جريدة إسلامية عنوان ضخم يقول : " تذكير الأصحاب بتحريم النقاب "

إلى هذا الحد يحارب الإسلام ! إلى هذا الحد يحارب الإلتزام ! إلى هذا الحد يحارب الاحتشام ! ، أنا لا أدري ، لا أدري لماذا يثير النقاب هذه البغضاء في قلوب هؤلاء ؟ والله لا أدري ، فمنهم من يصف النقاب بأنه خيمة ، ومنهم من يصف المنتقبات بأنهن متأخرات ومتخلفات ورجعيات ومتحجرات .

لا أدري لماذا كل هذه الحرب الشعواء ، لماذا كل هذه الحرب الهوجاء على النقاب؟ لماذا لم تكن هذه الحرب على السفور ؟ لماذا لم تكن هذه الحرب على العري والتبرج ؟ لماذا لم تكن هذه الحرب على الاختلاط السافر ؟

لماذا لماذا ؟ لماذا لم تكن هذه الحرب على المتبرجات الكاسيات العاريات المائلات المميلات اللائي تفتح لهن الأبواب ، وتيسر لهن الأسباب ، وتذلل لهن الصعاب وينلن كل الرضا وكل الاحترام ، وكل التقدير من هؤلاء ، من أصحاب الشهوات من أصحاب القلوب المريضة ؟!

أما المنتقبات ، أما العفيفات ، أما الطاهرات ، أما المتوضئات ، فإن الحرب تصب على رؤوسهن صباً ، لا تفتح لهن الأبواب ، لا تفتح لهن أبواب الجامعات لا تفتح لهن أبواب المدارس ، لا تفتح لهن أبواب الوزارات ، أو أبواب الأعمال لا تفتح لهن الأبواب ، ولا تذلل لهن الصعاب ، ولا تيسر لهن الأسباب ، ويصب هؤلاء الحاقدين على رؤوسهن الحرب صباً . لماذا كل ذلك ؟ لماذا هذه الحرب الشعواء على النقاب وعلى الإسلام وعلى الإخوة الذين توضؤوا لله جل وعلا ، والذين سجدوا لله عز وجل ، والذين رفعوا شعار لا إله إلا الله لماذا ؟

إنني أتعجب ، والله إنني لأتألم من هذه الحرب ، ولكنني أتعجب ويزداد عجبي أن تكون هذه الحرب على النقاب ، ليس من أعداء الإسلام ، وإنما ممن ينتسبون ظلما وزورا إلى الإسلام إلى هذا الحد تحارب المنتقبة من المسلمين ؟ تحارب المنتقبة ممن يتسمون بسمة أهل العلم والدين إلى هذا الحد ؟ إنا لله وإنا له راجعون ، إنا لله وإنا إليه راجعون .

ولكنني أقول : أيتها الأخت المنتقبة ، اصبري يا أختاه اصبري يا أختاه واعلمي علم اليقين أن النبي قال في الحديث الصحيح الذي خرجه الإمام مسلم ، والذي خرجه غيره من أهل السنن وأهل المسانيد أن النبي قال من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : " بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء " .

وفي رواية للإمام أحمد قيل : من الغرباء يا رسول الله ؟ قال : " الذين يصلحون إذا فسد الناس" (1)

الغرباء الذين يصلحون إذا ما فسد الناس . الذين يتمسكون بالقرآن ويتمسكون بهدي النبي في وقت قل فيه التمسك بالقرآن في وقت قل فيه التمسك بسنة النبي

وفي الحديث الصحيح أيضا الذي أخرجه الإمام الترمذي بسند صحيح من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي قال : " سيأتي على الناس زمان الصابر فيه علي دينه كالقابض على الجمر" (2)

وهذا هو زماننا ، وهذه هي أيامنا فمن صبر في هذه الأيام ، ومن صبر في هذا الزمان على دينه كمن قبض على جمر بين يديه .

فاصبري يا أختاه واصبروا أيها الأخوة اصبروا أيها الشباب ، اصبروا أيها المسلمون فإن الله جل وعلا قال : ( فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً(5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً) (الشرح/5-6)

ويقول لكم : ابشروا فإن أشد ساعات الليل سوادا هي الساعة التي يأتي بعدها ضوء الفجر ، وفجر الإسلام قادم ، ونور الإسلام قادم ، ونور محمد قادم وعز الإسلام قادم ، ولكننا نحتاج إلى الصبر ، اصبري يا أختاه اصبري يا من التزمت بشرع الله ، اصبر يا من التزمت بشرع رسول الله .

فإني أتعجب !! النقاب حرام !! هذا آخر ما كنت أتخيله ، أن النقاب حرام ليخرج علينا بعد ذلك هذا الفذ العبقري بهذا الاختراع المدوي وبهذا الاكتشاف الكبير وبهذه القنبلة المدوية ليقول لنا : إن النقاب حرام والله ما قال بذلك أحد من أسلافك الأولين .

اعلموا أيها الناس ، اعلموا أن أعداء الإسلام علموا أن المرأة سبب فلاح الأمة الإسلامية ، ومصدر من مصادر نجاحها ، اعلموا أن أعداء الإسلام يعلمون أن عز الأمة عند امرأة مسلمة ، ويعلمون كذلك أن المرأة المسلمة مصدر من مصادر الفتن والهتك والهدم والتدمير ، فإن المرأة سلاح ذو حدين .

ولقد علم أعداء الإسلام ذلك ولقد قالها أحد أقطاب المستعمرين يوم أن قال : كأس وغانية يفعلان في الأمة المحمدية ما لا يمكن أن يفعله ألف مدفع ، فأغرقوا الأمة في الشهوات والملذات هكذا أفلح أعداء ديننا وهكذا خطط أعداء إسلامنا ، علموا علم اليقين أن المرأة سلاح ذو حدين فهي مصدر عزة للأمة ومصدر هتك وهدم وتدمير فهي سلاح ذو حدين .

ومن هذا المنطلق كان للمرأة النصيب الأكبر والحظ الأوفر من المؤامرات ، ومن المخططات ، ومن التدميرات التي دبرت لإسلامنا والتي دبرت لأمتنا والتي دبرت لديننا فانتبهوا جيداً .

علموا علم اليقين أن المرأة إن التزمت بما قال لها ربها وبما قال لها نبيها # فهي مصدر الرعب ، فقد ظلت المرأة المسلمة طيلة القرون الماضية متربعة مصونة في عرشها تهز المهد بيمينها ، وتزلزل عروش الكفر بشمالها فعز على أعداء ديننا أن تجود المرأة المسلمة في أيامنا ، وفي بلادنا ، وفي زماننا أن تنجب عمر كعمر بن الخطاب ، أو أن تنجب خالداً كخالد بن الوليد ، أو أن تنجب صلاحا كصلاح الدين فراحوا يدبرون ، وراحوا يخططون .

ووالله الذي لا إله غيره ما ترك الاستعمار بلادنا وما سحب الاستعمار جيوشه من بلادنا ومن أرضنا إلا بعد أن اطمأنوا اطمئناناً كاملا – أي والله – من قادة الفكر ، وقادة الأدب ، وقادة الفن .

هؤلاء الذين سماهم الاستعمار وأطلق عليهم زوراً وبهتاناً لإضلال المسلمين أطلق عليهم صفات المحررين وصفات المطورين ، وصفات المجددين هذه الدعاوى الباطلة ، وهذه الدعاوى الكاذبة .

ومن هؤلاء ؟ من هؤلاء الذي انخدع فيهم كثير من الشباب وكثير من المسلمين من قادة هذه الأمة : رفاعة رافع الطهطاوى هذا الذي أعدت له المسلسلات وأعدت له الكتب وقررت سيرته على الشباب وعلى الطلبة وعلى الطالبات هذا هو رفاعة رافع الطهطاوى يقول بالحرف الواحد في كتابه الشهير : " تخليص الإبريز في تلخيص باريس " يقول بالحرف الواحد : إن السفور والاختلاط بين الجنسين ليس داعياً من دواعي الفساد.

بارك الله فيك على الموضوع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.