تخطى إلى المحتوى

الشروط التي تجب فيمن يبلغ عن الله ورسوله 2024.

ولما كان التبليغ عن الله سبحانه يعتمد العلم بما يبلغ ، والصدق فيه ، لم تصلح مرتبة التبليغ بالرواية والفتيا إلا لمن اتصف بالعلم والصدق ; فيكون عالما بما يبلغ صادقا [ ص: 9 ] فيه ، ويكون مع ذلك حسن الطريقة ، مرضي السيرة ، عدلا في أقواله وأفعاله ، متشابه السر والعلانية في مدخله ومخرجه وأحواله ; وإذا كان منصب التوقيع عن الملوك بالمحل الذي لا ينكر فضله ، ولا يجهل قدره ، وهو من أعلى المراتب السنيات ، فكيف بمنصب التوقيع عن رب الأرض والسموات ؟ فحقيق بمن أقيم في هذا المنصب أن يعد له عدته ، وأن يتأهب له أهبته ، وأن يعلم قدر المقام الذي أقيم فيه ، ولا يكون في صدره حرج من قول الحق والصدع به ; فإن الله ناصره وهاديه ، وكيف هو المنصب الذي تولاه بنفسه رب الأرباب فقال تعالى : { ويستفتونك في النساء قل الله يفتيكم فيهن وما يتلى عليكم في الكتاب } وكفى بما تولاه الله تعالى بنفسه شرفا وجلالة ; إذ يقول في كتابه : { يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة } ، وليعلم المفتي عمن ينوب في فتواه ، وليوقن أنه مسئول غدا وموقوف بين يدي الله

إعلام الموقعين عن رب العالمين، للإمام ابن القيم رحمه الله
الصفحة : 17

م/ن

بارك الله فيك أخي وشكرا على المواضيع الدينية القيمة التي تقدمها
ولكن آسفة على التدخل الصغير ولكنني لم أفهم محتوى الموضوع جيدا يعني لم أفهمه بالضبط
فهل ممكن أن أتلقى بعض الشرح من حضرتكم
وآسفة على هذا التدخل
وجزاك الله كل خير
فيك بارك الله وجزاك الفردوس الاعلى

اولا فعلى قلة علمي وفهمي لست مؤهلا لشرح كلام ابن القيم رحمه الله وغفر له

لكنني استطيع ان افيدك بما معناه واسال الله أن يوفقني

..

الإمام ابن القيم رحمه الله في هذا الموضوع القيم الذي خص به المفتين في كتابه القيم .. إعلام

الموقعين عن رب العالمين ..فسماهم موقعين لأنهم ينقلون للناس ما حكم به رب العباد ….

فابتدأ رحمه الله باوصاف من يكون مخولا للفتوى والإخبار عن رب العالمين في شرعه فقال أنه

يشرط في المفتي أن يكون صاحب علم وصدق فيكون عالما بما يخبر وصادقا في اخباره ويكون مع

ذلك حسن الطريقة ، مرضي السيرة ، عدلا في أقواله وأفعاله ، متشابه السر والعلانية في مدخله

ومخرجه وأحواله..

ثم ضرب لنا تشبيها ومثلا .. ولله المثل الأعلى فقال: ان منصب التوقيع عند الملوك

ومنصب النقل عنهم وتوقيع اوامرهم . منصب عالي المستوى فالملوك لا يتخذون في هذا

المنصب الا صادقا صاحب فهم وعلم لأنه منصب حساس جدا ..فكيف بمنصب التوقيع عن رب

العالمين وهو منصب الفتوى……

ثم ختم مقاله رحمه الله بنصيحته لمن كان في هذا المنصب بأن يعد له عدته وان يعلم قدر

المكان الذي هو فيه وان يعطيه حقه من الصدع بالحق وعدم كتمانه خصوصا وأنه منصب قد

تولاه الله عز وجل بنفسه فقد افتى الله في مسائل بنفسه كما بين في الايات فكفى بما تولاه الله

شرفا وقدرا… وايضا في قوله تعالى يستفتونك قل الله يفتيكم …ففيه بيان ان المفتي ينوب عن

رب العالمين في تبيليغ فتواه وانه مسؤول يوم القيامة عنها

اهــ

ان أخطأت فمن الشيطان وان اصبت فمن الله

احترامي وتقديري

شكرا جزيلا أخي
في الحقيقة موضوع مهم جدا ولكن نظرا للبلاغة في الكلام صعب علي فهم بعض الكلمات وبالتالي فهم المحتوى جيدا
ولكن الحمد لله فقد فهمت معنى الموضوع على الاقل محتواه
وشكرا على الشرح وآسفة على التدخل
جزاك الله كل خير في ميزان حسناتك ان شاء الله
بارك الله فيكم
جزاك الله خيرا

العفو اختي

نعم أتفهم ذلك طبعا فالإمام ابن تيمية وابن القيم رحمه الله لا زال العلماء يشرحون لنا كتبهما

واقوالهما فتجدين رسالة صغيرة لهما فيها شرح بمقدار مجلد وما ذلك إلا لما رزقهما الله به من

بلاغة ومن جوامع للكلم ودقة في التعبير فرحمهما الله وغفر لهما

ومن جهة أخرى فأود إخبارك أنني اتشرف بسؤالك جدا

وأن العيب ليس في عدم الفهم وإنما في عدم المحاولة والسؤال

تحية من القلب

واحترامي لشخصك

فيكم بارك الله

وجزاكم خيرا

بارك الله فيك أخي عبد الوهاب.
موضوع في الصميم.
حفظك الله من كل سوء ووفقك الى كل خير.
فيك بارك الله وجزاك الله خيرا على تقييمك

تحية من القلب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.