اعلم أنّه لا سعادةَ في الآخرة إلا بسعادة الدنيا و المتاع الحسن فيها, وأنه لا عذاب في الآخرة إلا بعذاب الدنيا و هو ضنك المعيشة , فليختر الحاذقون العاقلون أيبدلون سعادتين و نعيمين بعذابين و شقاوتين
فوالله لعذاب الدنيا لِمن أعرض عن ربِّه لأشدّ من جميع الأسقام و المصائب إذ يُفقد المرءَ إحساسه بلذةِ نِعَمِ الله عليه فيُحِسُّ نفسه فقيرا ولو كان أغنى الناس و جائعا و لو كان أشبع الناس و مريضا ولو كان أصحّ الناس وخائفا ولو كان في أحصن مكان على الأرض فأي عذاب يساويه هذا العذاب, وعكس هذا الصنف ناسٌ متّعهم ربُّهم بذكره و الأُنسِ به وعبادتهِ فكانوا أسعدَ الناس رغمَ مصائبهم و أشبَعَ الناس على قلّة أكلهم وأجوَدَ الناس على قِلّة ذاتِ يدهم و أغنى الناس على فقرهم و أصحّ الناس على مرضهم, فاللهَ نسألُ أن يمتِّعَنا بطاعته والخشوعَ في ذكره و أن يجنّبنا معرّة الذنوب والمعاصي فهو الحافظ الرحمن الرحيم
جزاك الله خيرا……………
بارك الله فيكم
رزقنا الله واياكم سعادة الدنيا والاخرة