تخطى إلى المحتوى

الحاضرون الغائبون في رمضان 2024.

الحاضرون الغائبون في رمضان!!
الحاضرون الغائبون في رمضان!!

كثيراً ما سمعنا عن مآثر السلف الصالح في إلحاحهم على الله بالدعاء أن يبلغهم رمضان، فكنَّا بدورنا ندعو الله مرددين نفس الدعاء، ولكن الفارق الكبير بيننا وبينهم هو أن لهم قلوباً أكثر تهيئاً لا لمجرد استقبال هذا الشهر فحسب، وإنما للامتزاج بكل لحظة إيمانية ونفحة روحانية فيه، دون أدنى تفريط؛ وذلك لما يعملون من عظيم شأنه، وجزيل أجره، فكانوا بالفعل يغتنمونه خير اغتنام!!

أما أمثالنا ممن يظنون أن مجرد قراءة قدر من القرآن وأداء صلاة تراويحه وصيام نهاره، هو أعظم ما يمكن تقديمه خلال هذا الشهر الفضيل، حتى ولو كان بقلبٍ غافلٍ لاهٍ في ملهيات الحياة!! فهؤلاء بالفعل من يصدق فيهم وصف (الحاضرين الغائبين) في هذا الشهر العظيم، حيث حضروه بأجسادهم، غير أنهم غابوا عنه تماماً بقلوبهم وأرواحهم!!

فكل لحظة من هذا الشهر تحمل من الغنائم الأخروية ما الله به عليم!! فصدقتك فيه مضاعفة!! وسعيك للخير فيه للآخرين سبب لأن يفتح الله عليك من أبواب الخير في الدنيا والآخرة ما يكفيك ويغنيك!! وبرك بوالديك في هذا الشهر تدرك بعظم أجره ما كان من تقصير سابق في حقهما!! وصلتك لرحمك تمسح بها آثار الجفوة في خضم الأجواء الإيمانية التي تحملها لحظات هذا الشهر بعبقها الجميل، فتطيب بها النفوس بعد طول قطيعة وجفاء!!

فالباحث عن الخير في هذا الشهر، سيجد من أبوابه ما يفتح الله به عليه بالمزيد والمزيد، إذ أن (من جزاء الطاعة الطاعة تتبعها) فكيف بمن يفعلها بقلب خالص لربه في لحظات مثل هذا الشهر الذي تضاعف فيه الحسنات، وتتنزل فيه الرحمات!!
فأين تجار الآخرة فينا عباد الله؟!

أين الواقفون بقلوبهم على أبواب الجنة ينتظرون أن تفتح لهم؛ فيدخلونها برفقة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم، وهو ينظر إليهم بفرحة المشتاق، في لحظة يحقق الله له ما تمناه في دنياه بقوله : (اشتقت لأصحابي)!! فهلا اغتنمت هذا الشهر؛ لتكون ضمن تلك الزمرة الصالحة من أصحابه!!

ألا فاجلعوا رمضان في قلوبكم قرآنا يتلى، فترتجف معه القلوب بكلمات ربها خشوعاً، وصوماً تتجرع به القلوب لرحمة ربها ظمأً وجوعاً، وقياماً تنتفض به القلوب في صدورها ندماً وخضوعاً!!

فها هو رمضان الذي تتلاشى لحظاته سدىً من بين أيدينا وتُحال سراباً، يستصرخ ما بقي في قلوبنا من بقايا إيمانٍ قائلاً: (خذوا من نفحاتي ما يؤمنكم يوم الفزع الأكبر يوم القيامة، وتزودوا من لحظاتي ما تعبرون به الصراط يوم تزول عنه الأقدام يوم القيامة!!فأيامكم فيه فرصة، وأنفاسكم فيه فرصة، فلا تضيعوها فلا يبق لكم سوى الحسرة والخسران!!) . .

فاللهم بلِّغ قلوبنا رمضان!!

‏[ﺑﺎﺭﻙ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻴﻚ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﻭﺍﻟﻤﻤﻴﺰ
ﻭﻓﻲ ﺍﻧﺘﻈﺎﺭ ﺟﺪﻳﺪﻙ ﺍﻷﺭﻭﻉ ﻭﺍﻟﻤﻤﻴﺰ
ﻟﻚ ﻣﻨﻲ ﺃﺟﻤﻞ ﺍﻟﺘﺤﻴﺎﺕ
ﻭﻛﻞ ﺍﻟﺘﻮﻓﻴﻖ ﻟﻚ ﻳﺎ ﺭﺏ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.