يقول الحق تبارك وتعالى: { ومايستوي البحران هذا عذب فرات سائغ شرابه وهذا ملح أجاج، ومن كل تأكلون لحما طريا وتستخرجون حلية تلبسونها }
فإذا تصورنا البحران شخصان أحدهما ؛ شخص عذب الأخلاق حلو المنطق طلق الوجه مستبشرا فهنا نتصور أن يأتينا منه خيرا ، أما الآخر- الملح الأجاج- فهذا صعب العشرة عبوس الوجه لايطاق كما الملح الأجاج فهذا أنى أن نتصور منه خيرا،
لكن الحق تبارك وتعالى قال ومن كل تأكلون لحما طريا وتستخرجون حلية تلبسونها ،،
فكم من أشخاص لم نتوقع منهم خيرا قط، فإذا ربي جلت حكمته يجلي لنا الخير فيهم؛ بدعوة بظر الغيب يذكروننا بها، أو بذكرنا بالطيب في مجالسهم، بل منهم والله من يسعى بأكثر من ذلك… حتى يكون شفيعا في قضاء مصالح الناس..
فاختلاف البشر فطرة وطبيعة، وخطأهم جبلة ، وهذه الأخلاق أرزاق من الله ، فمن الناس من يفطر على الخير، ومنهم من يجاهد نفسه بالعلم والعمل ليوفق للخير.
يقول الحق تبارك وتعالى : { يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء …}
يقول الشيخ السعدي في تفسيره للآية : " وفي الأخبار بأنه خلقهم من نفس واحدة، وإنه بثهم في أقطار الأرض، مع رجوعهم إلى أصل واحد ، ليعطف بعضهم على بعض، ويرقق بعضهم على بعضهم" أ.هـ
فلايحملنا خطأ شخص أو كرهنا لخلق فيه ألا نرحمه، أو أن نجحده حقه يقول تعالى : { ولاتبخسوا الناس أشيائهم } ، ويقول صلى الله عليه وسلم : " لايفرك مؤمنا مؤمنة إن كره منها خلق رضي منها آخر"، وكان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: " اللهم إنا نسألك كلمة الحق في الرضى والغضب"
وكفى بعيوبنا شغلا لنا عن النظر في عيوب الناس
وصدق الشافعي حين قال :
إذا رمت أن تحيا سليما من الأذى
ودينك موفور وعرضـــك صيــن
فلا ينطـلـــق منــك اللسان بسوءة
فكلك سوءات و للناس ألسن
وعينـاـك إن أبـدت إليــك معـايبــا
فدعها وقل ياعين للناس أعين
و عاشر بمعروف و سامح من اعتدى
ودافع و لكن بالتي هي أحسن
من كلمات
د/ وسن الرشيدي
بوركتِ في ميزان حسناتك ان شاء الله
أحسن الله إليكِ
وزادكِ توفيقًا