قال الله تعالى ( ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون ) الأعراف 180 .
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لله تسعة وتسعون اسماً مائة إلا واحدة. لا يحفظها أحد إلا دخل الجنة ، وهو وتر يحب الوتر" أخرجه البخاري
قال مالك بن دينار رحمه الله :" خرج أهل الدنيا من الدنيا ، ولم يذوقوا أطيب ما فيها ، قالوا : وما هو يا أبا يحيى ؟ قال : معرفة الله عز وجل" رواه أبو نعيم في الحلية (2/358).
الحمد لله العظيم الكبير، الحميد المجيد، الذي له الألوهية وصفاً كما العبودية وصفا للعبد، الموصوف بالأوصاف الكاملة العليا، المدعو بالأسماء الحميدة الحسنى ، الذي له كل كمال وجلال وجمال ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحد لا شريك له الملك وله الحمد يحي ويميت وهو حي لا يموت ، بيده الخير وهو على كل شيء قدير، وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله المؤيد بآياته وبرهانه ، الهادي إلى جنته ورضوانه، صلى الله عليه وعلى آله وأزواجه وسلم تسليماً. وبعد…
فإن العلم بأسماء الله الحسنى ومعرفة معناها أصل عظيم من أصول الدين، ومن أشرف العلوم هذا المطلب العظيم معرفة أسماء الله الحسنى : ( وهو باب المحبين حقاً لا يدخل منه غيرهم ، ولا يشبع من معرفته أحد منهم ، بل كلما بدا له منه علم ازداد شوقاً ومحبة وظمأ ، وإنما تفاوتت منازلهم ومراتبهم في محبته على حسب تفاوت مراتبهم في معرفته والعلم به، فأعرفهم لله أشدهم حبا له) أهـ بتصرف يسير.
وقد أمر سبحانه وتعالى عباده أن يسألوه ويدعوه بأسمائه الحسنى فقال سبحانه : ( ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون ) الأعراف 180.
وقد بشر النبي صلى الله عليه وسلم من أحصى أسماء الله الحسنى بجنة عرضها السماوات والأرض، كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم : "إن لله تسعة وتسعين اسماً مائة إلا واحداً. من أحصاها دخل الجنة " من حديث أبي هريرة رضي الله عنه . رواه البخاري ومسلم.
وإحصاء أسماء الله يعني إحصاء ألفاظها وعدها، وفهم معانيها ودعاء الله بها والتعبد لله بمقتضاها. ولذا فإن من أحصى أسماء الله الحسنى وتدبرها وعمل بمقتضاها زكت نفسه، وصلحت أعماله، فأكثر من طاعة مولاه ، وازداد من شكره، وازداد خشية لله وتعظيماً، ومراقبة له ومحبة وحياء منه، وشوقاً إلى لقاءه، وابتعد عن معصية الله إذا فتشت عنه لم تجد له أثرا في ميادين الفسق والفجور، وبالجملة فالعلم بأسماء الله الحسنى له أثر عظيم في صلاح الفرد والأسرة والأمة، فما نربيهم بمعانيها كي يشعروا بأن الله معهم في أنفسهم، وما تتكلم به ألسنتهم، لتكون في قلوبهم رقابة ذاتية لا تفارقهم، فإذا وسوست لهم نفوسهم بالمعاصي تذكروا الله سبحانه، كما قال الله سبحانه وتعالى: ( إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون ) الأعراف 201.
وبين يديك. أخي القارئ شرح موجز لأسماء الله الحسنى ، انتقيته من كلام علمائنا رحمهم الله تعالى، وأسأل الله تعالى أن ينفع به كاتبه وقارئه وأن يجعله خالصاً لوجهه الكريم، والحمد لله رب العالمين.
أسماء الله تعالى غير محصورة
يرى جمهور العلماء أن أسماء الله تعالى غير محصورة في تسعة وتسعين اسما، قال الإمام النووي رحمه الله تعليقاً على قول النبي صلى الله عليه وسلم " إن لله تسعة وتسعين اسماً مائة إلا واحداً، من أحصاها دخل الجنة، وهو وتر يحب الوتر" متفق عليه.
قال رحمه الله : " اتفق العلماء على أن هذا الحديث ليس فيه حصر لأسمائه سبحانه وتعالى، فليس معناه أنه ليس له أسماء غير هذه التسعة والتسعين، وإنما مقصود الحديث أن هذه التسعة والتسعين من أحصاها دخل الجنة، فالمراد الإخبار بإحصائها لا الإخبار بحصر الأسماء" أهـ. من شرح صحيح مسلم.
ويؤيد كلام الإمام النووي رحمه الله قول الرسول صلى الله عليه وسلم في دعاء الحزن : " … أسألك بكل اسم هو لك، سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك ، أو علمته الغيب عندك". رواه أحمد وهو حديث صحيح.
فهذا الحديث يدل على أن لله أسماء أكثر من تسعة وتسعين، وعلى هذا جرينا في رسالتنا هذه، والله تعالى أعلم.
لمعرفة أسماء الله الحسنى ثمرات عديدة منها :
· تذوق حلاوة الإيمان.
· عبادة الله عز وجل.
· زيادة محبة العبد لله والحياء منه.
· الشوق إلى لقاء الله عز وجل.
· زيادة الخشية لله ومراقبته.
· عدم اليأس والقنوط من رحمة الله.
· زيادة تعظيم الله جل وعلا.
· حسن الظن بالله والثقة به.
· هضم النفس وترك التكبر.
· الإحساس بعلوم الله وقهره.
~.. تشرفت بتواجدي هنـا ..~
~.. طرحكـ ر111ئع ومميز ..~
~.. وإنتقاء منفرد بالذوـوـوق ..~
~.. دمت لنــا بعطـائكـ الر111ئـع ..~
~.. تقديري وإحتر111مي لـ شخصكـ النبيـل ..~