جعل الله بقدرته للإنسان وسائل لتحصيل المعارف المتاحة له ولما كانت المعارف منها ظاهرة حسية ومنها غيبية خفية لا تراها الحواس فقد جعل الله لكل معرفة آلة تلائمها فقال الله تعالى في جملة هذه الآلات {إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً} الإسراء36
فتحصيل الظواهر الطبيعية الحسية والعلوم والمعارف الدنيوية يكون بالمشاهدة أو النظر أو الإطلاع أو القراءة وذلك بالبصر
أو تكون بتلقي العلم من العلماء والخبرة من الخبراء والحكمة من الحكماء ، ويكون ذلك بالسمع ، وهاتان الآلتان السمع والبصر هما أساس تحصيل كل المعارف الدنيوية
أما الغيب – والغيب هو ما غاب عنا- فلا نستطيع أن نراه بالعين المجردة أو نسمعه أو نلمسه باللمس
فالحواس كلها الظاهرة عاجزة عن إدراكه إلا القلب ، والقلب هو وحده الذي يستطيع بتوفيق الله أن يطلع على هذه الغيوب الإلهية ، ففيه عين تنظر الغيوب الخفية وفيه أذن تسمع أصوات اللطائف الروحانية وبه لسان يتحدث مع الحقائق العلوية
فإذا استجاب المرء للرسول المنزل من عند الله وزكّى نفسه وأجلى بذكر الله قلبه زالت الغشاوة عن عين قلبه فأبصر بنور الله ما غاب عنا ، وفي هذا الشأن يقول الله تعالى {فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ} الحج46
وأذهب الله كذلك الران عن أذنه الباطنية فتصير أذن واعية تسمع أصوات الحقائق الراقية قال الله تعالى في نفر من هؤلاء {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ{30} نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ{31} نُزُلاً مِّنْ غَفُورٍ رَّحِيمٍ{32} فصلت
والإطلاع على الغيوب بدؤه بالرؤيا الصالحة تكون مناماً ، يعقب ذلك الإلهام من الله تعالى ، ثم نور الفراسة ، ثم المكاشفة والمشاهدة وغيرها
https://www.fawzyabuzeid.com/table_bo…4&id=341&cat=2
منقول من كتاب {سؤالات غير المسلمين}
اضغط هنا لتحميل الكتاب مجاناً
https://www.youtube.com/watch?v=bmkbaMa3DVk
[/frame]
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك اختي الفاضلة