قال الله تعالى حكايةً عن امرأة عزيز مصر : " وَلَقَدۡ رَوَدتُّهُ ۥ عَن نَّفۡسِهِۦ فَٱسۡتَعۡصَمَۖ و لئن لَّمۡ يَفۡعَلۡ مَآ ءَامُرُهُ ۥ
لَيُسۡجَنَنَّ وَلَيَكُونً۬ا مِّنَ ٱلصَّـٰغِرِينَ " … سورة يوسف ، الآية رقم 32 .
حين نتدبر الآية الكريمة نلاحظ الآتي :
1- جاءت كتابة كلمة ( راودته ) بدون ألف وسطَى فاصلة على شكل ( رودته ) ما يوحي بأن المراودة كانت مستمرة ولم تنقطع .
2- جاءت كتابة كلمة ( ليكونن ) على شكل كلمة ( ليكوناً ) بعد حذف نون التوكيد المشددة واستبدال تنوين على شكل حرف الألف بها ، وأدغم التنوين في حرف ( م ) الذي هو أول حرف من الكلمة التي بعدها ( من ) ، والحذف والإدغام ينتج عنهما الإسراع من وقع الكلمة ، ويوحي بحسم ، وسرعة ، تنفيذ الامر .
3- جاءت كتابة كلمة ( الصاغرين ) على شكل ( الصغرين ) بعد حذف حرف الألف الوسطَى ما يقلل من حروف الكلمة ويُظهر سعي المرأة لأن تصغّر من شأن يوسف عليه السلام .
هذا من عجائب " رسم الكلمات " في القرآن الكريم تأكيداً على روعة المعنى .
بارك الله فيك على الموضوع القيم
(2) :
الفــــرق بيـن رسم ( طـغى ) ورسم ( طـغا ) :
مصدر الفعل ( طغى ) هو الطــغيان ، ومعناه : تجاوُز الحد في أي أمر . وقد وردت اللفظة ( طغى ، طغا ) في القرآن الكريم برسمين مخـتلفين : ( طغى ) ، وقد ورد خمس مرات في الآيات … : " اذهب إلى فرعون إنه طغى " سورة طه الآية رقم 24 ، : " اذهبا إلى فرعون إنه طغى " نفس السورة آية رقم 43 ، : " ما زاغ البصر وما طغى " سورة النجم آية رقم 17 ، : " اذهب إلى فرعون إنه طغى " سورة النازعات آية رقم 17، : " فأما من طغى وءاثر الحياة الدنيا " نفس السورة آية رقم 37 .
ووردت اللفظة برسم ( طـغا ) مرة واحــدة فقط في قوله تعالى : " إنا لما طـغـا الماء حملنكم في الجارية } سورة الحاقة آية رقم 11 . وحين نتأمل الفرق في المعنى الذي خبأه لنا الفرق في الرسم نجد :
– أن المرات الخمس التي ورد فيها الرسم ( طغى ) تتحدث جميعها عن طغيان معنوي ، وهو " تجاوز الحد في الأمور المعنوية " .
– أما المرة الوحيدة التي ورد فيها الرسم ( طغا ) ، فتتحدث عن تجاوز الحد في أمر مادي ، وهو " الماء " ! ما يعني أن ( طغى ) قد استخدمت للطغيان المعنوي ، بينما استخدمت ( طغا ) للطغيان المادي .
الفــــرق بيـن رسم ( طـغى ) ورسم ( طـغا ) :
مصدر الفعل ( طغى ) هو الطــغيان ، ومعناه : تجاوُز الحد في أي أمر . وقد وردت اللفظة ( طغى ، طغا ) في القرآن الكريم برسمين مخـتلفين : ( طغى ) ، وقد ورد خمس مرات في الآيات … : " اذهب إلى فرعون إنه طغى " سورة طه الآية رقم 24 ، : " اذهبا إلى فرعون إنه طغى " نفس السورة آية رقم 43 ، : " ما زاغ البصر وما طغى " سورة النجم آية رقم 17 ، : " اذهب إلى فرعون إنه طغى " سورة النازعات آية رقم 17، : " فأما من طغى وءاثر الحياة الدنيا " نفس السورة آية رقم 37 .
ووردت اللفظة برسم ( طـغا ) مرة واحــدة فقط في قوله تعالى : " إنا لما طـغـا الماء حملنكم في الجارية } سورة الحاقة آية رقم 11 . وحين نتأمل الفرق في المعنى الذي خبأه لنا الفرق في الرسم نجد :
– أن المرات الخمس التي ورد فيها الرسم ( طغى ) تتحدث جميعها عن طغيان معنوي ، وهو " تجاوز الحد في الأمور المعنوية " .
– أما المرة الوحيدة التي ورد فيها الرسم ( طغا ) ، فتتحدث عن تجاوز الحد في أمر مادي ، وهو " الماء " ! ما يعني أن ( طغى ) قد استخدمت للطغيان المعنوي ، بينما استخدمت ( طغا ) للطغيان المادي .
(3) :
العام والسنة :
قال تعآلى … : " ولقد أرسلنا نوحاً إلى قومه فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما " سورة العنكبوت الآية رقم 14
والسؤال الآن : لماذا " ألف سنة إلا خمسين عاماً " ؟ !!! .
إن لفظ سنة يطلق على " الأيام الشديدة " / " الصعبة " .
كما جاء قوله تعالى : " تزرعون سبع سنين " سورة يوسف الآية رقم 47 .
ولفظ عام يطلق على " الأيام السهلة " / " أيام الرخاء والنعيم " … : " ثم يأتي من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس " سورة يوسف الآية رقم 49 .
– وبذلك يكون سيدنا نوح قد لبث ألف سنة في مشقة دعوة قومه للإيمان .
كما يكون المصريون ، أيام يوسف عليه السلام ، قد " شقُوا " سبع سنين " ، ثم صار أمرهم إلى اليسر ، وذلك في " عام " " فيه يغاث الناس " و " فيه يعصرون ".
العام والسنة :
قال تعآلى … : " ولقد أرسلنا نوحاً إلى قومه فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما " سورة العنكبوت الآية رقم 14
والسؤال الآن : لماذا " ألف سنة إلا خمسين عاماً " ؟ !!! .
إن لفظ سنة يطلق على " الأيام الشديدة " / " الصعبة " .
كما جاء قوله تعالى : " تزرعون سبع سنين " سورة يوسف الآية رقم 47 .
ولفظ عام يطلق على " الأيام السهلة " / " أيام الرخاء والنعيم " … : " ثم يأتي من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس " سورة يوسف الآية رقم 49 .
– وبذلك يكون سيدنا نوح قد لبث ألف سنة في مشقة دعوة قومه للإيمان .
كما يكون المصريون ، أيام يوسف عليه السلام ، قد " شقُوا " سبع سنين " ، ثم صار أمرهم إلى اليسر ، وذلك في " عام " " فيه يغاث الناس " و " فيه يعصرون ".
بارك الله فيك
الاعجاز القرآني لا مثيل له
سبحان الله و يحمده سبحان الله العظيم
الاعجاز القرآني لا مثيل له
سبحان الله و يحمده سبحان الله العظيم
بارك الله فيك اخي
(4) :
الفرق بين مرضع ومرضعة :
قال تعالى في أول سورة الحج ، متحدثا عن أهوال الساعة … : " يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت " .
المرضعُ : هي التي شأنها أن تُرضِعَ .
المرضعةُ : هي التي في " حال الإرضاع " ، مخرجة ثديها لطفلها ،
ولهذا قال تعالى : " تذهل كل مرضعة " … ولم يقل : كل مرضع ليكون ذلك أعظم في الذهول إذ تنزع ثديها من فم الصبي الذي هو أحب الناس إليها ، وذلك غاية في شدة الهول والفزع .
الفرق بين مرضع ومرضعة :
قال تعالى في أول سورة الحج ، متحدثا عن أهوال الساعة … : " يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت " .
المرضعُ : هي التي شأنها أن تُرضِعَ .
المرضعةُ : هي التي في " حال الإرضاع " ، مخرجة ثديها لطفلها ،
ولهذا قال تعالى : " تذهل كل مرضعة " … ولم يقل : كل مرضع ليكون ذلك أعظم في الذهول إذ تنزع ثديها من فم الصبي الذي هو أحب الناس إليها ، وذلك غاية في شدة الهول والفزع .
(5) :
قوله تعالى : { أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ { .
إن كل فعل مضارع في القرآن الكريم مجزوم بـ لم ، إذا تقدمتها همزة الاستفهام ، كما هنا ، فيه وجهان :
– الأول : أن تُقلب مضارعتُه ماضوية ، ونفيه إثباتاً ، فيكون بمعنى الماضي المثبت ، لأن " لم " حرفٌ تقلب المضارع من معنى الاستقبال إلى معنى المضي ، وهمزة الاستفهام إنكارية فيها معنى النفي ، فيتسلط النفي الكامن فيها على النفي الصريح في " لم " فينفيه … ونفي النفي إثبات ، فيرجع المعنى إلى الماضي المثبت . وعليه فالمعنى ، { أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ } أي آن للذين آمنوا .
– والثاني : أن الاستفهام في جميع ذلك للتقرير ، وهو حمل المخاطَب على أن يقر فيقول : بلى . وقوله : يأن : هو مضارع أنى يأنى إذا جاء إناه أي وقته ، ومنه القول :
ولقد أنى لك أن تناهي طائعاً … أو تستفيق إذا نهاك المرشد
فقوله : أنى لك أن تناهي طائعاً ، أي جاء الإناه الذي هو الوقت الذي تتناهي فيه طائعاً ، أي حضر وقت تناهيك . ويقال في العربية : آن يئين كباع يبيع ، وأنى يأني كرمى يرمي ، وقد جمع اللغتين قول الشاعر :
ألما يئن لي أن تجلى عمايتي … وأقصر عن ليلى بلى قد أنى ليا
والمعنى على كلا القولين أنه حان للمؤمنين ، وأنى لهم أن تخشع قلوبهم لذكر الله ، أي جاء الحين والأوان لذلك ، لكثرة ما تردد عليهم من زواجر القرآن ومواعظه .
قوله تعالى : { أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ { .
إن كل فعل مضارع في القرآن الكريم مجزوم بـ لم ، إذا تقدمتها همزة الاستفهام ، كما هنا ، فيه وجهان :
– الأول : أن تُقلب مضارعتُه ماضوية ، ونفيه إثباتاً ، فيكون بمعنى الماضي المثبت ، لأن " لم " حرفٌ تقلب المضارع من معنى الاستقبال إلى معنى المضي ، وهمزة الاستفهام إنكارية فيها معنى النفي ، فيتسلط النفي الكامن فيها على النفي الصريح في " لم " فينفيه … ونفي النفي إثبات ، فيرجع المعنى إلى الماضي المثبت . وعليه فالمعنى ، { أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ } أي آن للذين آمنوا .
– والثاني : أن الاستفهام في جميع ذلك للتقرير ، وهو حمل المخاطَب على أن يقر فيقول : بلى . وقوله : يأن : هو مضارع أنى يأنى إذا جاء إناه أي وقته ، ومنه القول :
ولقد أنى لك أن تناهي طائعاً … أو تستفيق إذا نهاك المرشد
فقوله : أنى لك أن تناهي طائعاً ، أي جاء الإناه الذي هو الوقت الذي تتناهي فيه طائعاً ، أي حضر وقت تناهيك . ويقال في العربية : آن يئين كباع يبيع ، وأنى يأني كرمى يرمي ، وقد جمع اللغتين قول الشاعر :
ألما يئن لي أن تجلى عمايتي … وأقصر عن ليلى بلى قد أنى ليا
والمعنى على كلا القولين أنه حان للمؤمنين ، وأنى لهم أن تخشع قلوبهم لذكر الله ، أي جاء الحين والأوان لذلك ، لكثرة ما تردد عليهم من زواجر القرآن ومواعظه .
(6) :
نقرأ في قوله تعالى ، في الآية رقم 116 من سورة النحل : " وَلَا تَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ أَلۡسِنَتُڪُمُ ٱلۡكَذِبَ هَـٰذَا حَلَـٰلٌ۬ وَهَـٰذَا حَرَامٌ۬ لِّتَفۡتَرُواْ عَلَى ٱللَّهِ ٱلۡكَذِبَۚ " كلمةَ (حلال ) بدون " ألِف وسطى " فاصلة … هكذا : ( حَلَـٰلٌ۬ ) لتوحي لنا بأنه يجب علينا أن " نلتصق " بكل شىء حلال في كل ما نعمله أو نقوله . بينما نقرأ في نفس الموضع من القرآن الكريم كلمة ( حرام ) بألف وسطى فاصلة لتوحي بأنه يجب أن يكون هناك فاصل بيننا وبين الحرام ، وأن نجتنبه ، ونبتعد عنه في كل ما نفعل أو نقول .
هذه واحدة ، وأخرى ، أننا حين ننطق بكلمة ( حَلَـٰلٌ۬ ) نفتح شفاهنا كأنما الدنيا مفتوحة لنا ، أما حين ننطق كلمة ( حرام ) فنُطبق ، في آخرها ، شفاهنا ، وكأن الدنيا ضاقت بنا .
نقرأ في قوله تعالى ، في الآية رقم 116 من سورة النحل : " وَلَا تَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ أَلۡسِنَتُڪُمُ ٱلۡكَذِبَ هَـٰذَا حَلَـٰلٌ۬ وَهَـٰذَا حَرَامٌ۬ لِّتَفۡتَرُواْ عَلَى ٱللَّهِ ٱلۡكَذِبَۚ " كلمةَ (حلال ) بدون " ألِف وسطى " فاصلة … هكذا : ( حَلَـٰلٌ۬ ) لتوحي لنا بأنه يجب علينا أن " نلتصق " بكل شىء حلال في كل ما نعمله أو نقوله . بينما نقرأ في نفس الموضع من القرآن الكريم كلمة ( حرام ) بألف وسطى فاصلة لتوحي بأنه يجب أن يكون هناك فاصل بيننا وبين الحرام ، وأن نجتنبه ، ونبتعد عنه في كل ما نفعل أو نقول .
هذه واحدة ، وأخرى ، أننا حين ننطق بكلمة ( حَلَـٰلٌ۬ ) نفتح شفاهنا كأنما الدنيا مفتوحة لنا ، أما حين ننطق كلمة ( حرام ) فنُطبق ، في آخرها ، شفاهنا ، وكأن الدنيا ضاقت بنا .
بـآركـ الله فيكم ع الموضوع القيم
سلامي