الفَوْزُ: النَّجاء والظَّفَرُ بالأُمْنِيَّة والخيرِ.
قال الراغب: فوز: الفوز: الظفر بالخير مع حصول السلامة
أسباب الفوز:
أولاً: الإيمان والعمل الصالح:
قال – تعالى -: {فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِـحَاتِ فَيُدْخِلُهُمْ رَبُّهُمْ فِي رَحْمَتِهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْـمُبِينُ} [الجاثية: 30)وقال – تعالى – في سورة البروج: {إنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِـحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ} [البروج: 11].
ما العمل الصالح الذي قدَّمه أصحاب الأخدود لينالوا الفوز؟ إنه الثبات على الدين والاستشهاد في سبيله.
ثانياً: الصدق:
قال – تعالى -: {قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [المائدة:119]. اعلم أنه – تعالى – أخبر أن صدق الصادقين في الدنيا ينفعهم في القيامة.
ثالثاً: الولاية بين المؤمنين:
قال – تعالى -: {وَالْـمُؤْمِنُونَ وَالْـمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْـمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْـمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ * وَعَدَ اللَّهُ الْـمُؤْمِنِينَ وَالْـمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [التوبة: -72/17
أولياء بعض: في المحبة والموالاة، والانتماء والنُّصرة. فتحقيق الخير ودفع الشر يحتاجان إلى الولاية والتضامن والتعاون، وهذه صورة الأمة المسلمة التي يريدها القرآن.
رابعاً: خشية الله وتقواه:
قال – تعالى -: {وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ} [النور: 52].
والخشية: خوف يشوبه تعظيم، وأكثر ما يكون ذلك عن علم بمــا يُخشى منه، ولذلك خصَّ العلماء بها في قوله – تعالى -: {إنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} [فاطر: 28)أي: يخافه خوفاً مقروناً بمعرفة؛ فيترك ما نهى عنه، ويكف نفسه عما تهوى، ولهذا قال: {وَيَتَّقْهِ} بترك المحظور؛ لأن التقوى – عند الإطلاق – يدخل فيها فعل المأمور وترك المنهي عنه، وعند اقترانها بالبر أو الطاعة – كما في هذا الموضع – تفسر بتوقي عذاب الله بترك معاصيه.
والتقوى أعم من الخشية، فهي مراقبة الله والشعور به عند الصغيرة والكبيرة والتحرج من إتيان ما يكره؛ توقيراً لذاته سبحانه، وإجلالاً له، وحياء منه، إلى جانب الخوف والخشية.
خامساً: الجهاد بالمال والنفس:
قال – تعالى -: {الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِندَ اللَّهِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ} [التوبة: 20]. وقــدم المــال علــى النفــس؛ لأنه «من لم يَجُــدْ بمـــاله لا يَجُــدْ بنفسه». والمجاهد استحقر الدنيا ووقف على معايبها، وعرَّض نفسه وماله للهلاك والبوار، ولولا أنه استحقر الدنيا لما فعل ذلك
سادساً: الصبر على الإيذاء والاستهزاء:
قال – تعالى -: {إنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ} [المؤمنون: 111]. أخبر عما جازى به أولياءه وعباده الصالحين، فقال: {إنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا} أي: على أذاكم لهم واستهزائكم منهم أيها المجرمون!
سابعاً: الوفاء بالبيعة مع الله:
قال – تعالى -: {إنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْـمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْـجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [التوبة: 111].
قال الحسن البصري وقتادة: بايعهم الله فأغلى ثمنهم. وقال شَمِر بن عطية: ما من مسلم إلا لله – عز وجل – في عُنُقه بيعة، وفَّى بها أو مات عليها. أي: فليستبشر من قام بمقتضى هذا العقد ووفى بهذا العهد؛ بالفوز العظيم، والنعيم المقيم.
وإذا أردت أن تعرف مقدار الصفقة فانظر إلى المشتري من هو؟ وهو اللّه جل جلاله، وإلى العوض وهو أكبر الأعواض وأجلها؛ جنات النعيم، وإلى الثمن المبذول فيها وهو النفس والمال الذي هو أحب الأشياء للإنسان، وإلى من جرى على يديه عقد هذا التبايع وهو أشرف الرسل، وبأي كتاب رقم وهي كتب اللّه الكبار المنزلة على أفضل الخلق.
إنها صفقة مشتراة، ولشاريها أن يتصرف بها كما يشاء، وَفْق ما يفرض ووَفْق ما يحدد، وليس للبائع فيها من شيء سوى أن يمــضــي فــي الطــريــق المــرسوم، لا يــتــلفــت ولا يتــخير، ولا يناقش ولا يجادل، ولا يقول إلا الطاعة والعمل والاستسلام.. والثمن: هو الجنة. والطريق: هو الجهاد والقتل والقتال. والنهاية: هي النصر أو الاستشهاد.
وما الذي فات المجاهد؟ وما الذي فات المؤمن الذي يسلم لله نفسه وماله ويستعيض الجنة؟ واللهِ ما فاته شيء! فالنفس إلى موت، والمال إلى فوت؛ سواء أنفقهما صاحبهما في سبيل الله أو في سبيل سواه.
ثامناً: طاعة الله والرسول وقول السداد:
قال – تعالى -: {وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً} [الأحزاب: 71]. فيعمل بما أمره به وينتهي عما نهاه عنه ويقول السديد، {فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً} أي: فقد ظفر بالكرامة العظمى من الله. والطاعة بذاتها فوز عظيم، فهي استقامة على نهج الله. والاستقامة على نهج الله مريحة مطمئنة، والاهتداء إلى الطريق المستقيم الواضح سعادة بذاته.
نفي التسوية بين المختلفين من حكمته سبحانه:
قال – تعالى -: {لا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْـجَنَّةِ أَصْحَابُ الْـجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ} [الحشر: 20]. قال ابن القيم – رحمه الله -: «نفى الله – سبحانه – عن حُكمِه وحِكْمَته التسوية بين المختلفين في الحكم فأخبر أن هذا حكم باطل في الفِطر والعقول لا تليق نسبته إليه سبحانه».
و فيك بركة أختي سلسبيل
شكرا و دمت في حفظ الرحمن
و جزاك بالمثل أخي الكريم
شكرا للمرور العطر
مع ملاحظة أن أرقام الآيات معكوسة مثلا :
[الصافات: 16]. الصحيح : 61
[المائدة: 991]. الصحيح : 119
[الجاثية: 03]. الصحيح : 30
وهكذا …
|
شكرا لك أخي على تنبيهي لقد كتبتها خطأ لكني لم أقصد
شكرا لك
و جعله في ميزان حسناتك