اعلم أخي العزيز رحمك الله
أن الغاية من خلق الخلق هو التعبد لله على نحو ما جاء به رسوله صلى الله عليه وسلم على وجه المحبة له والإجلال و التعظيم لشأنه والخوف من سخطه ومقته والرجاء لرحمته وثوابه ، ولما كان الحلف بغيره سبحانه رفع للمحلوف به إلى درجة لا تليق الا بالله العظيم الجليل، فقد حرَّم الإسلام هذا ، واعتبر من يحلف بغير الله آثمًا معرضًا نفسه لغضبه تعالى .
قال صلى الله عليه وسلم :( ألا إن الله ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم ، من كان حالفًا فليحلف بالله أو ليصمت ) رواه البخاري .
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
( لَا تَحْلِفُوا بِآبَائِكُمْ وَلَا بِأُمَّهَاتِكُمْ وَلَا بِالْأَنْدَادِ وَلَا تَحْلِفُوا إِلَّا بِاللهِ وَلَا تَحْلِفُوا إِلَّا وَأَنْتُمْ صَادِقُونْ )
أخرجه أبو داود والنسائى ، وصححه الألباني " رحمه الله " في " الإرواء " .
(الأنداد ) ما جعل لله ندا أي شريكا (تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا).
والحلف بغير الله يشمل الحلف بالنبي ، وبالكعبة والمصحف ، والولي ، والضريح … إلخ
سئل الوالد العلامة عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى : ما حكم الحلف بغير الله ؟ .
فأجاب رحمه الله : لا يجوز الحلف بشيء من المخلوقات ، لا بالنبي صلى الله عليه وسلم ، ولا بالكعبة ، ولا بالأمانة ، ولا غير ذلك في قول جمهور أهل العلم .
وجاء في جواب مركز الفتوى في موقع الإسلام السؤال والجواب الأتي
السؤال
المعروف أن النشيد الوطني الجزائري يبدأ بقسم "قسما بالنازلات الماحقات ….." وهناك من قال إن هذا غير جائز، فهل هذه الفتوى صحيحة وإن كان صحيحا فماذا نفعل أنكف عن ترديد النشيد الوطني أم ماذا، الرجاء الإجابة؟ وشكراً مجدداً.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فمن المقرر شرعاً أن الحلف لا يكون إلا بالله تعالى، لأن الحلف تعظيم،والتعظيم لا يكون إلا لله، فلا يجوز للمسلم أن يحلف بغير الله، أو أن يردد قولاً متضمناً الحلف بغير الله، روىالبخاري ومسلم عن عبد الله بن عمررضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من كان حالفاً فليحلف بالله أو ليصمت. وروى أبو داود والترمذي عن ابن عمرأيضاً أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:من حلف بغير الله فقد أشرك.
والله أعلم.
المفتـــي: مركز الفتوىمن موقع طريق الإسلام.
وجاء في فتوى الشيخ عبد الرحمان السحيم في بيان حكم القسم الوارد في النشيد الوطني ما يأتي:
في كلمات النشيد المذكور حلف بِغير الله ، وهو شِرك ، وذلك في قوله :
قسما بالنازلات الماحقات
والدماء الزاكيات الطاهرات
والبنود اللامعات الخافقات
فلا يجوز القسم بِغير الله، لقوله عليه الصلاة والسلام : مَنْ كَانَ حَالِفًا فَلْيَحْلِفْ بِاللَّهِ أَوْ لِيَصْمُتْ . رواه البخاري ومسلم .
والقسم بغير الله شرك، لقوله عليه الصلاة والسلام :مَن حلف بغير الله فقد كَفر أو أشرك. رواه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي .انتهى
قلت ( أبو ليث): والمراد بالشرك هنا هو الشرك الأصغر الغير مخرج من الملة، إلا إذا استحل الحلف بغير الله بعقيدة أن للمحلوف به من الأولياء أو المخلوقات أحياء كانوا أم أموات له في ذلك ما لا يكون إلا لرب الأرض والسموات من العبادات.
ياأخي صحيح ان القسم بغير الله لايجوز ، ولكن لايعتبر القسم في النشيد الوطني كفرا مخرجا من الملة بل يعتبر كفر دون الكفر ، ولمزيد من المعلومات اتصلوا بعلماء السلفية .
أخي الفاضل بارك الله فيك على هذا التعقيب الحسن في بيان أن الشرك والكفر والفسق قسمان، والمراد هنا هو التنبيه على خطورة القسم بغير الله، وأن هذا الأمر شائع فيما بيننا خاصة وأن نشيدنا الوطني قد احتواه، وصحيح أن الشرك اللفظي في القسم بغير الله تعالى هو كفر دون كفر بمعنى أنه غير مخرج عن الملة، لكن اعلم أخي حفظك الله أن خطورته ونكارته أشد من خطورة ونكارة الزنى والسرقة وأعظم المعاصي التي هي دون الشرك الاصغر، لذا لزم التنبيه على هذا الأمر بكلام العلماء الفضلاء، والله يعلم أن لا نريد تكفير مسلم ولكن المقصود هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بما يلزمه والله المستعان.