السلام عليكم
احتاج لعناوين مراجع تخص مقياس الصوتيات ويمكن الاعتماد عليها من الناحية التطبيقية
وجزاكم الله خيرا
1- الصوت / الصوت اللغوي :
إن الصوت ظاهرة فيزيائية ،منتشرة في الطبيعة ، عامة في الوجود .إنه طاقة يحس بها نتيجة الاهتزازات ، انتقالها عبر وسط ناقل هو الهواء – غالبا – إلى أذن السامع ،و منها إلى جهازه الادراكي في المخ .و هو يشمل سماع أي صوت في الطبيعة سواء أكان صوتا طبيعيا أو آليا أو حيوانيا . فالأصوات الطبيعية هي كصوت الحجر ،الرعد ،الحديد و الخش و الريح ، وسائر الأجسام المجردة من الروح .و الآلية كصوت الطبل و البوق و المزمار (1)
ولقد أثبت العلماء المحدثون – اليوم – بتجارب لا يتطرق إليها الشك أن كل صوت مسموع يستلزم وجود جسم يهتز .أي أنه يستلزم مايلي :
1- جسم يهتز لينتج الذبذبات الهوائية .
2- وسط ناقل لهذه الذبذبات .
3- جسم يتلقى هذه الذبذبات . (2)
" اعلم أن أصل الأصوات هو ما حدث من تصادم الأجرام نو حركات الأجسام، والصوت قرع يحدث من الهواء إذا صدقت الأجسام بعضها بعض فتحدث بين ذينك الجسمين حركة عريضة تسقي صوتا ……" (3)
و لا يحدث الصوت و لا يسمع و لا ينتقل إلى الأذن إلا إذا حدث الصدم
" ……. إن كل جسمين تصادما برفق و لين ، لا تسمع لهما صوتا لأن الهواء ينسل من بينهما قليلا ، فلا يحدث صوتا و إنما يحدث الصوت من تصادم الجسام متى كان صدمها بشدةو سرعة لأن الهواء عند ذلك يندفه مفاجأة ،و يتموج بحركته … بسرعة فيحدث الصوت و يسمع " (4)
فالصوت إذا هواء يتقلب بين جسمين مهتزين ،متصادمين بقوة و عنف ،ينتقل إلى الآلة السامعة أي للأذن .ليتم إدراكه – لاحقا- .
وأما الصوت اللغوي فيتمثل في الأصوات التي تصدرها عن الجهاز النطقي البشري والتي يدركها السامع بأذنه .
إنه المادة الخام الأولية للسان البشري و هو حد التحليل اللغوي.و أسفر قطعة يصل إليها التقطيع المزدوج .( LA DOUBLE ARTICULATION ) .
إن الصوت اللغوي هو " أثر سمعي يصدر طواعية و اختيارا عن تلك الأعضاء المسماة تجاوزا أعضاء النطق .و الملاحظ أ، هذا الأثر يظهر في صورة ذبذبات معدلة و موائمة لما يصحبها من حركات الفم بأعضائه المختلفة …."(5)
و مما تقدم نستنج أن للصوت اللغوي جوانب عديدة هي :
أ/ جانب عضوي : أ جانب إصدار الصوت (PRODUCTION ) و هو ذو مظهر فيزيولوجي ،يشمل عمليات النطق و حركة أعضاء النطق ن المساهمة في إنتاج الأصوات اللغوية المنطوقة / المسموعة .
ب/ جانب أكوستيكي / سمعي : و يتمثل في الآثار السمعية التي تظهر في الهواء في صورة موجات صوتية /ذبذبات تصل إلى الآلة السامعة .
ج/ جانب فيزيائي (ASPECT PHYSIQUE ) و يتمثل في انتشار الصوت في الهواء أي (SA TRANSMISSION ) كنتيجة طبيعية لحركة أعضاء النطق. والصوت اللغوي بهذا المعنى هو موضوع علم الأصوات/الصوتيات(LA PHONITIQUE )(6)
2-مفهوم علم الأصوات أو الصوتيات :
يعتبر هذا العلم فرعا من فروع العلم اللسان العام أو اللسانيات
( LA LINGUISTIQUE) وهو العلم الذي يدرس الصوت اللغوي /البشري دراسة علمية باستعمال الأجهزة والمعامل، والتجارب .
إنه يهتم بوصف كيفية إنتاج وتوليد الأصوات المفردة و خصائصها ،و الكيفية التي تنتقل بها من المتكلم إلى السامع. ويستعين – في ذلك – بعلوم التشريح و الفيزياء. و تبعا لذلك ، تتفرع الدراسة الصوتية إلى ثلاث مراحل هي:
1- مرحلة إحداث الأصوات اللغوية ، و اندفاعها من فم المتكلم إلى أذن السامع.
2- إرسال هذه الأصوات على شكل اهتزازات عبر الهواء إلى الآلة السامعة .
3- إدراك هذه الأصوات بواسطة الأذن .
ويختص بكل مرحلة فرع خاص، متولد عن الصوتيات العامة هو:
– على التوالي- علم الأصوات النطقي أو الفيزيولوجي، وعلم الأصوات الفيزيائي أو الأكوستيكي علم الأصوات السمعي، الإدراكي.
ويعد مصطلح الصوتيات ( LA PHONITIQUE ) مصطلحا لغويا معاصرا، ووضع أساسا لمقابلة المصطلح الفرنسي (PHONITIQUE ) والإنجليزي (PHONITICS) وهذه الاصطلاحات مستمدة من الكلمة اليونانية (PHONETIKOS) المؤلفة من جذرين هما :
(PHONE) أي الصوت، وIKOS ) أي الفن والعلم و من ثم ،فإن الصوتيات تعني فن الصوت أو علم الصوت (7).
ولقد عرف اللغويان هارتمان وستورك علم الأصوات فقالا إنه ( دراسة عمليات الكلام متضمنة التشريح (AUTONOMIE ) و الأعصاب وأمراض الكلام والنطق وتصنيف و إدراك أصوات الكلام . و هو علم صرف ، لا يدرس في ضوء لغة معينة ولكنه ذو تطبيقات عملية كثيرة . كما هو الحال في التدوين الصوتي و تعليم اللغات و علاج أمراض الكلام )(8).
وعليه فإن علم الأصوات هو الذي يعنى بدراسة الصوت البشري باعتباره المادة الأولية لبناء اللغة والتواصل المعرفي. ويستبعد عن مجال اهتمامه العمليات العقلية والنفسية التي تحدث قبل وأثناء الكلام سواء عند المتكلم، أو في ذهن السامع عند التقاطه للأصوات قصد تفسيرها وفك رموزها .
وقد علل علماء الصوت مثل هذا الرفض بما يلي :
أ- لا يهتم اللغوي إلا بالأحداث المنطوقة بالفعل .
ب- لا يستطيع اللغوي إصدار أحكام علمية صارمة ،دقيقة بشأن الحقائق النفسية .
الدرس الثاني : فروع علم الأصوات
-1 علم الأصوات النطقي ( La phonétique articulaire)
أو علم الأصوات الفيزيولوجي . و هو الفرع الأساسي لعلم الأصوات العام . و يرجع السر في ذلك لوظيفته الجوهرية فهو يقوم على دراسة و فهم الوظيفة الميكانيكية لآلة التصويت ( أي الجهاز الصوتي ) أي أنه يهتم بدراسة أعضاء النطق و حركاتها و بيان وظائفها ، أثناء إحداث الكلام.و يتابع علم الأصوات اندفاع الهواء من الرئتين أو إليهما، وكيفيات تسرب الهواء إلى خارج الجهاز الصوتي .
ولذلك يسمى أيضا هذا الفرع : علم الأصوات والحركات.( la phonétique moteur)
أو علم وظائف الأعضاء (la phonétique physiologique ) و يعكس علم وظائف الأعضاء عن أهمية الأعضاء الثلاثة و هي :
1- مراكز التحكم في الكلام الموجودة في لحاء المخ ،هو المادة السنجابية التي تغطي المادة البيضاء .
2- مراكز الجهاز التنفسي
3- مواضع النطق و السمع الموجودة في التجويف الفموي والأنفي. والجدير بالذكر أن دماغ الإنسان يتكون من نصفي كرة ،موصولين بألياف. وإن النصف الأيسر هو المسؤول وحده عن العملية الكلامية (10)
ويعد علم الأصوات النطقي من أقدم فروع الصوتيات و السبب في ذلك يعود إلى وظيفته – ينظر أعلاه – و إلى طبيعة البحث به فهو لا يعتمد سوى على وسائل تقليدية يدوية كالعين المجردة و آلات بسيطة مساعدة كالمرآة و صور الأشعة التي تكتشف للمتدرب صوتيا كان أو إنسانا عاديا عن أصواته الذاتية . كما يمكنها إخضاع العملية التصويتية للملاحظة الذاتية والتدريب الشخصي على كيفيات النطق الصحيح .(11)
-2 علم الأصوات الفيزيائي :
هو حديث العهد بالدراسة لكونه يمثل المرحلة الوسيطة بين الصوتيات النطقية والسمعية. وقد ظهر نتيجة لتطور العلوم التكنولوجية، والتجريبية إذ عرفت علماء الأصوات (أي الأصواتيين ) بخاصيات الصوت الفيزيائية ودفعهم هذا الاكتشاف إلى الاهتمام والاستعانة برجال الفيزياء والطبيعة والمختصين في علوم الإتصال الصوتي .
ويهتم هذا الفرع بوصف و دراسة الخصائص الفيزيائية للأصوات البشرية، المنتشرة في الهواء المرن .
حيث يتدافع الهواء المتسرب من الرئتين في مشكل تموجات تشبه إلقاء الحجر في الماء فيؤدي إلى إحداث اضطراب فيه . و يبدو ذلك الاضطراب في شكل دوائر أو موجات مختلفة الاتساع ( فهذه الطاقة الحركية هي ترجمة مادية للموجة، من حيث هي اصطلاح فيزيائي )(12).
-2 علم الأصوات السمعي (la phonétique auditoire )
لقد خطت الدراسة في هذا الفرع خطوات ناجحة ، ولكنها تحتاج إلى تأهيل مناسب في فيزيولوجية الجهاز السمعي و علم النفس الإدراكي . و لقد تنبه العلماء إلى أهمية هذا العلم ، لما وجدوا أن التواصل اللغوي لا يمكنه أن يتم إلا بأمور ثلاثة هي :
– المرسل أو المتكلم .
– قناة الإتصال
– و المرسل إليه أو السامع .
فالمرسل يستطيع بالآلة التصويتية التي يمتلكها إنتاج أصوات لغوية تنتظم في سلاسل كلامية ، تنتشر في الهاء قناة الاتصال.
والقناة التواصلية ، قد تكون الهواء – غالبا – مادام هو ( جسم لطيف ، شريف، متوسطين بين الطرفين ، فما هو فوقه الطف منه، وهو النور و الضياء ، وما دونه أكثف و هو الماء و التراب )(13).
أما المرسل إليه، فإنه يملك جهازا لالتقاط الصوت هو الأذن ، وهي أداة السمع الطبيعية و الضرورية لاستكمال العملية الكلامية ( فالأذن لا تقوم بدور التقاط الصوت فحسب ، بل هي تتحكم كذلك في عملية الكلام ، وتِثر مباشرة بعمل أعضاء الآلة المصوتة حال التكلم ) (14) .
ويهتم علم الأصوات السمعي بدراسة السمع وإدراك أصوات الكلام. والتعرف على ما يمكنه أن يطرأ على الموجات الصوتية حين تلتقطها الأذن ، وكيف تترجم تلك الموجات إلى مفاهيم و أفكار (15) .
ويعود السبب في تخلف الدارسة الصوتية السمعية وتأخر انتشارها إلى الصعوبات التي تواجه الباحث في هذا الميدان ، والمتمثلة في……
1- لا تتمكن أعضاء السمع من إدراك انتشار الموجات الصوتية بمفردها ، بل تحتاج إلى أجهزة خاصة دقيقة .
2- لا يمكن للمرة التحكم في عملية السماع ،فالإنسان غير قادر على وقفها متى شاء ذلك بعكس عملية التكلم .
وأما اللغوي هارتمن، فيوضح صعوبة هذا العلم من حيث إن الصورة السمعية التي يدركها المتلقي لا يكون لها أية قيمة ،إلا إذا انطلقنا من أن السامع لديه القدرة الكافية لتحويلها من الصورة السمعية المادية إلى صورة نطقية حسية، ومن ثمة يكون كل سامع متكلمافي الأن نفسه.
وإذا تحققت هذه الفرضية ، أمكن القول إنه يمكن الاستغناء عن علم الأصوات السمعي. فالمتكلم والسامع وجهان يعكسان وظيفة واحدة ، هي وظيفة الخطاب، فإذا عُرف بالمرسل، وهو المنتج للمادة الصوتية ، كان سببا كافيا للتعريف بالمرسل إليه .
(وهكذا أصرت الأغلبية من اللغويين غيرالمؤهلين تأهيلا كافيا في فسيولوجيا السمع وسيكولوجيته على عدم الدخول في ميدان علم الأصوات السمعي، واكتفوا بالإشارة العامة إلى حدوده وإلى إمكانيات البحث فيه ، وطبيعة هذا البحث ) (16).
وهناك فروع حديثة لعلم الأصوات العام ، تسعى إلى ضبط قوانين شبه عامة ، يمكن تطبيقها على كل اللغات ، وهي …..
-4- علم الأصوات التجريبي ،أو المعملي أو الآلي :
(la phonétique expérimentale /laboratoire ou instrumentale )
ووظيفة هذا الفرع هو إجراء التجارب المختلفة على المادة الصوتية، في مكان معد خصيصا لهذا الغرض، هو المعمل أو المخبر ، لأجل اكتشاف الخصائص الفيزيائية والنطقية للصوت .
ويرجع الاهتمام بهذه الأجهزة إلى القرن 19، وذلك بظهور آثار العلوم التكنولوجية والطبيعية و دورها في تطوير البحث اللغوي. وفي الحقيقة، إن السبب الجوهري الذي دفع اللغويين إلى المطالبة باستخدام الوسائل التجريبية في دراسة الصوت البشري هو اعتقادهم بأن الأذن ليست قادرة على إعطاء وصف دقيق علمي للعملية السمعية ومراحلها المتباينة. إذ هي وسيلة ذاتية لا موضوعية ن تؤول إلى النتائج وهمية متأثرة بالانطباع السمعي الذاتي (17)
-5 علم الأصوات الوصفي ( (phonétique descriptive
معياري(phonétique normative).
فالأول يهتم بوصف أصوات اللغة في فترة زمنية محددة .حيث يقوم بحصر أصوات لغوية معينة و تسجيلها ، كما هي في الاستعمال دون اللجوء للافتراض أو التأويل . وهذا المنهج هو السائد حاليا.
وأما الصوتيات المعيارية فغايتها ضبط قواعد للنطق الجيد تخص لغة من اللغات، مع محاولة فرض هذه القوانين باعتبارها قوانين ذات طبيعة معيارية، مقبولة، يمكن الاعتماد عليها وتعميمها .
ومن المفروض، أن يسبق المنهج المعياري بدراسات وصفية، تفسيرية. ورغم أهميته ودوره، فإنه لا يؤخذ به البحث اللغوي الحديث ، المعاصر ن ولكنه يستخدم عادة في المناهج التعليمية، التربوية .
و ينقسم علم الأصوات أيضا من حيث فكرة الزمان إلى :
-6- علم أصوات سنكروني (synchroique)أو دياكروني(diachronique):
حيث يهتم الأول بدراسة الأصوات البشرية للغة معينة، في فترة زمنية محددة مكان وزمانا أيضا. ولذلك يسميه البعض علم أصوات متزامن، أو وصفي ، مادام الوصف و التفسير هما وسيلتاه لاستخراج النتائج .
وأما الصوتيات الدياكرونية أو التاريخية فهي التي تدرس الصوت اللغوي في فترات زمنية متعاقبة ، مع ملاحظة التطورات التي تلحق بالمادة الصوتية خلال مسارها التاريخي التطوري.
-7- علم أصوات مقارن (phonétique comparative):
و هو يقوم بمقارنة الحقائق الصوتية ببعضها بعض في فترات زمنية متلاحقة إما في اللغة الواحدة ، وإما في لغات متعددة تربطها صلات لغوية فيقارن بين أصواتها (والأغلب أن تكون الدراسات التاريخية و المقارنة ذات طابع فنولوجي لفقدان عنصر النطق في الفترات غير المعاصرة ….)(18).
الدرس الثالث
الوسائل الآلية لعلم الأصوات العام :
ما كان لعلم الأصوات أن يستغني عن الأدوات اللازمة لأجل إصدار الأحكام والنتائج العليقة بالمادة الصوتية المنطوقة والمسموعة على حد سواء. ولذلك وجد المعمل أوالمخبر الصوتي الذي يمكن من تحقيق مثل هذه الأهداف. فاستخدام التقنيات الحديثة والتجارب لفهم طبيعة وخصائص الأصوات اللغوية ضروري لأنه يمكن من رسم استيرايجية البحث، وفهم مظاهره العلمية الخطابية، وتفسير المشاكل اللغوية النطقية ، أو السمعية التي قد تعيق الدورة التخاطبية بين المرسل والمرسل إليه ولذلك ، يمكن حصر هذه الآلات في نمطين الأول مرتبط بالدارسة النطقية للصوت، والآخر بالدراسة الفيزيائية التجريبية .
-1) وسائل الصوتيات الفيزيولوجية :
الغرض من هذه الوسائل هو تحديد وظيفة أعضاء النطق، وخصائصها العضوية وكيفية عملها . و تنقسم إلى :
1- الحنك الصناعي: (plate artificiel). وهو عبارة عن غشاء رقيق من المعدن أو المطاط، يكون مطليا بمسحوق. ثم يلصق بسقف الفم، لتعيين مخارج بعض الحروف
2-مجهر الحنجرة (larynscope):
وهي وسيلة لتحديد جهر الصوت أو همسه، أي بها يتم الكشف عن نوعية الحبال الصوتية أهي في حالة هدوء أم اهتزاز أم تذبذب.
ومجهر الحنجرة –ينظر الشكل أدناه– هو عبارة عن مرآة صغيرة، يبلغ قطرها 2.54سم ، مثبتة على يد طويلة بزواية قدرها 120° وعندما تدرج في الفم تلتصق المرآة بالحنك اللين (الطبق). و تعدل حتى ينعكس الضوء على ما تحت الحلق ، فيتمكن الباحث من رؤية ما بداخل الحنجرةبواسطة هذه المرآة ن ويتبين حالة الوترين الصوتيين
مؤشر الجهر ( آلة تسوند بيرجيت ):
وهي آلة أخرى بواسطتها يتم اختبار جهر الصوت أو همسه في مستوى الحبال الصوتية، وقد اخترعها اللغوي الألماني (تسوند بيرجيت) وهي عبارة عن صفحة معدنية مثبت في أحد طرفيها مقبض و في أحد طرفيها مقبض و فوق طرف الصفحة البعيد عن المقبض كرة .فإذا وضع الباحث الصفحة المعدنية على أحد جانبي الحنجرة و قام بمحاولة النطق بحرف مجهور كالقاف –مثلا – وأتبعه بأي حرف مهموس آخر كالتاء ، يسجد أن الكرة المثبتة في الصفحة المعدنية ستتحرك حركات سريعة مع الحرف المجهور ، وتنعدم حركاتها مع المهموسات .
4- الأشعة السينية : (rayons x)
أو ما يعرف باشعة رنجتن نسبة لمخترعها الألماني وليام رنتجن. وهي عبارة عن إشعاع كهرومغناطيسي يستعان به لكشف أحوال الحلق و اللسان أثناء النطق وذلك عندما يخترق الشعاع المواد غير الصلبة.
5- رسام الموجة (kymographe)
وهو اصطلاح يوناني ، يتألف من جذرين هما :
• الموجة
• الكتابة أو الرسم
وهو جهاز يتألف من أسطوانة تدور لأجل تسجيل حركات شبه تموجية وتنوعات الصوت ونغماته. ويلتف حول الأسطوانة شريط ورقي. ترسم عليه ريشة متصلة بالأسطوانة اتصالا وثيقا خطوطا متموجة عندما يستجيب لحركة جسم معدني يلامس تفاحة آدم أو الأنف من جهة ويتصل بالريشة من جهة أخرى (19)
-2- وسائل الصوتيات الفيزيائية :
و هي آلات تختص بتوضيح الصفات الفيزيائية للأصوات و طبيعة موجاتها و الفروق القائمة بينها و من بينها ما يلي :
1. كاشف الذبذبات (oscilloscope):
هو جهاز يرسم الذبذبات الكاثودية، ولذلك يطلق عليه مكشاف ذبذبات اشعة كاثود وبواسطته تتحول الأصوات اللغوية المنطوقة، والمنتشرة في المجال الناقل الهواء إلى موجات على واجهة إطار أشبه بشاشة التلفيزيون. وهذا الجهاز وظيفي جدا ،لأنه يكشف عن الجزئيات الدقيقة المتعلقة بعملية النطق
2. مكشاف الذبذبات الحبري (ascillomik) :
و هو أكثر تطورا من الأول لكونه لا يسجل كل تنوعات ضغط الهواء السريعة و ذلك كلما نفث القلم الحبر نفثا .
3. راسم الأطياف الصوتية (spéctographe):
هوجهاز يعكس ترددات الصوت و هو يتكون من أسطوانة دوارة ملفوف حولها ورقة تعلوها ريشة . و تتحرك الريشة نتيجة الذبذبات الصوتية التي ينقلها إليها ناقل الصوت (le microphone) الذي يكون متصلا يالآلة .وأما ورقة التسجيل فتكون مثبتة بالأسطوانة الدوارة لتسجيل الزمن و الشدة و التردد و السرعة على محورين : أفقي زمني ،و أما المحورالعمودي فيمثل التردد. (20)
هوامش الإرسال الأول
1- رسائل إخوان الصفا: دار صادر بيروت، ج1، ص 188.
2- خولة طالب الإبراهيمي: مبادئ في اللسانيات، دا رالقصبة، الجزائر، 2024، ص 43. وصبيح التميمي: إرشاد السالك إلى ألفية بن مالك، دار الشهاب للطباعة والنشر، باتنة، ج1، ص 307.
3- رسائل إخوان الصفا، ج3، ص 98.
4- نفسه، ج1، ص 189.
5- كمال بشر: علم اللغة العام، دار المعارف، مصر، 1971، ص 82.
6- كمال بشر: نفسه، ص 82. وخولة طالب الإبراهيمي: مبادئ في اللسانيات، ص 42. والقماميطي: محمد المنطف: الأصوات ووظائفها، دار الفكر لبنان، 1992، ص 18.
7- القماميطي: الأصوات ووظائفها، ص 10.
8- نفسه، ص 10.
9- نفسه، ص 12. وكمال بشر: المرجع السابق، ص 9.
10- نفسه، ص 12. وكمال بشر: المرجع السابق، ص 9.
11- كمال بشر/ علم اللغة، ص
12- منصف القماميطي: الأصوات ووظائفها، ص 23. وخولة طالب: مبادئ في اللسانيات، ص 44.
13- رسائل إخوان الصفا، ج2، ص 53.
14- بسام بركة: علم الأصوات العام، مركز الإنماء القومي، بيروت، ص 21.
15- منصف القماميطي: الأصوات ووظائفها، ص 25. وكمال بشر: المرجع السابق، ص 15.
16- كمال بشر: علم اللغة العام، ص 17.
17- نفسه، ص 27. وخول طالب الإبراهيمي: مبادئ في اللسانيات، ص 44.
18- كمال بشر: نفس المرجع، ص 32.
19- للتوسع في الوسائل الآلية لعلم الأصوات النطقي، يراجع مثلا: منصف القماميطي: الأصوات ووظائفها، ص ص 30-33. ومحمود سعران: علم اللغة – مقدمة للقارئ العربي – دار المعارف، مصر، 1962، ص 211. وتمام حسان: مناهج البحث في اللغة، دار الثقافة، مصر، ص 84.
20- منصف القماميطي: نفس المرجع، ص 34.
بالتوفيق