وبحسب ما أوضح القائمون على الدراسة، فإن مادة البكتين تعد واحدة من أكثر الجزئيات تعقيداً في الطبيعة، كما أن لها القدرة على الارتباط بمواقع متعددة على سطح الخلية، لتستثير بذلك عدداً مختلفاً من الاستجابات الخلوية في وقت واحد، لذا فقد عكفوا على القيام بدراسة، تضمنت إجراء تجارب مخبرية على ثلاثة أصناف من مادة البكتين، والتي هدفت إلى تحديد أصغر جزء من تلك المادة، يمكنه أن يُحث الخلية على "الانتحار" أو الموت المبرمج.
ويحدث الموت المبرمج للخلية أو الانتحار والمعروف باسم Apoptosis بشكل سلسلة من التفاعلات الكيميوحيوية، حيث تتعرض الخلية لتغيرات من ناحية الشكل، وذلك قبل فناءها. وتعد هذه العملية أساسية للتخلص من الخلايا غير الطبيعية، مثل الخلايا السرطانية.
وتشير نتائج الدراسة التي نشرتها دورية "بيولوجيا السكريات" في عددها الصادر لشهر أغسطس من العام 2024، إلى أن تعريض خلايا البروستاتا السرطانية لمادة البكتين في ظروف مخبرية، أدى إلى خفض أعدادها بنسبة وصلت إلى40 %.وطبقاً للدراسة فقد أقدمت الخلايا السرطانية – بسبب تواجد البكتين- على الانتحار، ليشمل ذلك الخلايا المقاومة للعلاج الهرموني، والتي يصعب القضاء عليها باستخدام العلاجات الحالية.
ومن وجهة نظر الباحثين، فقد أضافت النتائج الحالية إلى فوائد مادة البكتين الصحية، بعد أن تبين في السابق أنها تقلل من مستويات الكولسترول والجلوكوز في الدم، كما أشارت بحوث إلى احتمالية الإفادة منها في الوقاية من سرطانات الرئة والقولون، وخفض مخاطر انتشار الورم السرطاني إلى أجزاء مختلفة من الجسم.
وتوضح الدكتورة "ديبرا موهن"، المختصة من مركز بحوث السرطان التابع للجامعة قائلة: بزيادة الكميات التي تتناولها من الخضروات والفاكهة، فإنك ستحصل على المزيد من البكتين، وبالتالي تفيد من منافع المواد الكيميائية الموجودة فيه. مؤكدة " موهن" على ضرورة إجراء المزيد من الدراسات في هذا المجال، قبل دعم تناول الأفراد لتركيبات تزودهم بتلك المادة.
منقول…