اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
أما بعد
قال الله عز وجل:
" وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا" النساء:29
و قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
"ما أنزل الله من داء أو ما خلق من داء إلا أنزل له دواء علمه من علمه وجهله من جهله إلا السام قيل وما السام؟ قال: الموت"
الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : العقيلي | المصدر : الضعفاء الكبير
الصفحة أو الرقم: 2/191 | خلاصة حكم المحدث : روي نحوه بإسناد جيد
وللحفاظ على نعمة الصحة وجب علينا السعى الى طلب العلم الطبي وتزويد ثقافتنا بكل ماله علاقة بالسعافات الأولية والسبل الوقائية، ولعل أهم ما وجب علينا معرفته هو نبذة عن تاريخ الطب والتطبب في الاسلام .
الصحابية رفيدة الأسلمية أول ممرضة في الاسلام نموذجنا اليوم
رُفَيْدَةُ بنت سعد الأنصارية رضي الله عنها صاحبة الخيمة الطبية الأولى في التاريخ
الاسم: كعيبة بنت سعد الأسلمية المعروفة باسم رفيدة الأسلمية
معنى الاسم: مشتق من الرفادة و تعنى الأعانة و العطاء
الأصل: خزرجية أنصارية ، من قبيلة بني أسلم إحدى قبائل الخزرج في المدينة المنورة التي كان يطلق عليها يثرب.
نبذة : تُعَدّ رُفيدة الأسلمية، من كريمات النساء، وفضليات الصحابيات المجاهدات، بايعت الرسول صلى الله عليه وسلم بعد الهجرة، واشتركت في غزوتَيْ الخندق وخَيْبر، وكانت رضي الله عنها قارئة، كاتبة، وصاحبة ثروة واسعة.
قد استهوتها حِرْفة التمريض، ومهنة التطبيب والمداواة، وتفوّقت في ذلك حتى اشتهر عنها، وعُرفت بين الناس قاطبة.
كانت تخرج فى الغزوات وتنقل معها خيمتها وكل ادواتها فوق ظهور الجمال ثم تقيمها بازاء معسكرالمسلمين ومعها الصحابيات الفضليات لآن هذا العمل يحتاج الى يد حانية وقلب عطوف وكلمة مشجعة
رفيدة الفدائية
كانت الصحابية الجليلة رفيدة تدخل أرض المعركة تحمل الجرحى وتُسعف المصابين وتُشجِّع المجاهدين.
وهبت نفسها لله ورسوله، وكان لها مواقف مشهورة في الدفاع عن العقيدة، والذود عن الإسلام، والجهاد في سبيل الله فكانت تداوي الجرحى في ميادين القتال، وكانت تقوم بأداء واجبها نحو المسلمين في أتم صورة، كما كانت لها مكانة ومنزلة عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم، حيث كان يُجِلُّها ويحترمها.
في غزوة خبير :
بينما الرسول يتأهب للزحف جاءت رفيدة إلى رسول الله على رأس فريق كبير من نساء الصحابة قامت رفيدة بتدريبهن على فنون الإسعاف والتمريض، فاستأذنّ الرسول قائلات: "يا رسول الله أردنا أن نخرج معك.. فنداوي الجرحى ونعين المسلمين ما استطعنا فقال لهن الرسول صلى الله عليه وسلم " على بركة الله"
أنَّ نِسوةً من بني غِفارٍ قُلنَ: يا رسولَ اللهِ، قد أردنا أن نخرُجَ معك في وجهِكَ هذا – وهو يسيرُ على خَيبرَ – نُداوي الجرحَى ونعينُ المسلمينَ بما استَطَعنا . فقال: على بركةِ اللهِ .
الراوي : امرأة من بني غفار | المحدث : الألباني | المصدر : فقه السيرة
الصفحة أو الرقم: 346 | خلاصة حكم المحدث : ضعيف
وفي هذه الغزوة أبلين بلاء حسنا وقمن بجهد عظيم مما جعل رسول الله يقسم لرفيدة من الغنائم بسهم (حصة) رجل شأنها في ذلك شأن الجندي المقاتل، كما أعطى المتفوقات منهن قلادة شرف وكانت الواحدة منهن تعتز بهذه القلادة وتقول والله لاتفارقني أبداً في نوم ولا يقظة حتى أموت، ثم توصي إذا ماتت بأن تدفن معها.
في غزوة الخندق :
أقيم لها خيمة خاصة وبارزة في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم كمستشفى لعلاج المرضى والمصابين بجروح، وكوّنت فريقاً من الممرضات حيث قسمتهن إلى مجموعات لرعاية المرضى ليلاً ونهاراً كانت تُداوي الجرحى وتحتسب بنفسها على خدمة من كانت به جرح أو مرض.
عَن عائشةَ قالَت : لمَّا أصيبَ سَعدُ بنُ مُعاذٍ يومَ الخَندقِ، رَماهُ رجُلٌ في الأَكْحَلِ فضَربَ علَيهِ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ خَيمةً في المسجِدِ ليعودَهُ مِن قريبٍ
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح أبي داود
الصفحة أو الرقم: 3101 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
عن محمودِ بنِ لَبيدٍ قال : ولمَّا أُصِيبَ أكحَلُ سعدٍ يومَ الخندقِ فقيلَ : حَوَّلوهُ عندَ امرأةٍ يُقالُ لها رُفَيدَةُ وكانت تُداوي الجَرحَى ، وكانَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيهِ وآلِهِ وسلَّمَ إذا مرَّ بهِ يقولُ : كَيفَ أمسَيتَ ؟ وإذا أصبحَ قال : كَيفَ أصبَحتَ ؟ فَيخبِرُهُ
الراوي : محمود بن لبيد الأنصاري | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : الإصابة
الصفحة أو الرقم: 4/302 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح
الجهاد بالمال:
كانت رفيدة رضي الله عنها تنفق على عملها في التمريض ومعالجة الجرحى المسلمين في وقت الحرب والسِّلْم من حُرِّ مالها، وخالص ثروتها، متطوعة بالجهد والمال في سبيل الله.
فأصبحت بذلك أول طبيبة في الاسلام وصاحبة أول مستشفى في الاسلام .
[1] الجهاد في سبيل الله لا يقتصر على الرجال فقط بل للنساء نصيب من الجهاد والغنائم
[2] تكريم الاسلام للمرأة وذلك من خلال السماح لها بالمشاركة في الجهاد بما هو سهل عليها وخير لها
[3] الصحابية رفيدة الأسلمية خير نموذج للمرأة المسلمة المتعلمة والمثقفة
[4] الصحابية الجليلة رفيدة جسدت معنى آخر من معاني الجهاد ( جهاد الجسد والمال)
مشاركة طيبة
بالتوفيق اختي
جزاكي الله كل الخير
شكرااا لتعريفك لنا بهذه الصحابية الجليلة
والله يرزقنا الاقتداء بها
بالتوفيق لك
تحياتي
للاسف لا يوجد الكثير من المعلومات عن هذه الصحابية الجليلة
وددت تقديمها لكن ، فعلم قليل خير من لاشيء ، ربما يكون هذا الموضوع حافزا لي ولكن للاطلاع والبحث أكثر عن هذه الصحابية الخالدة وغيرها من المجاهدات الخالدات
رضي الله عنها
بوركت على الطرح
موفقة
تقبلوا خالص ودي