تتشكل صورة واحدة لدى الجميع لأول وهلة يسمعون فيها كلمة" الحجاب"؛هذه الصورة هي " غطاءا
لرأس"،أو قطعة من القماش أو الحرير تضعها الفتاة فوق شعرها.
لكن حقيقة الحجاب أبدا ليست بهذه السطحية،لو رجعنا لأصله فهو أعمق بكثير وله معنى بالغ الأهمية
،فهو: شريعة ربانية،طاعة ،عفة وطهارة ونقاء وحياء.
في الجزائر الحجاب له حكاية قد تختلف عن باقي الدول ،لم يكن هناك لباس للدين،الوضع الذي كان
قائما هي بعض الألبسة التقليدية وهي عبارة عن قطعة كبيرة من القماش تلفها المرأة حول جسدها في
اللونين الأبيض" الحايك"واللون الأسود في "الملاية". الآن هما زِيان تقليديان من النادر أن نجد من
يرتديهما .المسنات أو النساء المتزوجات هن فقط من يرتدين الحجاب، ولذلك ارتبط بالسن وبالعادات
والتقاليد عندنا.
بعد الاستقلال لم يكن هناك فرق كبير بين ما ترتديه المرأة والرجل في الشارع.فالبنطلونات اكتسحت
المجال إلى أن ظهر الفستان القصير" ميني جيب"…لم يقاوم كثيرا لان في الثمانينيات مع ظهور
الحركة الإسلامية في الساحة الجزائرية قد قُلِبت الموازين القائمة وقتذاك وبدأت في محاولة إرجاع
القطار إلى سكته الحقيقية..لتختلف صورة الحجاب ويظهر" الجلباب"،أو ما يسمى اللباس الشرعي
للمرأة المسلمة..لكن الاصطدام كان اكبر من المتوقع.
وفي النفق المظلم الذي دخلت فيه البلاد حدث هناك تغيرات كبرى وجذرية في المجتمع.فمع الخروج منه
على الأقل نفسيا.لاحظ الكثيرون الاستفاقة العظمى بالسؤال الكبير:من نحن؟ ؟ ليجدوا أنفسهم ينتمون
لدين ،لابد من إعادة قراءته من جديد بلغته الأصلية.
الصحوة الكبرى بعد 11أيلول2017
بقي البعض يشكك، والبعض الآخر يعترض إلى أن زُلزِل العالم في يوم من الأيام، ليتغير المصير لدى
الكثير من الدول والأفراد على حد السواء.
الحجاب لم يكن خارج المعادلة بما انه يتعلق بالإسلام وان الإسلام هو محط الأنظار والتهم والإجرام
كما يقول الغربيون عنه.انطلق الحجاب لكي لا يعرف التوقف في البلدان العربية والغربية أيضا رغم
العداء والمطاردة.
عن الجزائر فمدن الشرق بلغت نسبة المحجبات فيها حوالي (%97)وانتشرت المحلات التي تختص
بلواحقه بشكل كبير ولافت للنظر.
كما لم يتخط مدن الشمال والغرب التي كانت قريبة للزي الغربي، أما الجنوب ربما لان الاستعمار لم
يصله ،فالفتاة تتحجب في سن الخامسة أو السابعة على أكثر تقدير.
يُرجع الباحثون في علم الاجتماع هذا التغير إلى المحطات الدينية التي تنشر الوعي الحقيقي للشاب
المسلم أينما كان.بالإضافة إلى رفع الحظر عن الكتب الدينية في الجزائر وإطلاق سراح الأشرطة
والأقراص المضغوطة التي منعت لسنوات من دخول البلاد لأسباب سياسية بحتة.
الحجاب في الجزائر يختلف كثيرا عن الحالة الخانقة في تونس أو في تركيا أو الاتحاد الأوروبي و
أمريكا،فبعد الخطبة الشهيرة التي ألقاها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في مسجد أول نوفمبر بباتنة منذ
سنوات قليلة ماضية ،ومفادها أنكم جميعا أحرار في ارض الجزائر،وليلبس كل شخص ما يعجبه دون
الخوف من أي شيء.
أي أن الحجاب هنا لا يرتبط بتعقيدات السياسة إنما حريات شخصية، وكل شخص مختص بنفسه.
أما المهاجرات إلى الخارج وفرنسا كمثال، تقول صديقتي سميرة في أخر زيارة لها:"أنا على إيمان
بهذا الفرض.لكن الوضع عندي صعب جدا،فيه قطع أرزاق ،حيث إنني سأطرد من عملي قبل أن أقول
صباح الخير،بمجرد رؤية الغطاء فوق شعري"
فرنسا تخاف من انتشار الإسلام الذي بات الدين الثاني في الدولة،وتصاب بالرعب من الضواحي ونسبة
المسلمين تبلغ الأكثرية ،لذلك تحظر الرموز الدينية ،وفي الحقيقة تشمئز من المحجبة فقط ولا يعنيها
الصليب شيئا.
لان الآمر متعلق بالسياسة هو الأخر، وان لم يكن كذلك لماذا ترتدي الراهبة في دين المسيح لباسا
مشابها للباس المسلمة ، ولا تعامل كإرهابية؟؟
الحجاب والزِينة
لانفتاح العالم على بعضه البعض،ولعولمة الأكل والسوق وحتى أسلوب المعيشة لم يعد فيه ذاك
الاختلاف الكبير،باتت أخر الصيحات لا تتأخر في الوصول لبيوتنا.
تنوع الألبسة وهجوم الأشكال الغريبة والألوان الصارخة،هي اختيار معظم الشباب ،والحجاب لم يحجب
عن الألوان والأشكال.
نجد في الشارع الواحد أنواعا كثيرة لشيء واحد اسمه الحجاب،هناك الشرعي الذي يجمع في تصميمه
المواصفات المطلوبة:" لا يشف ولا يصف،لا يلفت النظر،أن يكون واسعا،وان لا يتشبه بملابس
الرجال،أن لا يكون مثيرا وجذابا"
وهناك الحجاب المتطور على حد قول المرتديات له انه يسهل عليهن متاعب الحياة…
بعض الفتيات يقلن أن الألوان والأشكال الجميلة هي التي تغريهن لدخول المجال وليس له علاقة
بالدين.
تقبلي مروري
مشكورة مشرفتنا الرقيقة ريحانة الجزائر
على تعطيرك لموضوعاتى
بارك الله فيك