إن مما ابتلي به كثير من المسلمين اليوم هو ما يسمى (البنطلون)ونجد من يجيزه مطلقاً ،والبعض بشروط.
ولكنك تجد كثيراً لا يجيزه للمرأة إلا عند زوجها، وربما كان من أهل السنة والجماعة ؟!
مع أن فيه تشبه بالكفار والكافرات والفاسقات ، وتشبه بالرجال (على القول بجوازه للرجال -بشروط-
فأخشى من يأتي غداً ويقول : يجوز للرجل أن يتشبه بالكفّار أوالكافرات أوالنساء من أجل رغبة امرأته؟!!
وقد فرحت بفتوى قد قرأتها قديماً للعلامة عبدالرزاق عفيفي – رحمه الله تعالى- في أنه لا ينبغي لبس المرأة للبنطلون إلا أن يكون تحت الثوب زيادة في الستر ، يعني (سروالاً).
ثم فرحت بهذه الفتوى للعلآمة العثيمين -رحمه الله تعالى- :
السؤال: انتشر في الوقت الأخير لبس الملابس القصيرة بين البنات والأولاد، وكذلك لبس البناطيل للبنات، فهل من كلمة توجيهية لأولياء الأمور من الآباء والأمهات في هذا المجال جزاك الله خيراً؟
______________________________ __________
الجواب: أما الثياب القصيرة بالنسبة للذكور فليس فيها شيء، بل إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أزرة المؤمن إلى نصف الساق)، وأما بالنسبة للنساء فهذا لا شك أنه خلاف المشروع، وأن نساء الصحابة كن يلبسن الثياب إلى الكعب، وإذا خرجن إلى السوق يرخينه إلى ذراع؛ حتى لا تنكشف أقدامهن. وأما لبس البنطال للمرأة فهو حرام فيما نرى؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لعن المتشبهات من النساء بالرجال، ولأنه ذريعة إلى أن تلبس المرأة بنطالاً ضيقاً يصف حجم أفخاذها وعجيزتها، ولا يغرنك قول بعض النساء: أنا ألبس بنطالاً واسعاً فضفاضاً، فإن هذا وإن صح في امرأة من عشر نساء فإنه في المستقبل سوف لا يصح في أي امرأة، ثم إن علة التشبه توجب المنع سواء كان ذلك البنطلون واسعاً أو غير واسع. والعجب أن بعض النساء يقلن: إن هذا هو رغبة الزوج، وإني لأعجب من الزوج أن يختار هذا اللباس لامرأته وهو لبس رجل، وأقول للزوج: إنه يباح لك ما تقضي به وطرك وتقوى به شهوتك .. يباح لك ما هو أعظم من هذا، اجعلها تلبس ثوباً خفيفاً رهيفاً وهذا أدعى إلى جماعها والرغبة فيها من لبس هذا البنطلون، لكن الشيطان يزين للناس بعض الأعمال المنكرة نسأل الله السلامة. بعض البنات الصغار يلبسن إلى فوق الركبة، وانتشرت ملابس للصغار في الأسواق إلى فوق الركبة؟ الشيخ: هذا كما تفضلت، بعض الصغار يلبسن ثياباً صغيرة إلى فوق الركبة والفخذ بعضه خارج، ويدعي أولياءهن -الذين سوف يسألون عن ذلك يوم القيامة- يدعي أنهن صغار، وأن عورتهن لا تتجاوز السوءة، وما أشبه ذلك. فيقال: إن الطفلة إذا تعودت هذا اللباس ألفته، ولم تستنكره، ونزع منها الحياء أيضاً، ولذلك تجد الفرق بين إنسان يحافظ على ستر عورته وإنسان لا يحافظ، تجد الذي لا يحافظ كالعمال مثلاً: يرفع ثوبه إلى أن يبدو من فخذه الشيء الكثير لا يبالي؛ لأنه ألف ذلك واعتاده، لكن تأتي لإنسان محترم لا تجده يسمح لنفسه أن يرفع ثوبه إلى أن يبدو فخذه، اللهم إلا لحاجة لا بد منها فهذا شيء آخر. فالحاصل أننا نقول: حتى الصبيان لا يلبسون هذا، وأعني بالصبيان: الفتيات؛ لأنها تعتاد عليه، وينزع منها الحياء، ثم إذا كبرت تكون قد ألفت هذا اللباس.
لقاءات الباب المفتوح – (ج 95 / ص 20)
ملاحظة: عجب العلامة العثيمين – رحمه الله تعالى- في محله، ولكن لما انتكست الفطرة عند بعض الرجال بنظرهم في الفاسقات والكافرات وتلذذهم بالنظر إليهن رغبوا ذلك في نسأئهم !! فإنّا لله وإنَّا إليه راجعون.
فنصيحتي لمن عندها بنطلون أن تحرقه فإن أبت فعلى ولي أمرها أن يبين لها فإن أبت أحرقه بنفسه حباً لها وخوفاً عليها وعلى نفسه من أن تحرقهما نار جهنم ، والبدائل الجائزة كثيرة – والحمد لله –
وهذه الألبسة من الابتلاء والامتحان بالتمسك بالدين في زمن زادت فيه غربة المسلمين عموماً وأهل السنة خصوصاً -ولو أن الخير ما زال في أمة محمد – صلى الله عليه وسلم- .
ومن أدلة حرق مثل هذا ما جاء في صحيح مسلم عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ رَأَى النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- عَلَىَّ ثَوْبَيْنِ مُعَصْفَرَيْنِ فَقَالَ « أَأُمُّكَ أَمَرَتْكَ بِهَذَا ». قُلْتُ أَغْسِلُهُمَا. قَالَ « بَلْ أَحْرِقْهُمَا ».
لأنه من لباس الكفار كما جاء في رواية أخرى.
والمعصفر : المصبوغ بالعصفر وهو نبات أصفر اللون
جمعه وعلق عليه/
عبد الواحد بن هادي المدخلي
المدينةالنبوية
23/7/1429هـ