تخطى إلى المحتوى

خطوات الى السعادة 30 (لا تضعف، الدنيا مزرعة الآخرة، لا تحتقر أي عمل) 2024.

لا تضعف
قضت سنة الله أن ذوي العصيان أكثر عدداً ممن يطيع الرحمن، قال تعالى:
{وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ} [المائدة: 49] وقال تعالى:{وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ } [الأنعام: 116] ويقول جل وعلا: {وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ }[سبأ: 13].
فإذا رأيت أن أهل المعاصي هم الكثرة الغالبة، فلا يكن هذا صادًّا لك عن تمسكك بهذا الدين، وانظر إلى الحق ولا تنظر إلى العدد من الأشخاص، فالله وصف إبراهيم عليه السلام بأنه أمة وهو وحده قال تعالى: {
إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [النحل: 120].
وابن مسعود (رضي الله عنه) يقول: "أنت أمة وإن كنت وحدك".
وكثرة الانحراف تدعوك للتمسك بدينك لا الضعف في التمسك به، لأن ذلك يدعوك إلى شكر نعمة الله عليك، بأن اصطفاك للهداية من بين خلقه وأضل غيرك مما يوحي إليك بتذكر هذه النعمة العظيمة والمنحة الإلهية الجليلة عليك.
وهذا مما يزيدك هداية ودعوة لغيرك، يقول الفضيل بن عياض: "لا تغتر بالباطل لكثرة الهالكين ولا تستوحش من الحق لقلة السالكين".
فإذا سلكت طريق الحق، فاعلم أن الخلق يودون أنهم على الحق مثلك، ولكن الهداية لا تتحقق بالأماني، فاحمد الله أن من عليك بالاستقامة.

الدنيا مزرعة الآخرة
عمر الإنسان في هذه الحياة محصور، ودرجته في الآخرة مبنية على هذه الأيام التي تعيشها، فإذا قدمت لنفسك صالحاً كنت من السعداء، وإذا أهملت نفسك في هذه الحياة وفرطت في ساعاتك ندمت في الآخرة، والله عز وجل ذكر أنك مرهون في الآخرة بعملك في الدنيا، قال سبحانه:{
وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى} [النجم: 39]. ولا تعلم متى يزورك ملك الموت، وإذا نزعت روحك، فإن أقاربك وأحبابك ومن حولك بعد دفنك في شغل في هذه الحياة وسعي في الدنيا حثيث مما يجعلهم في غفلة عن الدعاء لك بعد موتك، وهذه سنة الله في الحياة بالنسيان، فأنت مثلاً لا تدعو لوالد جدك وهو ليس بعيداً عنك مع أنه سبب في وجودك في الحياة، وسيأتي الزمان الذي ينسى أحفادك ومن دونهم الدعاء لك. فإذا تقرر ذلك عندك، وأن الناس في غفلة عنك بعد موتك، فأكثر من عمل الصالحات، واطرق كل باب خير في الدنيا لعلها تقربك عند ربك في الآخرة.

لا تحتقر أي عمل
لا تحتقر أي عمل صالح تعمله ولو قل في عينيك، فقد يكون سبب دخولك الجنة.
ولا تستصغر ارتكاب أي معصية تعملها فقد تكون سبباً في دخولك النار، فاطرق جميع أبواب الأعمال الصالحة فلا تدري أيها يفتح لك في الجنان، فقد دخل رجل الجنة بإزالة غصن شجرة في الطريق.
قد تلقي كلمة أو تسدي نصيحة لأحد تسعد غيرك وتسعد بها على مر الدهور، يقول عليه الصلاة والسلام: «اتقوا النار ولو بشق تمرة» وكل عمل صالح في الإسلام فهو عظيم فأكثر من الأعمال الصالحة المتنوعة وإن قل العمل في نوع منها «أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قلَّ» (متفق عليه).
واحذر جميع طرق العصيان فلا تدري أيها تهوي بك في النيران، فبهرة دخلت امرأة النار، يقول عليه الصلاة والسلام: «دخلت امرأة النار في هرة لا هي أطعمتها وسقتها، إذ حبستها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض». (متفق عليه).
فاسلك طريق الكرم والمروءة، وحسن الخلق والبشاشة، وخدمة الآخرين، والصدق في الحديث، والوفاء بالوعد، وحسن المعاملة المالية، وكل باب من أبواب الخير، يقول ابن القيم ([1]): "وصاحب التعبد المطلق ليس له غرض في تعبد بعينه يؤثره على غيره، بل غرضه تتبع مرضاة الله أين كانت، فمدار تعبده عليها فهو لا يزال متنقلاً في منازل العبودية، كلما رفعت له منزلة عمل على سيره إليها، واشتغل بها حتى تلوح له منزلة أخرى، فهذا دأبه في السير حتى ينتهي سيره، فإن رأيت العلماء رأيته معهم، وإن رأيت العباد رأيته معهم، وإن رأيت المجاهدين رأيته معهم، وإن رأيت الذاكرين رأيته معهم، وإن رأيت المتصدقين المحسنين رأيته معهم".

([1])مدارج السالكين 1/89.

للرفع علّ هذه النصيحة يعم بها النفع.
بارك الله فيك على الموضوع

و جعله الله في ميزان حسناتك

بـآركـ الله فيكـ استـآذي

كـآن هذآ آخر دروس السلسة التي تضعنـآ ف الطريق الصحيح نحو السعـآدة
ان شـآء الله نتتبع خـٌطى الطريق لنصل لوجهتنـآ فرحيين
دٌمتـ استـآذي ناصحـآ للخير محبـآ لمساعدة الغير
جعل الله كـٌل حرف وكل كلمة كتبتهـآ ف ميزان حسنـآتكـ يـآرب
وجعلنـآ ممن يسمعوون القول ويتبعوون احسنه لنكون م اهل الجنـآن ومن احبـآب الرحمـآن

سلامي واحترامي

القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة °أم عبد الله ° القعدة
القعدة
القعدة

بـآركـ الله فيكـ استـآذي

كـآن هذآ آخر دروس السلسة التي تضعنـآ ف الطريق الصحيح نحو السعـآدة
ان شـآء الله نتتبع خـٌطى الطريق لنصل لوجهتنـآ فرحيين
دٌمتـ استـآذي ناصحـآ للخير محبـآ لمساعدة الغير
جعل الله كـٌل حرف وكل كلمة كتبتهـآ ف ميزان حسنـآتكـ يـآرب
وجعلنـآ ممن يسمعوون القول ويتبعوون احسنه لنكون م اهل الجنـآن ومن احبـآب الرحمـآن

سلامي واحترامي

القعدة القعدة

و فيكم بارك الله.
نسأل الله القبول لنا و لكم.
ليس بعد على نهاية السلسلة، لأن الأتي هو الأهم، و فما سبق كان في رسم الأخلاق و السمت ، في حين ما يأتي يتمثل في بيان سبيل العلم و التحصيل و هو الأهم ليعرف المرء دينه و سبيله الواضح البين، و يتزود من المعارف ما يعرفه من مرتبة العوام الى مرتبة طلاب العلم و العمل قال تعالى (يرفع الله الذين أمنوا منكم و الذين أوتو العلم درجات).

بارك الله فيك على الموضوع القيم
جعله في ميزان حسناتك

و فيك بارك الله.
أحسن الله اليك.
جزاااك الله خيرااا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.