تخطى إلى المحتوى

سلوك الداعية وأولويات هامة 2024.

  • بواسطة
القعدة

القعدة

القعدة

إن الدعوة إلى الله هى فى حقيقتها سلوك قبل أن تكون مهمة

أو هى سلوك و مهمة معا ،، ولو كان السلوك العملى للداعية جميلا


لسهلت المهمة الدعوية وأتت أكلها كل حين بإذن ربها.
القعدة

أصلح نفسك وأدعو غيرك :

إلا أن السلوك العملى للداعية الربانى هو الطريق الحقيقى نحو نجاحه

فى مهمته الدعوية، أو إن شأت فقل لافائدة أو لا تأثير منشود من وراء

مجهود داعية صاحب كلمات رنانة طنانة يعظ بها ويرشد ويجوب الدنيا

بها ويقعد، حتى إذا سمعه الناس لانبهروا به وكادوا يجمعون حكمهم عليه

ونظرتهم إليه أنه ذاك الرجل ذو المكانة والذى لاتسع الدنيا لعلمه ومكانه.

ولم لا وهم يرونه ذاك المحلل والمنظر والمفكر والمعبر، يصيح

بالصيحات ويهيج المشاعر ويؤجج أحاسيس الدين فى قلوب المسلمين.

ثم تجده ويا للأسف – البعض وليس الكل بالطبع – واقعا لايتفق مع

مابه يطنطن وسلوكا مختلفا عن ماله يدعو وإليه يدنن. يتحدث عن

الأخلاق ومنظومتها أهميتها وهو منها وعنها أبعد يتفلسف ليل نهار

بالحديث عن حضارة الإسلام وهو لحضارته الواقعة غير منصف ..

ويجوب بحثا عن الأولويات الدعوية وهو عن أهم أولوية ومنها أبعد

وهى أولوية إصلاح نفسه أولا.

ميدانكم الأول أنفسكم :

لهؤلاء ومن مثلهم نقول إعلموا أن ميدانكم الأول أنفسكم فإن إنتصرتم

عليها كنتم على غيرها أقدر.

ركائز ربانية فى السلوك والمهمة:.

الداعية الربانى صاحب الإرتقاء التعبدى والإيمانى لابد له من أن يكون

كذلك صاحب إرتقاءا فى الأخلاق والسلوك، فالمحور الأخلاقى والسلوكى

توأم لاينفصل عن المحور التعبدى والإيمانى، وهو ما يمكن أن نلمسه

فى ركائز موجزة سهلة الفهم بسيطة المعنى عظيمة الفائدة نذكر منها

بأمر الله وتوفيقه مايلى:

1. ضرورة إخلاص النية لله وحده فى كل حركة وسكنة

يتحرك بها الداعية.


القعدة

2. ضرورة تجديد النية بإستمرار والبعد عن الكبر

والعجب وعدم تسفيه رأى الأخرين.

القعدة


3. البعد عن مواطن الخلاف فى الدعوة والتمسك بما هو مجمع عليه

من أمور الدين والذى لاخلاف فيه وأن يحب الناس ويتلطف بهم

فى كل مكان وأى زمان.

القعدة


4. الإستشعار الدائم أن العمل لله فى ميدان الدعوة هو شرف ناله الداعية

من الله وهو إصطفاء من الله وأنها مهمة عظيمة كلف الله بها الأنبياء

والمرسلين، مما يستدعي من الداعية أن يتأسى بهم ويتخلق بأخلاقهم

وعلى رأسهم خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.


القعدة


5. ضرورة الوسطية والإعتدال فى الدعوة إلى الله، من غير إفراط

ولا تفريط وألا يركز على الوعظ والإرشاد متناسيا الوعظ والتأثير

بالقدوة والتربية العملية بالأثر .. وأن يكون من الدعاة العمليون

لا الوعاظ فقط والآمرون.


القعدة

6. أن يكون ربانيا وذكارا لله كثيرا، فلا يقتصر على أذكار الصباح

والمساء ولكن يجب أن يكون صاحب صولات وجولات خاصة مع الله

من التسبيح والتهليل والتكبير والإستغفار والصلاة على الحبيب

والذكر بأنواعه.

القعدة


7. أن يكون له وردا يوميا من القرآن يجتهد ألا يقل عن جزء، وأن يحمل

المصحف فى جيبه وأن يحرص على ذلك تماما مثلما هو حريص

على دفتر هويته وهاتفه النقال.

القعدة


8. أن يقرأ فى الإسلام دائما ليتفقه فيه ويكون ملما بشكل متنوع

مقبول فى أمور الدين


القعدة

9. أن يكون قدوة يحتذى الغير بها، فإن من أفضل وسائل التأثير

فى الناس أن يكون الداعية يفعل مايقول ذا أخلاق عالية وهو

مايسمى بمنهج التربية بالقدوة.


القعدة

10. أن يحضر جيدا الموضوع الذى سيكون محل حديثه ومحاضرته

فتكون لديه مكتبة طيبة فى بيته ليكون على إلمام طيب ويقرأ فيها

ويحرص على صلاة الحاجة والدعاء والتضرع إلى الله قبل أن يتحرك

لمكان دعوته أن يوفقه فى هذا العمل وأن يفتح عليه من فضله ويشرح

للناس صدورهم بما سيعرضه عليهم بالموضوع المحدد وأن يقرأ دائما

فى سيرة النبى والصحابة والمصلحون وأصحاب الدعوات الصادقة.

القعدة


11. ألا يتعجل ثمرة دعوة الغير، فالداعية عليه أن يأخذ بأسباب الدعوة

وينطلق بها مخلصا لربه تاركا النتائج عليه سبحانه إنطلاقا

من قوله تعالى:

{ إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلَاغُ }


القعدة

12. أن يحاول الإستفادة من الدعاة المعتدلين الوسطيين الكبار ذوى

السبق والخبرة الذين لهم باعا كبيرا فى الدعوة، المؤثرون بأفعالهم

وسلوكياتهم قبل أقوالهم ووعظهم.


القعدة


13. إن كان متزوجا فهنا وجب عليه أن يوازن بين عمله الدعوى وبين

بيته وزوجته وبنوه، فلا يطغى جانب على آخر، فلا الدعوة وحب العمل له

يكون سببا فى إهمال الزوجة وعدم الأنس بها ومجالستها وحسن التعامل

معها، ففى هذا عبادة له إن ضمن إجادتها فله الجنة، كذلك الأولاد يجب

ألا يكونوا محل إهمال وعدم عناية بحجة الدعوة فالتوازن هام وضرورى

وإلا ستكون النتائج غير طيبة، كذلك الداعية الذى يدرس ويتعلم يجب

عليه أن يوازن بين دراسته ودعوته فلا يجعل لأحدهما طغيان على الآخر

.. فمنوط به أن يكون الأول فى دراسته خلقا وعلما وقدوة.


القعدة


14.ألا يغفل عن الوسيلة الدعوية الهامة فى وقتنا الحاضر وهى الشبكة

الإلكترونية، فمواقع الدعوة ماشاء الله ما أكثرها، وله أن يتصور كيف أن

مايدعوا إليه من خير سيقرأه مئات بل آلاف بل ملايين ممن يتصفحون

الإنترنت مما يكون له تأثيرا كبيرا واسعا بلا تكلفة ولا جهد ، فضلا عن

الأجر والثواب من الله تعالى .. وأن يسأل ربه دائما أن يتقبل

وأن يهدى الخلق على يديه.


القعدة


15. أن يضع دائما نصب عينيه ركائز ثلاثة هامة هى: الله والنفس

والناس وليعلم أن الإرتقاء فى التعامل مع الركائز الثلاث مطلوب فى وقت

واحد .. وأن يهتم دائما بمحاسبة نفسه على ماقدمت من خير فى حق الله

وفى حق الناس وفى حق النفس وكذلك ماقدمت من سوء .. فيكون بذلك

صاحب نفس ربانية.

القعدة


16. الصبر وسعة الصدر وعدم تعجل الثمرة، فقد جلس النبى محمد

صلى الله عليه وسلم ثلاثة عشر عاما فى مكة المكرمة يدعوا الناس فقط

إلى أن يقولوا لا إله إلا الله توحيدا خالصا وإعتقادا راسخا .. فما لم يوفق

فيه الداعية اليوم يوفق فيه غدا بإذن الله .. فالصبر والمثابرة.


القعدة

17. اليقين بأن الله لن يضيع أجر من دعا إلى خير وإنتهج نهج قائد الخير

محمد بوسطية وإعتدال ونية صادقة.

القعدة


18. دراسة أسباب العثرات الدعوية فى الإلقاء مثلا أو توصيل المعلومة

أو تأصيلها الشرعى .. والعمل على علاجها بإستمرار مستعينا بالمولى

سبحانه .. وبمشورة أصحاب السبق والخبرات .. ففوق كل ذى علم عليم.

القعدة


19. التضرع والدعاء واللجوء إلى الله والإكثار من السجود

وطلب العون من لله.


القعدة

20. الثقة فى النفس واليقين فى الله بأن مع العسر يسرا … والإستشعار

الدائم أنها مهمة أنبياء ومرسلين فما أعظمها من مهمة وماأعظمه من

شرف وما أعظمه من أجر .. ويوقن بأنه حتى الحيتان فى البحور تصلى

على معلم الناس الخير فيدرك الفضل الكبير والأجر العظيم ويستشعره.

القعدة


21. أن يشكر الداعية ربه ومولاه دائما أن إختاره للدعوة لدينه ..

وأن يعلم أنه شرف له أن يسلك مسلك الأنبياء والمرسلين.


القعدة

22. أن يحذر التكبر مهما كان مميزا وأن يستزيد تواضعا وخفضا للجناح

وأن يعلم أنه على ثغر من ثغور الإسلام العظيم فليحذر أن يؤتى من قبله.

القعدة


23. أن يكون زيت المصباح الذى يضيء للناس ظلمتهم ويحببهم

إلى ربهم ويسعدهم فى حياتهم ويقربهم من الجنة.


القعدة

24. ألا ينسى دعوة الناس إلى المساهمة البناءة فى بناء وحب الوطن

والدعوة إلى الإنتاجية الفاعلة.

القعدة


25. أن يحذر من هوى النفس وحب الشهرة.

القعدة


26. ألا يتعالى على من ربوه وعلموه الدين وأبجديات العمل الدعوى.

القعدة


27. أن يسأل ربه الإخلاص وأن يتقبل منه وأن يشرح للعباد صدورهم

على يديه وأن يهديه ويهدى به وأن يجعله سببا لمن إهتدى.


القعدة


28. أن يبتهل دائما دائما بقوله: ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم.

القعدة


29. أن يكون ذوقا وراقيا فى تعاملاته، يسأل عن المريض، يعين على

نوائب الدهر، ينصف، عتدل، يفى إذا وعد، يتفقد الغائب، يرد التحية

ورسائل الهواتف، فحيوا بأحسن منها أو ردوها، إجمالا أن يكون

منظومة قيم أخلاقية كاملة تتحرك بين الناس ..


القعدة


وأخيرا ليعلم أنه بدون المنظومة الأخلاقية السلوكية العملية لن يكون

داعية ولن يصلح أن يكون له إسما عند ربه كداعية ولا عند الناس


كمبلغ لرسالات الفضيلة و الدين القويم التى أتت إلينا على يد معلم


القعدة

القعدة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.