شواهد في القرآن الكريم كثيرة منها قوله تعالى في المجادلة 11 ((يرفعِ الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات)) وقوله في الزمر 9 ((قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون))
وأما الأحاديث : فقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ((من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين)) رواه البخاري ، وقوله صلى الله عليه وسلم ((من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة)) رواه مسلم.
ويدخل في سلوك الطريق المشي بالأقدام إلى مجالس العلم ، كما يدخل سلوك الطريق المعنوية المؤدية إلى حصول العلم مثل حفظه ومدارسته.
فالله ييسر له الطريق الذي طلبه ، وسلك طريقه ، فإن العلم طريق يوصل إلى الجنة ، وقد يراد به طريق الجنة يوم القيامة ، وهو الصراط وما قبله وما بعده.
والعلم يدل على الله من أقرب الطرق ، ويهتدى به في ظلمات الجهل والشّبَه والشكوك ، ولهذا سمى الله كتابه نورا ، وفي الحديث ((إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من صدور الناس ولكن يقبضه بقبض العلماء ، حتى إذا لم يبق عالم اتخذ الناس رؤوسا جهالا فسُئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا)).
وسئل عبادة بن الصامت عن الحديث ، فقال "لو شئت لأخبرتك بأول علم يرفع من الناس الخشوع"، لأن العلم قسمان أحدهما ما كان ثمرته في قلب الإنسان ، وهو العلم بالله تعالى ، أسمائه وصفاته…. فهذا هو العلم النافع كما قال ابن مسعود "إن أقواما يقرؤون القرآن لا يتجاوز تراقيهم ، ولكن إذا وقع في القلب فرسخ فيه نفع.
وقال الحسن : العلم علمان : علم على اللسان ، فذاك حجة على ابن آدم ، كما في الحديث ((القرآن حجة لك أو عليك))وعلم في القلب ، فذاك العلم النافع ، وهو أول ما يفع من العلم ، وهو العلم الباطن الذي يخالط القلوب ويصلحها ، ويبقى علم اللسان فيتهاون الناس به ولا يعملون بمقتضاه ، لا حملته ولا غيرهم ، ثم يذهب هذا العلم مع ذهاب حملته ، وتقوم الساعة على أشرار الخلق.
فضيلة العلم والتعلم :