الحمد لله وبعد : فهذا ملخص في المراد من الورود في قوله :" وإن منكم إلا واردها " من سورة مريم واختلاف السلف في ذلك وهي من المسائل المشهورة .
معنى الورود في اللغة : الحضور ؛ ورد بمعنى حضر وورد الماء أي : أشرف عليه دخله أو لم يدخله .
أقوال العلماء في معنى الورود :
القول الأول : الدخول ولكن تكون على المؤمنين بردا وسلاما كما كانت على إبراهيم وهو قول الأكثر وهو مشهور عن ابن عباس لأدلة منها :
قوله تعالى :" إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون " وقوله عن فرعون :" يقدم قومه يوم القيامة فأوردهم النار " وقوله :" ونسوق المجرمين إلى جهنم وردا " وقوله صلى الله عليه وسلم :" لا يموت لمسلم ثلاثة من الولد فيلج النار إلا تحلة القسم " متفق عليه
القول الثاني : الورود بمعنى المرور على الصراط لأن الصراط ممدود عليها فيسلم أهل الجنة ويتقاذف أهل النار وأدلة هذا القول أحاديث المرور على الصراط وهو مشهور عن ابن مسعود رضي الله عنه ومن وافقه من السلف .
القول الثالث : الورود بمعنى الإشراف والاطلاع والقرب وذلك أنهم يحضرون موضع الحساب وهو بقرب جهنم فيرونها وينظرون إليها في حالة الحساب ثم ينجي الله الذين اتقوا . ومن أدلتهم قوله تعالى عن موسى :" ولما ورد ماء مدين …" فإن المراد أشرف عليه لا أن دخل فيه .
توجيه الخلاف :
قال الحافظ ابن حجر في الفتح رحمه الله عن القولين الأوليين :" أصح ما ورد في ذلك ولا تنافي بينهما لأن من عبّر بالدخول تجوّز به عن المرور ؛ ووجهه أن المارّ عليها فوق الصراط في معنى من دخلها لكن تختلف أحوال المارة باختلاف أعمالهم …"
كتبه ولخصه أبو عبد الله سعد بن محسن الشمري/ صباح الجمعة 7/11/1423
المصدر ..ملتقى اهل الحديث
بارك الله فيك وجزاك الفردوس الاعلى