فضيلة العلامة محمد بن صالح العثيمين
الحمد لله الذي بعث نبيه محمدًا – صلى الله عليه وسلم – في خير القرون ، واختار له من الأصحاب أكمل الناس عقولاً وأقومهم دينًا ، وأغزرهم علمًا وأشجعهم قلوبًا ، قومًا جاهدوا في الله حق جهاده فأقام الله بهم الدين وأظهرهم على المشركين والكافرين ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إله الأولين والآخرين ، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله خاتم النبيين وإمام المتقين ، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين ، وسلم تسليمًا كثيرًا . أما بعد :
فيا عباد الله : لقد صح عن رسول الله – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – أنه قال : ( خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ) .
فاتقوا الله – عباد الله – واعرفوا ما مَنَّ الله به على نبيكم محمد – صلى الله عليه وسلم – من الصحابة الكرام ذوي الفضائل العديدة والخصال الحميدة ؛ الذين نصر الله بهم الإسلام ونصرهم به ، وكان منهم الخلفاء الراشدون الأئمة المهديون ؛ الذين قاموا بالخلافة بعد نبيهم خير قيام ، فحافظوا على الدين ، وساسوا به الأمة بالعدل والحزم والتمكين ، فكانت خلافتهم أفضل خلافة في التاريخ في مستقبل الزمان وماضيه ؛ تشهد بذلك أفعالهم ، وتنطق به آثارهم .
وكان أجلُّهم قدرًا وأعلاهم فخرًا : أبو بكر الصديق – رضي الله عنه – عبد الله بن عثمان . فما طلعت الشمس ولا غربت على أحد بعد النبيين خير من أبي بكر – رضي الله عنه ، وفي مثل ليلة اليوم في الثالث والعشرين من جمادى الآخر عام ثلاثة عشر من الهجرة توفي – رضي الله عنه – بعد أن خلف النبي – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – في أمته بإشارة من النبي – صلى الله عليه وسلم – أو بنصٍّ صريح كما ذهب إلى ذلك طائفة من علماء أهل السنة .
ففي " صحيح البخاري " : ( أن امرأة أتت إلى النبي – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – في حاجة فأمرها أن ترجع إليه ، فقالت : أرأيت إن لم أجدك !؟ كأنها تريد الموت ، قال : فأتي أبا بكر ) .
وهَمَّ – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – أن يكتب كتابًا لأبي بكر حتى لا يختلف الناس في خلافته ثم قال : ( يأبى الله والمسلمون إلا أبا بكر ) . وهذا أشد وقعًا من الكتاب ؛ لأنه لو كتب له لكانت خلافته بنصٍّ من الرسول – صلى الله عليه وسلم – ينقاد لها المسلمون بكل حال ولكن لما كانت خلافته بإجماع المسلمين وكان ذلك بإشارة من رسول الله – صلى الله عليه وسلم – كان ذلك أشد وأوطد .
أقول : إن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال للمرأة : ( إن لم تجديني فأتي أبا بكر ) ، وهَمَّ – صلى الله عليه وسلم – أن يكتب كتابًا لأبي بكر أن يكون خليفة بعده ثم قال : ( يأبى الله والمسلمون إلا أبا بكر ) .
وفي رواية أن النبي – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – قال : ( معاذ الله أن يختلف المسلمون في أبي بكر ) .
وخلفه النبي – صلى الله عليه وسلم – على الناس في الصلاة فصار إمامًا للمسلمين في الصلاة .
مرض النبي – صلى الله عليه وسلم – وأمَّره النبي – صلى الله عليه وسلم – على المسلمين في الحج في السنة التاسعة من الهجرة ، وكل هذا إشارة من النبي – صلى الله عليه وسلم – إلى أن أبا بكر – رضي الله عنه – هو الخليفة من بعد الرسول – صلى الله عليه وسلم – ، ولو كان أحد يستحق الخلافة بعد النبي – صلى الله عليه وسلم – سوى أبي بكر لخلَّفه النبي – صلى الله عليه وسلم – في الإمامتين : إمامة الصلاة وإمامة الحج ؛ ولهذا قال الإمام أحمد بن حنبل – رحمه الله – : ( لا يطعن في خلافة الصديق وسائر الخلفاء الأربعة – لا يطعن فيها أحد – إلا كان أضل من حمار أهله ) .
كان أبو بكر – رضي الله عنه – من سادات قريش وأشرافهم وأغنيائهم شهد له ابن الدغنة سيد القارة أمام أشراف قريش حين قال له بما شهدت به خديجة – رضي الله تعالى عنها – للنبي – صلى الله عليه وسلم – ، ( إنك تكسب المعدوم ، وتصل الرحم ، وتحمل الكل ، وتقرىء الضيف ، وتعين على نوائب الحق ) .
وكانت هذه الأوصاف هي الأوصاف التي ذكرتها خديجة – رضي الله تعالى عنها – للنبي – صلى الله عليه وسلم – ، فلما بُعث النبي – صلى الله عليه وسلم – بادر أبو بكر – رضي الله عنه – إلى الإيمان به وتصديقه ولم يتردد حين دعاه النبي – صلى الله عليه وسلم – إلى الإيمان بل آمن به فورًا ، ولازم النبي – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – طول إقامته بمكة ، وصحبه في هجرته ولازمه في المدينة ، وشهد معه جميع الغزوات وأسلم على يدي أبي بكر – رضي الله عنه – خمسة من العشرة المبشرين بالجنة ، وهم : عثمان بن عفان ، والزبير بن العوام ، وسعد بن أبي وقاص ، وطلحة بن عبيد الله ، وعبد الرحمن بن عوف – رضي الله عنهم أجمعين – .
واشترى – رضي الله عنه – سبعة من المسلمين يعذبهم الكفار بسبب إسلامهم فأعتقهم – رضي الله عنهم – ، منهم : بلال مؤذن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ، وعامر بن فهيرة الذي صحب النبي – صلى الله عليه وسلم – وأبي بكر – رضي الله عنه – في هجرتهما ليخدمهما .
وكان – رضي الله عنه – أول من جمع القرآن ، وأول من سمى القرآن مصحفًا ، وأول من سمِّي خليفة في هذه الأمة ، وأول من ولِّي الخلافة وأبوه حي ، وأول خليفة مات وأبوه حي .
وكان أبو بكر – رضي الله تعالى عنه – أعلم الناس برسول الله – صلى الله عليه وسلم – ومدلول كلامه وفحواه ، فقد خطب النبي – صلى الله عليه وسلم – في آخر حياته وقال : ( إن عبدًا خيَّره الله – تعالى – بين الدنيا وبين ما عنده فاختار ما عند الله ) . ففهِم أبو بكر – رضي الله عنه – أن المخيَّر رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ، فبكى – رضي الله تعالى عنه – فعجب الناس من بكائه ؛ لأنهم لم يفهموا من كلام النبي – صلى الله عليه وسلم – ما فهمه أبو بكر – رضي الله تعالى عنه – .
وكان – رضي الله تعالى عنه – أحب الناس إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ، وقال النبي – صلى الله عليه وسلم – في أبي بكر وهو يخطب الناس : ( إن أمنَّ الناس علي في ماله وصحبته أبو بكر ، ولو كنت متخذًا من أمتي خليلاً لاتخذت أبا بكر ولكن أخوة الإسلام ومودته ) .
هكذا قال النبي الله – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – : ( لو كنت متخذًا من أمتي خليلاً لاتخذت أبا بكر ) . لم يقل لاتخذت علي بن أبي طالب ، ولا العباس بن عبد المطلب ، ولا غيرهما من أقاربه ، ولا عمر ، ولا عثمان ، ولكنه قال : ( لو كنت متخذًا من أمتي خليلاً لاتخذت أبا بكر ) . فرَضِيَ الله عن أبي بكر .
وجاء مرة إلى النبي – صلى الله عليه وسلم – فقال : ( يا رسول الله ، إنه كان بيني وبين ابن الخطاب – يعني : عمر – شيء فأسرعت إليه ثم ندمت فسألته أن يغفر لي فأبى فأقبلت إليك يا رسول الله ، فقال النبي – صلى الله عليه وسلم – : يغفر الله لك يا أبا بكر ، يغفر الله لك يا أبا بكر ، يغفر الله لك يا أبا بكر ) . ثم إن عمر – رضي الله عنه – ندم فأتى منزل أبي بكر فسأل أثَمَّ أبو بكر !؟ قالوا : لا ، فجاء إلى النبي – صلى الله عليه وسلم – فسلم فجعل وجه النبي – صلى الله عليه وسلم – يتمعر حتى أشفق أبو بكر أن يقول النبي – صلى الله عليه وسلم – لعمر ما يكره فجثا – رضي الله عنه – على ركبتيه فقال : يا رسول الله ، واللهِ أنا كنت أظلم ، واللهِ أنا كنت أظلم ، فقال النبي – صلى الله عليه وسلم – مُعْلِنًا فضل أبي بكر : ( إن الله بعثني إليكم فقلتم : كذبت ، وقال أبو بكر : صدق وواساني بنفسه وماله ، فهل أنتم تاركوا لي صاحبي مرتين ) ، فما أوذي بعدها – رضي الله عنه – بعد ذلك .
وكان – رضي الله عنه – أثبت الصحابة عند النوازل وأشدهم قلبًا ، ففي صلح الحديبية لم يتحمل كثير من الصحابة – رضي الله عنهم – الشروط التي وقعت بين النبي – صلى الله عليه وسلم – وبين قريش ، وكان من هذه الشروط : أن يرجع النبي – صلى الله عليه وسلم – من الحديبية دون أن يكمل عمرته ، وأن من جاء من قريش إلى النبي – صلى الله عليه وسلم – ردّه إليهم وإن كان مسلمًا ، ومَن جاء من المسلمين إلى قريش لم يرد إلى المسلمين ، فشقَّ ذلك على المسلمين كثيرًا حتى إن عمر وهو عمر – رضي الله عنه – راجع النبي – صلى الله عليه وسلم – فقال له النبي – صلى الله عليه وسلم – : ( إني رسول الله ، ولست أعصيه وهو ناصري ) ، فذهب عمر إلى أبي بكر – رضي الله تعالى عنه – يستعين به على مشورة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فكان جواب أبي بكر – رضي الله تعالى عنه – كجواب النبي – صلى الله عليه وسلم – قال له أبو بكر – رضي الله تعالى عنه – أي : لعمر بن الخطاب – رضي الله تعالى عنه – : ( أيها الرجل ، إنه لرسول الله وليس يعصي ربه وهو ناصره فاستمسك بِغَرْزِهِ ، فو اللهِ إنه على الحق ) ، فكان جواب أبي بكر – رضي الله تعالى عنه – كجواب النبي – صلى الله عليه وسلم – سواءً بسواء .
وفي هذا دليل على أن أبا بكر – رضي الله تعالى عنه – أنه أكمل الصحابة وأشدهم ثباتًا في موطن الضيق .
ولما توفي النبي – صلى الله عليه وسلم – اندهش المسلمون لذلك حتى قام عمر – رضي الله تعالى عنه – وأنكر موته وقال : ( واللهِ ما مات رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وليبعثن الله فليقطعن أيدي رجال وأرجلهم ) ، ولكنَّ أبا بكر – رضي الله تعالى عنه – كان له منزل بالسنح وكان قد خرج صبيحة موت الرسول – صلى الله عليه وسلم – ؛ لأن النبي – صلى الله عليه وسلم – في صبيحتها كان أحسن ما يكون وأشفى ما يكون فاستبعد – رضي الله عنه – أن يموت فخرج إلى مكانه السنح فلما بلغه الخبر رجع إلى المدينة فكشف – رضي الله تعالى عنه – عن رسول – صلى الله عليه وسلم – فقبَّله فقال : ( بأبي أنت وأمي ، طبت حيًا وميتًا ) ، ثم خرج إلى الناس ؛ فصعد المنبر فخطب الناس بقلب ثابت وقال كلماته المشهورة التي تستحق أن تكتب بماء الذهب بل بفوق ماء الذهب . قال – رضي الله تعالى عنه – : ( ألا من كان يعبد محمدًا – صلى الله عليه وسلم – فإن محمدًا – صلى الله عليه وسلم – قد مات ومَن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت ) ، وتلا قوله تعالى : ( إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ ) . [ الزمر : 30 ] ، وقوله تعالى : ( وَمَا مُحَمَّدٌ إِلا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللهُ الشَّاكِرِينَ ) . [ آل عمران : 144 ] .
قال عمر بن الخطاب – رضي الله تعالى عنه – : ( فما واللهِ ما سمعتها إلا عقلتها فما تقلُّني رجلاي ، وأصبح المسلمون في المسجد يرددون هذه الآية ) .
ولما أراد أبو بكر – رضي الله عنه – أن ينفِّذ جيش أسامة بعد وفاة النبي – صلى الله عليه وسلم – راجعه عمر وغيره من الصحابة ألا يسيِّر الجيش ؛ لأنهم محتاجون إليه في قتال أهل الردة ، ولكنه – رضي الله عنه – صمَّمَ على تنفيذه وقال : ( واللهِ لا أحل راية عقدها رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ولو أن الطير تخطفنا ) .
فهذه المقامات الثلاث يتبيَّن بها قوة أبي بكر الصديق – رضي الله تعالى عنه – وأنه أشد الصحابة ثباتًا ، فنسأل الله – تعالى – أن يمُنَّ علينا بصحبته في جنات النعيم مع نبينا – صلى الله عليه وسلم – وسائر النبيين ، والصديقين ، والشهداء والصالحين .
ولما مات رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وارتد مَن ارتد من العرب ومنعوا الزكاة عزم أبو بكر على قتالهم فراجعه مَن راجعه في ذلك فصمَّمَ على قتالهم ، قال عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه : ( فعرفت أن ذلك هو الحق ) .
وصف أبو بكر عليًّا – رضي الله عنه – فقال : ( كنت أول القوم إسلامًا ، وأخلصهم إيمانًا ، وأحسنهم صحبة ، وأشبههم برسول الله – صلى الله عليه وسلم – هديًا وسمتًا ، وأكرمهم عليه خلفته في دينه أحسن خلافة حين ارتدوا ، ولزمت منهاج رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ، كنت كالجبل ، لا تحركه العواصف ولا تزيله القواصف ، متواضعًا في نفسك ، عظيمًا عند الله ، أقرب الناس عندك أطوعهم لله وأتقاهم ) .
وقال – رضي الله تعالى عنه – : ( كان أبو بكر خليفة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – رضيه الرسول – صلى الله عليه وسلم – لديننا فرضيناه لدنيانا ) .
تولى أبو بكر – رضي الله تعالى عنه – الخلافة بعد رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فسار في الناس سيرة حميدة ، فبارك الله في مدة خلافته على قلتها فقد كانت خلافته سنتين وثلاثة أشهر وتسع ليالٍ ، ومات – رضي الله تعالى عنه – ليلة الثلاثاء – بين المغرب والعشاء – ليلة ثلاثة وعشرين من جمادى الثانية سنة ثلاث عشرة من الهجرة .
وكان من بركته – رضي الله تعالى عنه – أن خلَّف على المسلمين أمير المؤمنين عمر بن الخطاب – رضي الله تعالى عنه – فكان ذلك من حسنات أبي بكر – رضي الله تعالى عنه – وعن جميع الصحابة ، إنه على كل شيء قدير .
أيها المسلمون ، هذا أحد الصحابة الفضلاء الكرماء ، وقد قال الله تعالى فيهم : ( وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ) . [ التوبة : 100 ] .
اللهم إنا نسألك بأسمائك الحسنى وصفاتك العليا أن تجعلنا ممن اتبعوهم بإحسان ، وأن تحشرنا في زمرتهم ، وأن تجمعنا بهم في جنات النعيم يا ذا الجلال والإكرام .
والحمد لله رب العالمين ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين .
فيكفي الصديق شرفا ان المولى جل شانه
ذكره في محكم تنزيله حين نصره رسوله
وسانده حيث قال سبحانه وتعالى
" إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ "
|
و دمتم بخير
اللهم اهد شباب المسلمين
نسأل من المولى ان يحشرنا واياه