محبة الأخيار والإتصال بهم
كتبتُ إلى بعض الفضلاء مكتوباً ؛ قلت فيه :
أخبرك يا أخي بما في قلبي لك من الود المبني على ما وصل إلي من أخلاقكم الجميلة وسيرتكم الحميدة والرغبة الأكيدة بالإتصال بأمثالكم من الأخيار ؛
فإن في الإتصال بالأخيار فوائد عديدة أكبرها وأفضلها :
– أن هذه طاعة لله ورسوله , ومما يحبه الله ورسوله .
– ومنها : أن هذا تابع لمحبة الله ورسوله ؛ فتمام محبة الله ورسوله محبة من يحبه الله ورسوله .
– ومنها : ما في ذلك من النصوص الحاثة على هذه المحبة , منها حديث السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله , فذكر رجلان تحابا في الله اجتمعا عليه .
– ومنها : أنه ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم عدة أدعية في هذا الشأن , منها : قوله : ( اللهم إني أسألك حبك وحب من يحبك ) , وكل مطلوب مسؤول كما عليك أن تسأله من الله , فعليك أن تسعى بجميع الأسباب الجالبة له المحصلة له ؛ فالمؤمن يدعو الله بحصول المطالب الدينية والدنيوية ؛ وفي دفع المكاره , ومن لازم ذلك السعي في تحصيل المطلوب وفي دفع المكروه , فيجمع بين الدعاء والسعي في نيل المطلوب , فالدعاء وحده من دون سعي قليل الجدوى .
– ومنها : أنه من أعظم المكاسب وأجل المغانم كسب صداقة الأخيار واغتنام أدعيتهم في الحياة وبعد الممات .
– ومنها : أنه بسبب ذلك ربما حصل إفادة أو استفادة من الطرفين , أو نصيحة من أحد الجانبين .
– ومنها : أنه بسبب ذلك يحصل من الأدعية والتوجيهات القلبية ما ينتفع به كل منهما من الآخر في الحياة وبعد الممات .
– ومنها : أن هذا من البشرى في الحياة الدنيا , فمتى وفق العبد لمحبة الصالحين وصحبتهم والإتصال بهم , رجي أن يدخل تحت قوله تعالى :
( إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا ) مريم 96 – أي منه ومن دعاء الصالحين .
– ومنها : أن الله تعالى يجمع لأهل دار السعادة جميع المسرات التي من جملتها الإجتماع في الجنة والمنازل العالية بمن يحبهم ويتصل بهم ؛ كما قال تعالى :( جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آَبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ ) الرعد 23 – فالأزواج هم النظراء في العمل والمحبة , وإن دخلت فيه الزوجات بوجه آخر ؛
فبعض هذه الفوائد تكفي في الترغيب في محبة الأخيار والإتصال بهم .
مجموع الفوائد واقتناص الأوابد ( ص 106 – 108 ) للشيخ العلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ