تخطى إلى المحتوى

وأما اليتيم فلا تقهر 2024.

الكفالة والتبني في الاسلام

ما الكفالة ؟؟؟؟
عرف ابن منظور في لسان العرب الكفالة كالتالي : … الكافل: العائل ، كفله يكفل ، وكفله إياه وفي التنزيل العزيز:” (وكفلها زكرياء )وقد قرآت بالتثقبل ونصب زكريا وذكر الأفخش أنه قرأ وكِفلها زكرياء بكسر الفاء.
وفي الحديث الشريف:” عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (كَافِلُ الْيَتِيمِ لَهُ ، أَوْ لِغَيْرِهِ ، أَنَا وَهُوَ كَهَاتَيْنِ فِي الْجَنَّةِ ، إِذَا اتَّقَى اللهَ. وَأَشَارَ مَالِكٌ بِالسَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى.) والكافل: القائم بأمر اليتيم المربي له ، وهو من الكفيل الضمين والضمير في له ولغيره راجع إلى الكافل ،
أي اليتيم سواء كان من ذوي رحمه وأنسابه او كان أجنبيا لغير تكفل به ، . ومنه الحديث الشريف:” الراب كافل “ الراب: زوج أم اليتيم لأنه يكفل تربيته ويقوم بأمره مع أمه.
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم خير من كفل في صغره وأرضع وربي حتى نشأ وكان مسترضعا في بني سعد بن بكر، وجمع الكافل كفل وجمع الكفيل كفلاء ولقد ورد فعل يكفل في القرآن الكريم بمعنى يتعهد الصغير ويرعى شؤونه حيث نقرأ قول الحق تعالى:” أيهم يكفل مريم “
وقوله عز وجل (هل أدلكم على أهل بيت يكفلونه لكم وهم له ناصحون) )
وقد ورد الفعل كفل بمعنى جمله كافلا له وراعيا له جاء هذا في سورة آل عمران وذلك في قوله تعالى: (فتقبلها ربها بقبول حسن وأنبتها نباتا حسنا وكفلها زكريا”)).
أما فعل أكفل فقد جاء مرة واحدة في قوله تعالى:{ إن هذا أخي له تسع وتسعون نعجة ولي نعجة واحدة فقال اكفلنيها وعزني في الخطاب)]. وهنا معنيان:
المعنى الأول: كافلا لها وراعيا لشؤونها
المعنى الثاني: أعطف
وكفالة طفل مهمل بمفهوم القانون هي الالتزام برعاية طفل مهل وتربيته وحمايته والنفقة عليه كما يفعل الأب مع ولده ولا يترتب عن الكفالة حق في النسب ولا في الإرث

ونطاق الالتزام بالكفالة واسع جدا ، بحيث يشمل رعاية الطفل وتعليمه وتأديبه وإحاطته بأوفى قدر من حقوق الرعاية المادية والأدبية كما يشمل نطاق الالتزام بالكفالة حماية من كل الاخطار التي قد تهدد حياته أو سلامته الجسدية أو النفسية
حدود الالتزام بالكفالة تتمثل في عدم حصوله على النسب الذي يعتبر من النظام العام حيث لا يجوز التنازل عنه او الدخول فيه أو الخروج منه إلا بمقتضى النصوص الشرعية، فالطفل المكفول يبقى دائما أجنبيا عن الاسرة الكافلة لكون الكفالة غير التبني فهي لا ترتب النسب بين الكافل والمكفول ويظل هذا الأخير محتفظ بنسبة إلى أبيه الشرعي ، إن كان نسبه معروفا لقوله تعالى:{ ادعوهم لأبائهم هو اقسط عند الله } ] .
أما إذا كان مجهول الأبوين أو الأب فإن نسب الإسلام يكفيه ويشرفه وفي ذلك قوله تعالى:” فإن لم تعلموا أباءهم فإخوانكم في الدين ومواليكم ”
حكم كفالة اليتيم
كفالة اليتيم من أعظم أبواب الخير التي حثت عليها الشريعة الإسلامية قال الله تعالى: ( يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ ) سورة البقرة الآية 215 .
وقال تعالى القعدة وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا) سورة النساء الآية 36 .
ووردت أحاديث كثيرة في فضل كفالة اليتيم والإحسان إليه منها : عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم القعدة أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا وأشار بالسبابة والوسطى وفرج بينهما) رواه البخاري قال الحافظ ابن حجر في شرح الحديث: [قال ابن بطال : حق على من سمع هذا الحديث أن يعمل به ليكون رفيق النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة ولا منزلة في الآخرة أفضل من ذلك]، ثم قال الحافظ ابن حجر: وفيه إشارة إلى أن بين درجة النبي صلى الله عليه وسلم، وكافل اليتيم قدر تفاوت ما بين السبابة والوسطى وهو نظير الحديث الآخر القعدة بعثت أنا والساعة كهاتين ) الحديث ].
وقال الحافظ أيضاً: [ قال شيخنا في شرح الترمذي: لعل الحكمة في كون كافل اليتيم يشبه في دخول الجنة، أو شبهت منزلته في الجنة بالقرب من النبي صلى الله عليه وسلم، أو منزلة النبي صلى الله عليه وسلم لكون النبي صلى الله عليه وسلم شأنه أن يبعث إلى قوم لا يعقلون أمر دينهم فيكون كافلاً لهم ومعلماً ومرشداً، وكذلك كافل اليتيم يقوم بكفالة من لا يعقل أمر دينه بل، ولا دنياه، ويرشده، ويعلمه، ويحسن أدبه فظهرت مناسبة ذلك أهـ ملخصاً ] فتح الباري 10/536-537 .
وقال النبي صلى الله عليه وسلم القعدة من ضم يتيماً بين مسلمين في طعامه وشرابه حتى يستغني عنه وجبت له الجنة ] رواه أبو يعلى والطبراني وأحمد مختصراً بإسناد حسن كما قال الحافظ المنذري . وقال الألباني صحيح لغيره. انظر صحيح الترغيب والترهيب 2/676 .
وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: (أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل يشكو قسوة قلبه ؟ قال: أتحب أن يلين قلبك وتدرك حاجتك؟ ارحم اليتيم وامسح رأسه وأطعمه من طعامك يلن قلبك وتدرك حاجتك ) رواه الطبراني وقال الألباني حسن لغيره . انظر صحيح الترغيب والترهيب 2/676 .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله وأحسبه قال: وكالقائم الذي لا يفتر وكالصائم لا يفطر) رواه البخاري ومسلم ، وغير ذلك من الأحاديث.
وكفالة اليتيم تكون بضم اليتيم إلى حجر كافله أي ضمه إلى أسرته، فينفق عليه، ويقوم على تربيته، وتأديبه حتى يبلغ؛ لأنه لا يتم بعد الاحتلام والبلوغ، وهذه الكفالة هي أعلى درجات كفالة اليتيم حيث إن الكافل يعامل اليتيم معاملة أولاده في الإنفاق والإحسان والتربية وغير ذلك ، وهذه الكفالة كانت الغالبة في عصر الصحابة كما تبين لي من استقراء الأحاديث الواردة في كفالة الأيتام، فالصحابة رضي الله عنهم كانوا يضمون الأيتام إلى أسرهم،
ومن الأمثلة الواضحة على ذلك حديث زينب امرأة عبد الله بن مسعود قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم القعدة تصدقن يا معشر النساء ولو من حليكن ) قالت : فرجعت إلى عبد الله فقلت : إنك رجل خفيف ذات اليد وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أمرنا بالصدقة فأته فاسأله، فإن كان ذلك يجزي عني، وإلا صرفتها إلى غيركم قالت: فقال لي عبد الله: بل ائتيه أنت قالت : فانطلقت فإذا امرأة من الأنصار بباب رسول الله صلى الله عليه وسلم حاجتي حاجتها قالت : وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد ألقيت عليه المهابة قالت : فخرج علينا بلال فقلنا له: ائت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخبره أن امرأتين بالباب تسألانك أتجزئ الصدقة عنهما على أزواجهما، وعلى أيتام في حجورهما، ولا تخبره من نحن قالت : فدخل بلال على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسأله، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : من هما ؟ فقال : امرأة من الأنصار، وزينب، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أي الزيانب؟ من هما ؟ قال : امرأة عبد الله، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : لهما أجران أجر القرابة وأجر الصدقة ) رواه البخاري ومسلم.
وعن عمارة بن عمير عن عمته أنها سألت عائشة رضي الله عنها: في حجري يتيم أفآكل من ماله؟ فقالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن من أطيب ما أكل الرجل من كسبه وولده من كسبه) رواه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن.
وتكون كفالة اليتيم أيضاً بالإنفاق عليه مع عدم ضمه إلى الكافل كما هو حال كثير من أهل الخير الذين يدفعون مبلغاً من المال لكفالة يتيم يعيش في جمعية خيرية أو يعيش مع أمه أو نحو ذلك، فهذه الكفالة أدنى درجة من الأولى، ومن يدفع المال للجمعيات الخيرية التي تعنى بالأيتام يعتبر حقيقة كافلاً لليتيم وهو داخل إن شاء الله تعالى في قول النبي صلى الله عليه وسلم القعدة أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا ) .
قال الإمام النووي: قوله صلى الله عليه وسلم: (كافل اليتيم له أو لغيره أنا وهو كهاتين في الجنة ) كافل اليتيم القائم بأموره من نفقة وكسوة وتأديب وتربية وغير ذلك وهذه الفضيلة تحصل لمن كفله من مال نفسه ، أو من مال اليتيم بولاية شرعية.
وأما قوله : وله أو لغيره فالذي له أن يكون قريباً له كجده وأمه وجدته وأخيه وأخته وعمه وخاله وعمته وخالته وغيرهم من أقاربه ، والذي لغيره أن يكون أجنبياً ] شرح النووي على صحيح مسلم

ما التبني؟؟؟؟؟؟
التبني لغةً من : تبنى الرجل فلا ناً أي اتخذه ابنا وادعى بنوته. والتبني اختلاف النسب وادعاؤه وإعطاء المتبني جميع الحقوق الثابتة للولد في النسب الحقيقي، وبمعنى آخر التبني أخذ طفل مولود من أبوين مفقودين أو مجهولين وإلحاقه بأبوين وهميين يعيش بينهما
حكم التبني في الاسلام :
حرم الاسلام التبني بمعنى ضم الولد إلى غير أبيه وإعطائه النسب وحقوق البنوة من حيث الارث والخلوة والتزين أمامه …..كما كان في الجاهلية حيث كانوا يلحقون بأنفسهم أحيانا من هو معروف النسب فضلا عمن هو مجهول النسب ويتعاملون معه كابن النسب من حيث تبرج النساء امامه والخلوة به والارث منه ….حتى جاء الاسلام وأبطل ذلك لأنه يخالف الواقع والحقيقة
عن أنس رضي الله عنه قال : لما انقضت عدة زينب قال رسول الله لزيد بن حارثة : " اذهب فاذكرها علي فانطلق
حتى أتاها وهي تخمر عجينها قال : يا زينب ابشري أرسلني رسول الله يذكرك قالت :
ما أنا بصانعة شيئاً حتى أُوامر ربي فقامت إلى مسجدها
وجاء رسول الله صلى الله فدخل عليها ".
و في هذا أنزل الله قوله : ( و إذ تقول للذي أنعم الله عليه و أنعمت عليه أمسك عليك زوجك واتق الله وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه فلما قضى زيد منها وطراً زوجناكها لكي لا يكون على المؤمنين حرج في أزواج أدعيائهم إذا قضوا منهن وطراً وكان أمر الله مفعولاً)

‌- وقد حرم الله تعالى التبني لأن فيه تضييعاً للأنساب
وقد أُمرنا بحفظ أنسابنا .
عن أبي ذر رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول : " ليس من رجل ادعى لغير أبيه وهو يعلمه إلا كفر ومن ادَّعى قوما ليس له فيهم نسب فليتبوأ مقعده من النار ". رواه البخاري
ومعنى كفر : أي جاء بأفعال الكفار لا أنه خرج من الدين .
لأن فيه تحريماً لما أحل الله وتحليلاً لما حرم .
فإن تحريم بنات المتبني مثلاً على اليتيم فيه تحريم للمباح الذي
لم يحرمه الله تعالى واستحلال الميراث من بعد موت المتبني
مثلاً فيه إباحة ما حرم الله لأن الميراث من حق الأولاد الذين هم من الصلب .
قد يُحدث هذا الشحناء والبغضاء بين المُتَبنَّى وأولاد المُتبنِّي .
لأنه سيضيع عليهم بعض الحقوق التي ستذهب إلى هذا اليتيم بغير
وجه حق وهم بقرارة أنفسهم يعلمون أنه ليس مستحقاً معهم
سأل احدهم :
هل يجوز الزواج بفتاة لقيطة؟ وإذا جاز فهل لي بها أجر عند اللـه ومغفرة لما سبق من ذنبي؟
الجواب
الحمد لله. يجوز الزواج باللقيطة التي لا يعرف نسبها، وإذا حسنت نية الزوج في الزواج بها وأراد القيام عليها وإعفافها وتربيتها التربية الصالحة فإنه يؤجر على ذلك، ما لم تترتب على زواجه بها مفاسد أسرية؛ مثل ألا يرضى أهله، ويرون في ذلك مسبة عليهم. فينظر العاقل إلى المصالح والمفاسد، فلا يُقدم على أمر لمصلحة فيفوت مصلحة أعظم منها، أو يتلافى مفسدة يرتكب بذلك مفسدة أعظم منها.
وهذا إذا كانت اللقيطة مستقيمة في دينها، فإن ذنب أبويها إن كانت من زنى ليس عليها منه شيء. وقد لا تكون اللقيطة أو اللقيط في بعض الأحيان من زنى، فقد يكون ضالاً عن أهله، أو منبوذاً لظروف معينة كما يوجد في بعض البلاد وفي بعض الأقطار. ولكن الغالب أن اللقطاء هم الذين ينشؤون عن العلاقات المحرمة، ويكثرون بسبب انتشار الفاحشة، نسأل الله السلامة والعافية.
والله أعلم (فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث والإفتاء)

منقولات لتعميم الفائدة

بارك الله فيك أختي فاطة على التوضيحات والمعلومات الوافية حول موضوع الكفالة والتبني في شريعتنا السمحاء

في انتظار جديدك

موضوع يستحق المطالعة.

بورك فيك…

بارك الله فيك، ان يسر الله تكون لي رجعة باذن الله.
موضوع هادف ومشاركة طيبة
بارك الله فيكم ونفع بك.
بارك الله فيك وجزاك كل الخير الأستاذة فاطمة
نعم الموضوع الذي قدمتيه ويستحق فعلا القراءة والتمعن فيه
ففي مجتمعات مثل حالنا بدأت تفقد شيء من مصداقية هذه الصفات
الله يكون الخير يا رب
كل التحية والتقدير

موضوع بغاية الأهمية

يعطيك ألف ألف عافية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.