السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السؤال:
يقول السائل من بريطانيا: أنا ضعيف السمع، وأستعمل جهازيْنِ للسمع، في كثيرٍ من الأحيان لا أسمع جيدًا خاصّةً إذا لم أرَ وجه الشّخص كما في الصلاة – يعني أسمع الصوت لكن لا أميّز الحروف – فهل تجوز لي قراءة القرآن سرًّا في نفسي ودون الجهر في الصلاة عندما يقرأ الإمام خاصّةً في صلاة التراويح حيث تطول مُدَّة القراءة والركعة؟
الجواب:
المسألة فيها خلاف كبير عند أهل العلم: هل يقرأ المأموم الفاتحة أو لا يقرؤها؟ فأعدل الأقوال فيما وقفت عليه أنَّ المأموم يقرأ الفاتحة في السِّرية من الصلوات، ولا يقرؤه في الجهرية، وهذا لا أظنّه يخفى عليك، فإنّك تسمع إن شاء الله التأمين- تسمع من حولك، فهذه واضحة.
وإذا كنت لا تسمع لا الفاتحة ولا غيرها، فاكتفِ بدعاء الاستفتاح وقراءة الفاتحة، فوقوفك انتظارًا لركوع الإمام حتى تركع؛ هذا من أصل صلاتك، فلا تُشْغِل نفسك بالقراءة، والدَّليل على أنَّ المأموم لا يقرأ الفاتحة في الجهرية – وهذا القول هو أعدل الأقوال – دليله قوله – صلَّى الله عليه وسلَّم-: ((إنمَا جُعِلَ الإمامُ ليُؤْتَمَّ بهِ)) فذكر الحديث وقال: ((وإذا قَرَأَ فَأَنْصتوا))، فلا تقرأ يا بني إلَّا فاتحة الكتاب، ثُمَّ قف، وأنت معذور، حتى ولو قرأتها أثناء قراءة الإمام ما دام الحال كما ذكرت، وأسأل الله الكريم ربَّ العرش العظيم أن يمنَّ عليك بالشفاء العاجل، ويجعل العاقبة خيرًا لك في عاجل أمرك وآجله.
الشيخ: عبيد بن عبد الله الجابري