ـ رحم الله أمير المؤمنين عمربن عبد العزيز، الخليفة التقي الورع العادل ، خامس الخلفاء الراشدين وأكرم بجده الفاروق (عمر بن الخطاب) رضي الله عنهم أجمعين .
هذه صور نيِّرة من حياة ( أشَجَّ بني أمية) ، الخليفة الزاهد الذي أدار ظهره للدنيا وزخرفها وأقبل على الله في خشية وتضرع ورجاء.
* دخلت عليه زوجته فاطمة وهوفي مصلاه ، يده على خده سائلة دموعه ، فقالت : "يا أمير المؤمنين ، ألشيء حدث " ؟
قال : " يا فاطمة ! إني تقلدت أمرأمة محمد صلى الله عليه وسلم ، فتفكرت في الفقير الجائع ، والمريض الضائع ، العاري المجهود ، والمظلوم المقهور ، والغريب المأسور ، والكبير ، وذي العيال في أقطار الأرض ، فعلمت أن ربي سيسألني عنهم وأن خصمَهم دونهم محمد ، فخشيت ألا تثبت لي حجة عند خصومته ، فرحمت نفسي فبكيت".
* لما حضرته الوفاة ، دخل عليه (مسلمة بن عبد الملك). وقال: " إنك يا أمير المؤمنين قد فطمت أفواه أولادك عن هذا المال.. فحبذا لو أوصيت بهم إلي ، أو إلى من تفضله من أهل بيتك". فقال عمر": قد سمعتُ مقالتك يا مسلمة ، أمَا قولك أني فطمت أفواه أولادي عن هذا المال . فإني واللهِ ما منعتهم حقاً هو لهم ، ولم أكن لأعطيهم شيئاً ليس لهم . أما قولك لو أوصيت بهم إلي، أو إلى من تفضله من أهل بيتك . فإنما وصيي وولي فيهم الله الذي نزل الكتاب بالحق ، وهو يتولى الصالحين . واعلمْ يا مسلمة أن أبنائي أحدُ رجلين: إما رجل صالح متقن فسيغنيه الله من فضله ويجعل له من أمره مخرجا. وإما رجل طالح مُكِبٌّ على المعاصي، فلن أكون أول من يعينه بالمال على معصية الله تعالى" .
إن لنا في أصحاب هذه المواقف الجليلة أسوة حسنة ، وعبرة لمن أراد أن يعتبر.
اللهم يسر لنا ولولاة أمورنا التأسي بهم والسيرعلى نهجهم القويم .
كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته.
وكل ماقدمته رائع بالتوفيق لك
جعله الله في ميزان حسناتك
و جزيت خير الجزاء يا رب
ربي ينورك