<h2 style="TEXT-ALIGN: center">من أراء الغرب في مستقبل الإسلام
المستقبل للإسلام:
لقد تنبَّأْتُ بأن دينَ محمدٍ سيكون مقبولاً في أوروبا الغد، كما أنه بدأ يكون مقبولاً في أوروبا اليوم.
من المؤكد أن الإسلام منافسٌ قوي في مجال إعطاء النظام الأساسي للدين الوحيد الذي يسود في المستقبل.
من المسلَّم به حاليًّا وبوجه عام، أنه بينما تتراجعُ الديانات الكبرى أو على الأقل تتخذ موقف الدفاع، فإن الإسلام ذاته في تقدُّم.
الإسلام هو الحل:
إنه الدِّين الوحيد الذي يبدو لي أنه يمتلك القدرةَ على استيعاب تغيُّر أطوار الحياة بما يجعله محلَّ إعجاب لكل العصور.
إذا قدر أن يحل التعاونُ يومًا ما محل التعارض القائم بين المجتمعات الكبيرة في الشرق والغرب، فإن وساطة الإسلام تصبح شرطًا لا غنى عنه؛ إذ يكمن بين يديه – إلى حد كبير – حلُّ المشكلة التي تواجه أوروبا في علاقتها بالشرق.
إن الإسلام بأبعادِه الأُفقية والرأسية، قادرٌ على عمل توافق قويٍّ بين الإنسان والكون المحيط به، وكذلك بين الإنسان والإله خالق كل شيء ومبدِعِه، إن الإسلام عالَمي بكل معنى الكلمة.
فمهما حدث في العالم الغربي المزدهر وفاسدِ الأخلاق، أو حدث للشعوب التي تعاني من فقر المستلزمات المادية للحياة، مثل تلك التي يطلق عليها (العالم الثالث)، فإن الإسلام يقدم الحلَّ الأكثر وضوحًا وجوهرية وحتمية، من أجل مواجهة التحدي الحديث.
وبالنسبة لهؤلاء الذين يعتنقون الإسلامَ ويطبقونه عمَليًّا، فإنه يقدم لهم العلاجَ الأكثر فعالية وشفاءً من شرور هذا العصر.
لقد عرَف الإسلامُ – بمحافظته على العقيدة – كيف يقاوم تحطيمَ جماعته السياسية، ولم يكن الإسلام منذ ظهوره وتحت إدارة النبي إلا ثوريًّا معتدلاً على المستوى الاجتماعي، فهناك تكليفٌ مفروض بالتكافل والتضامن على جميع أعضاء الجماعة المسلمة، من أجل تأمين الرخاء والكرامة لجميع الأفراد في حدود الإمكانات المتاحة، ويمثِّلُ هذا مظهرًا متممًا لطابع الجماعة المسلمة وشيئًا تتميز به مبادئ الأخلاق التي طبعها الوحيُ القرآني.
ولقد أقام الإسلام نظامًا اقتصاديًّا مرتكزًا على الأخلاق؛ وذلك بتنظيم توزيع الدخل عن طريق نظام ضريبي مقدس، هو الزكاة، وبإدخال مفهوم جديد للمِلكية الخاصة التي ليست في كلمة موجزة سوى حق انتفاع بالنعم التي أفاءها الله على الإنسان، وبذلك حقَّق الإسلام – من وجهة نظر خاصة – الجمع بين قيمتَيْ رأس المال والعمل.
وختامًا يقول الحق في القرآن العظيم:
﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا * فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا ﴾ [النساء: 174، 175].
﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ﴾ [يونس: 57].
﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾ [النحل: 90].
﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ [النحل: 97].
صدق الله العظيم.
</h2>