ان البيولوجيا هي علم الكائنات الحية وقد اصطدمت بصعوبات شتى يمكن شملها في طبيعة الموضوع وتصنيف الحوادث ونتائجهُ اذ ان الجسم الحي ليس حالة فردية لان كل جزء فيها تابع للكل والكل تابع للجزء وتتصرف كوحدة منتظمة وهذا ما جعل الباحثين منذ القدم تسيطر عليهم فكرة استحالة التجريب كون الكائن الحي يحافظ على توازنه كلما دعت الضرورة الى ذلك وتكمن الصعوبة الثانية في تصنيف الحوادث فلكل كائن حي خصائص تميزه عن غيره ويترتب على ذلك ان التجريب على الحيوان لا يعطي نفس النتائج من حيوان لاخر ضف الى ذلك ان الكائن الحي المدروس في المخبر لايكون حتميا الا في محيطه الطبيعي لان تغيير المحيط يؤدي الى اضطرابات بيولوجية وبالتالي فاننا اي دراسة باستئصال عضو لا تعطي نتيجة كما لو كان العضو متصلا كما ان عملية هذه الفصل قد تؤدي الى خلق اضطرابات تصيب الكائن الحي سواء اضطرابات نفسية او جسمية ولذلك يقول كوفيي( ان سائر اجزاء الجسم الحي مرتبطة فيما بينها فهي لا تستطيع الحركة الا بقدر ما تتحرك كلها معا والرغبة في فصل جزء من كتلة نقله الى نظام الذوات الميتة)، وقد ايده بونوف في قوله(ليس من الغريب اطلاقا اثبات ان البيولوجيا الخالصة تقضي عمليا على دراستها).
لكن هذا الطرح وعوائقه جعل من البيولوجيا غير قابلة للتحليل التجريبي في حين نجد ان التطور الذي وصلت اليه العلوم الفيزيائية وخصوصا التكنولوجية اتاح المجال لامكانية تدليل هذه العوائق وتخطيها .
ان المنهج التجريبي اقتحم المادة الحية واوصل لفهم اسرارها وذلك بعد التجريب على الكائنات الحية وهذا ما قال به كلوربارناد اذا اعتبرنا ان الكائنات الحية في عضويتها مركبة من اجسام كيميا ئية بسيطة (cl.h.o….) وانه ياخذ هذه المواد من الطبيعة مثل الاملاح المعدنية والسكريات والشحوم وهي التي تحافظ على عضوية الكائن الحي كما التفاعلات الكيميائية الموجودة داخل جسم الانسان بين هذه المركبات هي نفسها ما تحدث في المخبر فنجد مثلا ان المعدة تفرز حمض كلور الماء hcl وللتخفيف من هذه الحمضية ينصح باستخدام عضويات قاعدية فيها naoh لان التفاعل يكون nacl+h2oــــــــــــــــــ hcl+naoh
كما ان فكرة ان التجربة في تكرارها لاتعطي نفس النتيجة تجاوزها العلماء بالحيوانات المخبرية وان العلم استطاع بفضل مناهج الفيزياء والكيمياء بالمحافظة على حياة بعض الانسجة الحية خارج الجسم ( الوسط الطبيعي) كما نجد ان باستور اكتشف وجود جراثيم في الهواء تعيش في وسط معين واستطاع اكتشاف علاج داء الكلب عن طريق التجريب على الحيوانات
لكن ورغم ما توصلت اليه العلوم البيولوجية من تفسيرات ونتائج الا ان تفسيراتها تبقى خاصة بها ونتائجها لم ترق الى يقين نتائج المواد الجامدة كون العضوية لها وسطين متفاعلين متداخلين هما الوسط الداخلي والخارجي
ان المنهج التجريبي وتطبيقاته على المادة الحية استطاع سبر اغوار الحياة وتبين مدى تفاعل الكائنات الحية مع وسطها رغم قلة اليقين المتوصل اليه
ان النفورمن تحليل العضويات تجريبيا هو حث للعلم وان استخدام هذا المنهج بشكل مفرط واهمال الوحدة المتناغمة للعضوية هو تجاهل للعلم الحيوي والقضاء على خصائصه وهذا ما جعل كلوردبارناد يقوم باجراء التجريب على الاجزاء ثم يتم جمعها داخل العضوية لكي تحافظ البيولوجية على حوادثها الخاصة وعلى قوانينها الخاصة.
واتمنى الاستفادة للجميع.
شكرا على المجهود:laugh:
شكرا لك على المقالة
وبالتوفيق للجميع