اولا دعونا نتحدث عن:
ماذا نقصد بالشعور؟ و هل يرادف الإحساس؟
كثيرا ما يخلط الناس بين الشعور و الإحساس، و يقدمونهما مترادفين. لكن في الحقيقة هما مختلفان: فالإحساس وظيفة تقوم بها الحواس، إن كل حاسة تستجيب لمنبهات أو مثيرات نوعية هي التأثير الميكانيكي و الكميائي و الفيزيائي.
بينما الشعور حالة تعم كل الذات. إننا لا نملك حاسة للخوف أو الفرح…فهذان شعوران، أما الإحساس بالألم، الضوء، و الصوت فيتم بالنهايات العصبية و أجهزة معينة محددة في الجسم. رغم هذا التمايز فقد يؤدي أحدهما إلى تولد الآخر.
و العلاقة بينهما أنتجت أن الشعور هو أثر الإحساس في الذات.
ومن هدا نصل الى ان:
الشعور حين يقول أحدنا أنا أشعر بالألم أو أشعر بجرح في كرامتي فهذا يعني أننا نعي و نعيش هذه الحالة و بالتالي فنحن نشعر وهذا الشعور هو الوسيلة المباشرة التي تطلعنا على ما نمّر به من حالات نفسية ، و بواسطة هذا الشعور نستطيع إدراك اللذة والألم وبالتالي ندرك الحاضر الذي نعيشه.
وعلى دلك فالشعور هو:
الشعور conscient هو ذلك الجزء من العمليات العقلية التي نحسها، وندركها، ونعيها، وعادة ترتبط بحالة وجدانية انفعالية. وهي حاله وقتية، ترتبط مباشرة بالحاضر، ويمكن أن تظهر مرة ثانية في الشعور إذا توافرت لها شروط معينة. وفي اللغة يعني الشعور الوعي، وتستخدم مصطلحات الشعور والشعوري مرادفات.
ماقبل الشعور:
هو مستوى يتوسط كلاً من مستوى الشعور و اللاشعور ، وهو جسر واصل بين الإثنين لكنه أقرب للشعور .
ما قبل الشعور هو ما نستطيع استدعاؤه بسرعة من مكان حفظه لينضم للشعور ، إنه يعمل وفق مبادئ المنطق و الواقع والزمن ، إنه باختصار مخزن المعاني و الخبرات القريبة .
اللاشعور
اللاشعور منطقة افتراضية في النفس تحتوي الدوافع والذكريات والمخاوف والاحاسيس والوجدان وأفكار ممنوعة من الظهور في الوعي، كما تحتوي المكبوتات والعقد النفسية
، ويوجد اللاشعور الجمعي حسب كارل يونغ وهو لاشعور عرقي ويشمل على أوهام عامة موروثة، قديمة والتي تتبع قوانين تختلف عن قوانين الشعور.
فالانسان يظطر فى عملية احتكاكه بالبيئة الخارجية وتصادمه مع واقع الحياة إلى كبت الكثير من رغباته ودوافعه. وهذه الأشياء المكبوتة لا تضيع ولا تنتهي وإنما تنتقل إلى منطقة أخرى من مناطق الحياة النفسية عند الانسان هي المنطقة التي أطلق عليها اسم اللاشعور.
ويمكن للاشعور ان يظهر من خلال بعض الامور مثل:
الفلتات او ما نعرفه نحن بزلات اللسان:
الفلتات أو الأفعال المخطئة لأهدافها يقول فرويد " هي أفعال نفسية لها معنى ومصحوبة بنية " )، ففلتات اللسان أو القلم والأفعال الطائشة والنسيان غير المبرر.. الخ، كلها تخون وتفضح في الغالب أسرار الشخص الأكثر حميمية، إن مظهرها الغريب يأتي من كونها " نتاج لتداخل قصدين مختلفين ".مثل الفلتة التالية (وهي فلتة لسان رئيس غرفة المستشارين النمساويين الذي افتتح الجلسة بقوله : " رفعت الجلسة ") نجد أن النية المكبوتة استطاعت أن تفلت وتطفو على السطح عن طريق اختلال الخطاب العادي. ولكونها تكون تراضيا فإن الفلتة أيضا تبعا لذلك تكوين استبدالي وتعويضي (أي بديل) للخطاب المحرم من قبل القواعد الاجتماعية (والتي كان من الممكن أن يكون الخطاب تبعا لها كما يلي : " أنا جد متعب، وليست لدي أية رغبة في ترؤس الجلسة
الاحلام:
يبدو الحلم بفعل خاصية تفكك أطرافه " لغزا سحريا "، لكننا نجد في ما وراء " نص " الحلم (" الحلم الظاهر " أفكارا مستترة ورغبات لاشعورية ؛ ذلك أن عمل الحلم (أو البناء الحلمي) يقيم تراضيا في ما بين نزوعين متعارضين في الجهاز النفسي (في ما بين رغبات لا شعورية وقوى نازعة نحو حظر هذه الرغبات). إن الحلم تبعا لذلك حسب فرويد هو تحقيق وسواسي لرغبة. مثل أن التي ترى في الحلم أباها يحتضر كانت موزعة لاشعوريا بين حبها لأبيها ورغبتها في الحرية).
هدا مثال لا يعني بالضرورة ان تفسير كل حلم مثل هدا هو نفسه ولكن حسب الحالات والوضعيات التي يكون فيها الحالم
مصدر اللاشعور:
- نتيجة عمليات المنع والتوجيه والتقويم للطفل، يضطر ارضاء لوالديه وللكبار عموماً، أو خوفاً منهم، إلى التخلص من الدوافع والرغبات المحببة إلى نفسه ( ولا يمكن ارضاؤها)، ولا يجد وسيلة إلى ذلك غير إبعادها من محيط حياته الشعورية، حتى لا يحس بألم إبعادها، فيلجأ إلى إزاحتها بعيدا إلى اللاشعور. أو بمعنى آخر يلجأ الطفل آخر الأمر إلى عملية الكبت.
- والكبت عملية لا تقتصر على أيام الطفولة. فطابع حياتنا اليومية ـ نحن الكبار ـ يستدعى هذه العملية، وإلا ما استطاع الانسان أن يعيش فى دوامة المشاكل التي تعترضه، والرغبات التي يريد أن يحققها، والشهوات التي يريد أن يشبعها.
لا يستطيع اللاشعور أن يعبر عن نفسه تعبيراً صريحاً، ولا يستطيع أن يعبر عن مكنوناته أو يسفر عن رغباته بطريقة طبيعية لذلك يلجأ لحيل تسمى في علم النفس الميكانيزمات او الحيل الدفاعية سيكون لنا معها وقفة قريبا
الان كيف سأقول احس بالجوع ام اشعر بالجوع ؟