اكتملت رسالة بناء الاسلام
ما جاء بعده بعتبر تاريخ الاسلام والمسلمين
وقعت بعد ذلك الكثير من الفتن
طهر الله منها ايدينا فلنطهر منها السنتنا
ووجب على المسلمين اخذ دينهم مثل ما تركه الرسول
عليه الصلاة والسلام
ما نشاهده هو اخذ هذا الدين منذ عهد ابن تيمية فقط
وبذلك انتقلت لنا كل القضايا العالقة في ذلك العصر
كان الواجب ان نعود بالامة الى عهد النبوة فقط
هذا مايدعيه دعاة السلفية لكنهم ينقلون الاسلام من عهد ابن تيمية فقط
على علماء الامة ان يعيدوا قراءة تاريخ الاسلام
ويتم تنقية التاريخ من كل الفتن التي وقعت
حتى لا نتخصص في هذا العصر في احياء فتن العصور الماضية فقط
ونقل معارك تلك الطوائف التي ظهرت جزء منها اندثر وجزء اخر باق الى الان
وانما نتطلع الى المستقبل ونحن نحمل تلك الرسالة الخالدة رسالة الاسلام
……….. السلام عليم …………
وقد قاوم البدع، وحارب التقليد والجمود الذي انتشر وساد المسلمين في عصره في القرن السابع الهجري وأوائل القرن الثامن، وتصدى للرد على الفلاسفة، والرافضة، والباطنية، والصوفية المنحرفة، والمتكلمين المبطلين، وتصدى للمقلدة المتعصبين لشيوخهم المعرضين عن الدليل الواضح من الكتاب والسنة. بل حمل سيفه مجاهداً في سبيل الله في وجه التتر الغازين، ووحد صفوف المسلمين لذلك الغرض، وخاض المعركة بنفسه. وهو في كل ذلك عازف عن الدنيا زاهد فيها لم يكتنز مالاً، ولا بنى داراً، ولم يتخذ عقاراً إلا ابتغاء وجه الله.
وإمام هذا شأنه لا شك أن يكثر أعداؤه وحساده، لا سيما وأن شيخ الإسلام لم يداهن أحداً في قول الحق، بل صدع به حيث كان وفي وجه من كان، ولذلك كثرت ابتلاءاته ومحنه، فلا يخلص من محنة إلا ودخل في أخرى، حتى لقي ربه وهو مبتلى مسجون مظلوم.
ولقد كان هو وتلاميذه من جهابذة أئمة المسلمين الذين خدموا الأمة وأفادوها في كل فرع من فروع الشريعة، كالذهبي وابن كثير والمزي وابن عبد الهادي وابن القيم وغيرهم.
ولهذا قام حساده يتعقبون أقواله، وفتاويه لعلهم يظفرون له بخطيئة، وليس هو بمعصوم، لكنهم إذا وجدوا خطأً ضخموه، وزادوا عليه حتى كفروه بذلك افتراءً وزوراً.
هذا وقد أثنى على شيخ الإسلام ابن تيمية علماء الأمة من كل المذاهب، إلا من كان بينه وبينه نفرة بسبب اعتراض، قال فيه الذهبي الشافعي في معجم شيوخه: .. وهو أكبر من أن ينبه على سيرته مثلي، فلو حلفت بين الركن والمقام لحلفت أني ما رأيت مثله، وأنه ما رأى مثل نفسه.
وقال أيضا في علمه بالسنة: يصدق أن يقال كل حديث لا يعرفه ابن تيمية فليس بحديث.
وقال الحافظ المزي الشافعي فيه: ما رأيت مثله، ولا رأى هو مثل نفسه، وما رأيت أحداً أعلم بكتاب الله وسنة رسوله، ولا أتبع لهما منه.
وقال ابن دقيق العيد الشافعي فيه: لما اجتمعت بابن تيمية رأيت رجلاً كل العلوم بين عينيه، يأخذ ما يريد ويدع ما يريده.
وقال فيه ابن عبد الهادي الحنبلي: وكان رحمه الله سيفاً مسلولاً على المخالفين، وشجى في حلوق أهل الأهواء المبتدعين، وإماماً قائماً ببيان الحق ونصرة الدين، وكان بحراً لا تكدره الدلاء، وحبراً يقتدي به الأخيار الأولياء، طنت بذكره الأمصار وضنت بمثله الأعصار. انتهى.
وقال ابن كثير وقد أثنى عليه كثيرا: وأثنى عليه، وعلى علومه وفضائله جماعة من علماء عصره مثل: القاضي الخوبي، وابن دقيق، وابن النحاس، والقاضي الحنفي قاضي قضاة مصر ابن الحريري، وابن الزملكاني وغيرهم…
وقال فيه الحافظ ابن سيد الناس: فألفيته كاد يستوعب السنن والآثار حفظاً، إن تكلم في التفسير فهو حامل رايته، أو أفتى في الفقه فهو مدرك غايته، أو ذاكر بالحديث فهو صاحب علمه وروايته، أو حاضر بالنحل والملل، لم ير أوسع من نحلته في ذلك، ولا أرفع من رايته، برز في كل فن على أبناء جنسه، ولم تر عين من رآه مثله، ولا رأت عينه مثل نفسه.
وقال فيه الحافظ ابن حجر العسقلاني الشافعي في تقريظه لكتاب الرد الوافر لابن ناصر الدين الدمشقي: وشهرة إمامة الشيخ تقي الدين أشهر من الشمس، وتلقيبه بشيخ الإسلام في عصره باق إلى الآن على الألسنة الزكية، ويستمر غداً كما كان بالأمس، ولا ينكر ذلك إلا من جهل مقداره، أو تجنب الإنصاف، فما أغلط من تعاطى ذلك وأكثر عثاره… ومع ذلك فكلهم معترف بسعة علمه، وكثرة ورعه وزهده، ووصفه بالسخاء والشجاعة، وغير ذلك من قيامه في نصر الإسلام، والدعوة إلى الله في السر والعلانية…
وقال الحافظ السيوطي كما في طبقات الحفاظ: ابن تيمية الشيخ الإمام العلامة الحافظ الناقد، الفقيه، المجتهد، المفسر شيخ الإسلام، علم الزهاد، نادرة العصر، تقي الدين أبو العباس… كان من بحور العلم، ومن الأذكياء المعدودين، والزهاد والأفراد…
وقال الملا علي قارئ في مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح في كتاب اللباس رداً على من طعن في ابن تيمية وابن القيم، وأنهما من أهل التجسيم والتشبيه (صانهما الله عن هذه السمة الشنيعة، والنسبة الفظيعة، ومن طالع شرح منازل السائرين… تبين له أنهما كانا من أهل السنة والجماعة، بل ومن أولياء هذه الأمة… وهذا الكلام من شيخ الإسلام يبين مرتبته من السنة، ومقداره في العلم، وأنه برئ مما رماه أعداؤه الجهمية من التشبيه والتمثيل على عادتهم في رمي أهل الحديث والسنة بذلك).
وغير هؤلاء كثير من العلماء إلى يومنا هذا، وهم يثنون على شيخ الإسلام ابن تيمية، ويسطرون مآثره وعلمه ومناقبه.
فرحمه الله رحمة واسعة . والله اعلم.
سئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين- رحمه الله –
س /ما رأي فضيلتكم فيمن صار ديدنهم تجريح العلماء وتنفير الناس عنهم والتحذير منهم، هل هذا عمل شرعي يثاب عليه أويعاقب عليه ؟
فأجاب فضيلته بقوله: الذي أرى أن هذا عمل محرّم، فإذا كان لا يجوز لإنسان أن يغتاب أخاه المؤمن وإن لم يكن عالماً فكيف يسوغ له أن يغتاب إخوانه العلماء من المؤمنين؟! والواجب على الإنسان المؤمن أن يكف لسانه عن الغيبة في إخوانه المؤمنين.
قال الله تعالى: "ياأيها الذين ءامنوا اجتنبوا كثيراً من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحيم ".
وليعلم هذا الذي ابتلي بهذه البلوى أنه إذا جرّح العالم فسيكون سبباً في رد ما يقوله هذا العالم من الحق، فيكون وبال رد الحق وإثمه على هذا الذي جرّح العالم، لأن جرح العالم في الواقع ليس جرحاً شخصياً بل هو جرح لإرث محمد صلى الله عليه وسلم ؛ فإن العلماء ورثة الأنبياء ، فإذا جرح العلماء وقدح فيهم لم يثق الناس بالعلم الذي عندهم وهو موروث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحينئذ لا يثقون بشئ من الشريعة التي يأتي بها هذا العالم الذي جُرح.
ولست أقول إنّ كل عالم معصوم؛ بل كل إنسان معرّض للخطأ، وأنت إذا رأيت من عالم خطأ فيما تعتقده، فاتصل به وتفاهم معه، فإن تبيّن لك أن الحق معه وجب عليك اتباعه، وإن لم يتبين لك ولكن وجدتَ لقوله مساغاً وجب عليك الكف عنه، وإن لم تجد لقوله مساغاً فحذر من قوله لأن الإقرار على الخطأ لا يجوز، لكن لا تجرحه وهو عالم معروف مثلاً بحسن النية، ولو أردنا أن نجرح العلماء المعروفين بحسن النية لخطأ وقعوا فيه من مسائل الفقه، لجرحنا علماء كباراً، ولكن الواجب هو ما ذكرتُ ، وإذا رأيت من عالم خطأ فناقشه وتكلم معه، فإما أن يتبين لك أن الصواب معه فتتبعه أو يكون الصواب معك فيتبعك، أو لا يتبين الأمر ويكون الخلاف بينكما من الخلاف السائغ، وحينئذ يجب عليك الكف عنه وليقل هو ما يقول ولتقل أنت ما تقول. والحمد لله، الخلاف ليس في هذا العصر فقط، الخلاف من عهد الصحابة إلى يومنا .
وأما إذا تبين الخطأ ولكنه أصر انتصاراً لقوله وجب عليك أن تبين الخطأ وتنفر منه، لكن لا على أساس القدح في هذا الرجل وإرادة الانتقام منه؛ لأن هذا الرجل قد يقول قولاً حقاً في غير ما جادلته فيه.
فالمهم أنني أحذر إخواني من هذا البلاء وهو تجريح العلماء والتنفير منهم، وأسأل الله لي ولهم الشفاء من كل ما يعيبنا أو يضرنا في ديننا ودنيانا) أ.هــ
المرجع: كتاب العلم ، للشيخ محمد العثيمين- رحمه الله- ص 220 .
4- ممنـــوع منعاً باتاً الطعن في العلماءِ وأهل الفضّل وشتمهم وغيرهِ-