عن ابن مسعود – رضي الله عنه – ، قَالَ : قَالَ لِي النَّبيُّ – صلى الله عليه وسلم – : (( اقْرَأْ عليَّ القُرْآنَ )) قلت : يَا رسول اللهِ ، أقرأُ عَلَيْكَ ، وَعَلَيْكَ أُنْزِلَ ؟! قَالَ : (( إِنِّي أُحِبُّ أنْ أسْمَعَهُ مِنْ غَيرِي )) فَقَرَأْتُ عَلَيْهِ سورةَ النِّسَاءِ ، حَتَّى جِئْتُ إِلى هذِهِ الآية : { فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هؤُلاءِ شَهيداً } [ النساء : 41 ] قَالَ : (( حَسْبُكَ الآنَ )) فَالَتَفَتُّ إِلَيْهِ فإذا عَيْنَاهُ تَذْرِفَان . متفقٌ عَلَيْهِ .
عن عبد الله بن الشِّخِّير – رضي الله عنه – ، قَالَ أتيتُ رسولَ الله – صلى الله عليه وسلم – وَهُوَ يُصَلِّي ولِجَوْفِهِ أَزِيزٌ كَأَزِيزِ المِرْجَلِ مِنَ البُكَاءِ .)رواه أبو داود والترمذي
عن ابن عمر رضي الله عنهما ، قَالَ : لَمَّا اشْتَدَّ برسول الله – صلى الله عليه وسلم – وَجَعُهُ ، قِيلَ له في الصَّلاَةِ ، فقال : (( مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ )) فقالت عائشة رضي الله عنها : إنَّ أَبَا بَكْرٍ رَجُلٌ رَقِيقٌ ، إِذَا قَرَأَ القُرْآنَ غَلَبَهُ البُكَاءُ ، فقال : (( مُرُوهُ فَليُصَلِّ )) . وفي رواية عن عائشة ، رضي الله عنها ، قالت : قلت : إنَّ أَبَا بَكْرٍ إِذَا قَامَ مَقَامَكَ لَمْ يُسْمِعِ النَّاسَ مِنَ البُكَاءِ . متفقٌ عَلَيْهِ .
عن العِرْباض بن ساريَةَ – رضي الله عنه – ، قَالَ : وَعَظَنَا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – مَوْعِظَةً وَجِلَتْ مِنْهَا القُلُوبُ ، وَذَرَفَتْ مِنْهَا العُيُونُ …) رواه الترمذي
للفائدة :الأسباب التي تعين على البكاء
1- الدعاء: كان من هدي النبي عليه الصلاة والسلام أن يدعو الله أن يعينه على الطاعة، فقد كان من ذكره دبر كل صلاة: (اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك).
فادع الله( أن يلين قلبك، وأن يرزقك نعمة البكاء من خشيته)
2-تعلُّم العلم الشرعي، وخصوصاً علم العقيدة: قال تعالى: (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء( [(28) سورة فاطر].
وقال تعالى: (قُلْ آمِنُواْ بِهِ أَوْ لاَ تُؤْمِنُواْ إِنَّ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّدًا، وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً، وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا( [(107- 109) سورة الإسراء].
3-ذكر الموت، وما بعده من أهوال: قَالَ رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : (( أكْثِرُوا ذِكْرَ هَاذِمِ اللَّذَّاتِ )) يَعْنِي : المَوْتَ . رواه الترمذي ، وقال : (( حديث حسن ))
4–زيارة القبور، واتباع الجنائز: عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كنت نهتكم عن زيارة القبور ألا فزوروها فإنها ترق القلب، وتدمع العين، وتذكر الاخرة، ولا تقولوا هجرا).قال الشيخ الالباني رحمه الله في أحكام الجنائز(أخرجه الحاكم (1 / 376) بسند حسن)
5– قراءة القرآن بتدبر، والإكثار من الذكر: قال تعالى: (لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ( [(21) سورة الحشر].
6- الزهد في الدنيا:
وأخيرا أختم بهذا الأثر: كان بكاؤه(أي عمر بن الحطاب) يسمع من آخر الصفوف، فقد قال عبد الله بن شداد: (سمعت نشيج عمر وأنا في آخر الصفوف يقرأ (إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللّهِ( [(86) سورة يوسف].
منقول من شبكة الامام الأجري.