تخطى إلى المحتوى

لذة الآخرة أبقى 2024.

  • بواسطة

اللذة من حيث هي مطلوبة للإنسان بل ولكل حي فلا تذم من جهة كونها لذة وإنما تذم ويكون تركها خيرا من نيلها وأنفع إذا تضمنت فوات لذة أعظم منها وأكمل ، أو أعقبت ألما حصوله أعظم من ألم فواتها ‏.‏ فههنا يظهر الفرق بين العاقل الفطن والأحمق الجاهل‏.‏ فمتى عرف العقل التفاوت بين اللذتين و الألمين وأنه لا نسبة لأحدهما إلى الآخر هان عليه ترك أدنى اللذتين لتحصيل أعلاهما، واحتمال أيسر الألمين لدفع أعلاهما‏.‏
وإذا تقررت هذه القاعدة فلذة الآخرة أعظم وأدوم ، ولذة الدنيا أصغر وأقصر، وكذلك ألم الآخرة وألم الدنيا، والمعول في ذلك على الإيمان واليقين ، فإذا قوي اليقين وباشر القلب آثر الأعلى على الأدنى في جانب اللذة واحتمل الألم الأسهل على الأصعب ، والله المستعان‏.‏

الفوائد_الإمام شمس الدين أبي عبد الله بن قيم الجوزية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.