تخطى إلى المحتوى

كيف لنا الى الخشوع الموضوع مفتوح للمشاركة 2024.

بسم الله الرحمن الرحيم
السهو أو النسيان أثناء الصلاة مشكلة يكاد لاينجو منها أحد وذلك بسبب كثرة المشغلات والملهيات المسهيات التي بلي بها كثير من المسلمين في أرضهم، والتي سببها في الأصل الغفلة وضعف الإيمان و حاصلها أمور كثيرة منها هذه التي نحن بصدد علاجها….و لا شك أن الخشوع في الصلاة من أهم ما يلتفت إليه ويحاط بالاهتمام والعناية كيف لا وهو لبها وأساسها وصلاة بلا خشوع لا معنى لها ولا أثر، فهي كالقوس بلا وتر.

و لعلاج مشكلة السهو في الصلاة، يجب تهيئة النفس بتخصيص الوقت اللازم قبلها لتدبر عدة أمور منها:

· أن يعلم العبد أن الغاية التي خلق الله جميع الخلق لأجلها هي عبادته سبحانه على الوجه الذي أمر به، وأن الدنيا بما فيها أوجدها سبحانه لأجل العباد كي يطيعوا فيها أمره ويعظموا شأنه، ولم يوجدهم لها ليصيروا في رقها ويغفلوا بها عن بارئها، والدليل على ذلك من القران قوله تعالى ( وما خلقت الجن و الإنس إلا ليعبدون. ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون. إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين)، ولما كانت مسألة الرزق من أعظم ما يلهي به الشيطان بني الإنسان، جاء التقرير هنا بأنه سبحانه هو الرزاق لكل خلقه، كيف لا وبيده خزائن السموات والأرض فهو سبحانه ذو القوة المتين، فلا تغفل يا عبد الله عن الصلاة والتي هي من أهم العبادات، وتلهوا بدنيا دنيئة أوجدها لك لتطيعه ولا لتعصيه وتلهوا بها عنه.
· استحضار عظمة الله (عز وعلى) ورقابته في القلب، فهو سبحانه أكبر من كل شيء فهو خالقه وموجده وكل ما في الكون(ما علمنا منه وما لم نعلم) فهو منه سبحانه، كما أنه (جل في علاه) يعلم حال نفوسنا دقها وجلها قبل الصلاة، أثناءها وبعدها، فليستحي أحدنا منه وليعبده على وجه الإحسان وهو أن يعبد الله و كأنه يراه،فان لم يبلغ هذه المرتبة فليعلم أن الله يراه، ولتعلم أيضا أن كل صلاة يصليها العبد يكتبها الملك في كتابه والتي إن كان من الموفقين إلى خشوعها وإخلاصها سيجدها ذخرا ليوم أحوج ما يكون العبد فيه إلى الحسنات، علما أن أول ما يحاسبه عليه ربه يوم المعاد وحشر العباد، صلاته، قال تعالى ( ولتنظر نفس ما قدمت لغد).
· أن يعلم الواحد منا أن أثر الصلاة على النفوس والأرواح بل والأخلاق أيضاً يكون بقدر الخشوع فيها والمحافظة على أركانها و واجباتها وكذا مستحبتها، وهذه الصلاة على ما تحمله من خشوع وخضوع هي المعنية بقوله تعالى ( إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر)، ذلك لكون صلاة بهذه المرتبة تورث في صاحبها تربية نفسية سامية ترقى بصاحبها إلى التعفف عن الحرام وهجر الآثام، وكذا تربي فيه طيب الأخلاق وحسنها.
· أن يحدث نفسه أن هذه الصلاة التي هو مقبل على أدائها قد تكون أخر صلاة يلقى بعدها ربه (عز وعلى)، حينها يوسد التراب وحيدا فريدا لا أهل معه ولا مؤنس إلا ما كان من عمله الصالح والذي منه صلاته الخاشعة الخاضعة، وهذه الوصية قد جاء بها حديث الهادي البشير النذير في قوله ( صلي صلاة مودع) أي مودع للدنيا مغادرا لها بكل ما فيها.
· تذكر القبر ووحشته، ويوم القيامة وصعوبته، وحال العبد بين يدي ربه وهو يسأله عن صلاته ما كان منه فيها من خشوع وخضوع أومن سهو ونسيان، تذكر ولا تنسى الميزان توزن فيه الأعمال حسنها وفيها صلاته الخاشعة، أو قد تكون في الكفة الأخرى كفة السيئات إن غفل عن وقتها وحسن أدائها، كما لا تنسى الصراط ودقته وهو الجسر الذي به السبيل إلى الجنة ويكون حينها مضروبا على نار جنهم يمر عليه عباد الله المؤمنين بقدر أعمالهم الصالحة والتي من أهمها الصلاة المستوفية الشروط والأركان وكذا الخشوع للرحمان الديان، قال تعالى ( يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمدا بعيد ويحذركم الله نفسه..).
أما أثناء الصلاة فعليك بما يأتي
· الإقامة للصلاة إذ أنها تطرد الشيطان، وذلك أنه إذا أقيمت الصلاة فر الشيطان وله ضراط حتى لا يسمع الإقامة، ورد بذلك الحديث الصحيح.
· الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم عند بداية الصلاة وذلك بعد التكبير و دعاء الاستفتاح، بقولك (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه) ، أما إن عرضت له الوساوس والشكوك أثناء الصلاة، (فتعوذ بالله من الشيطان و أتفل- أي النفخ مع رذاذ خفيف لا يرى و لا يحس- على يسارك ثلاثا) كما صح بذلك حديث النبي عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام.
· استحضار القلب..لأن الهدف من الصلاة وكل العبادات هو إصلاح القلب، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم(ألا وان في الجسد مضغة –أي قطعة لحم- إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب)
· أننا في حديث مع الله..فيجب ألا تؤدى الصلاة جسدا بلا روح مجردة عن معاني الخطاب مع الجليل الوهاب، والله تعالى يقول (قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، فنصفها لي ونصفها لعبدي، ولعبدي ما سأل) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :يقول العبد الحمد لله رب العالمين، يقول الله تعالى:حمدني عبدي.. يقول العبد : الرحمن الرحيم يقول الله تعالى: أثنى علي عبدي..ويقول العبد: مالك يوم الدين، يقول الله تعالى: مجدني عبدي،يقول العبد: إياك نعبد وإياك نستعين، قال:هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل .يقول العبد: اهدنا الصراط المستقيم. صراط الذين أنعمت عليهم. غير المغضوب عليهم ولا الضالين، قال:فهِؤلاء لعبدي ولعبدي ما سأل)
· استحضار معاني الآيات وذلك بالإطلاع على تفسيرها، وأوصيك أخي بتفسير الشيخ ناصر السعدي الموسوم بتيسير الكريم الرحمان في تفسير كلام المنان فهو تفسير عظيم في بابه، وعند الصلاة قم أيها الفاضل بإشراك العقل والقلب مع اللسان في تدبر كل كلمة والإحساس بمعناها.
· السعي في الخشوع باستحضار ما سبق في النقطة الأولى، وكذلك لكون هذه الصفة من صفات المفلحين لقوله تعالى:" قد أفلح المومنون. الذين هم في صلاتهم خاشعون" ويساعد عليه النظر إلى موضع السجود أو بين القدمين وعدم النظر إلى السماء يقول عليه الصلاة والسلام (ما بال أقوام يرفعون أبصارهم إلى السماء في صلاتهم فاشتد قوله في ذلك حتى قال: لينتهن أو لتخطفن أبصارهم)
· عدم الالتفات، فقد قال صلى الله عليه وسلم عنه أنه (اختلاس يختلسه الشيطان من صلاة العبد) و أوصى المصلين بقوله (فإذا صليتم فلا تلتفتوا فإن الله ينصب وجهه لوجه عبده في صلاته مالم يلتفت)..(فإذا صرف وجهه انصرف عنه).
· عدم التثاؤب..بقبض الفكين على بعضهما جيداً أو بوضع اليد على الفم،وذلك لكون التثاؤب في الصلاة من الشيطان..فإذا تثاءب أحدكم فليكظم ما استطاع)
· ترك الوسوسة في الصلاة، فإذا وهم ( من الوهم وهو بخلاف اليقين وغلبة الظن) في شيء كصحة وضوءه أو عدد الركعات…أو..أو..استعاذ بالله من الشيطان و أكمل صلاته.
· اتقان الصلاة بالتأني في آدائها واعطاء كل ركن حقه.
· زيادة عدد التسبيحات في الركوع والسجود..والدعاء عند السجود.
· ومن أفضل الطرق للقضاء على السرحان في الصلاة صلاة الجماعة.
· لا تيأس ولا تتحرج من تكرار ما سبق أكثر من مرة والاستمرار في دفع الشيطان فلذلك أجره، والله تعالى يقول( والذين جهدوا فينا لنهدينهم سبلنا) . ننتظر مشراكتكم أيها الأفاضل.

بارك الله فيكي
وجزاكي الله خيرا

بالفعل مكاش الي ميساهاش في الصلاة
مشكووووووورة اختي
سلاميـ

و فيكم بارك الله.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.