من* يقول إن الطفل لا* يدرك هذا أو ذاك فهو مخطئ،* فما* يحدث هو أنه ربما* يتأخر ظهور رد الفعل لسنوات،* بينما قد تظهر ردود أفعال أحيانا على أطفالنا بشكل* غير مباشر*.
الخلافات الزوجية لها أثر كبير على الطفل،* ولكن ما هي* الآثار النفسية التي* تؤثر على الطفل؟ وكيف* يمكن علاجها؟ في* السطور التالية نلقي* الضوء على هذا الموضوع*:
مما لا شك ان المشاكل أو الخلافات الزوجية لها الأثر الكبير على الطفل مما تؤدي* به إلى عدم القدرة على التفاعل مع من حوله سواء في* المدرسة أو مع الأصدقاء أو في* المنزل،* قصور في* نموه وفهمه لذاته،عدم المعرفة لحقوقه وواجباته،* عدم التمييز بين الصواب والخطأ،* لا* يكون له حس مرهف،* عدم خلق روح الإبداع والخيال وعدم اكتسابه للقيم والمبادئ الصالحة مثل شالاحترام* – التواضع* – الحوار* – اللين* – المرونة*… إلخ*.
وقد* يستخدم الطفل الألفاظ النابية وكلمات السباب التي* يسمعها من أحد الوالدين دون أن* يدرك معناها،* وقد* يصحب ذلك معاناة،* وقد تكون نفسية أو اجتماعية مثل*: الشعور بالحرمان العاطفي،* يصبح عدوانيًا،* ينفر الناس منه،* يشعر بالضعف،* يصبح متسلطًا بذيء اللسان،تتكون لديه صورة سيئة عن العائلة المسلمة في* كيفية التعامل،* يصبح مبدأه العين بالعين ويتعامل بالند كوسيلة لتلبية طلباته ورغباته،* يفقد احترام نفسه واحترام الناس له،تنمو لديه مشاعر الكراهية لوالديه وتضطرب شخصيته*.
كثرة الخلافات الزوجية تؤثر على نفسيته*.
لا* يوجد زواج دون أن تتخلله بعض الخلافات،* إنما شدة واستمرارية وطريقة التعامل مع هذه الخلافات هي* التي* قد تؤثر سلباً* على نفسية الطفل،* فإذا تعرض الطفل من سن مبكرة إلى خلافات متكررة بين والديه وإذا تطور الخلاف إلى الصراخ والشتم وأحياناً* الضرب المبرح،* فإن الطفل قد* يعيش في* حالة توتر وقلق وعدم إحساسه بالأمان والخوف المستمر من تفكك عالمه الصغير،* هذا ما تقوله هدى مرهون* – استشارية الطب النفسي* للأطفال والمراهقين*.
وتواصل د*. مرهون حديثها*: »بشكل طبيعي* سوف تؤثر هذه الخلافات على نفسيته وعلى علاقاته بالآخرين،* قد تقل ثقته بنفسه،* يحس بالعدوانية تجاه أصدقائه ويتأثر أداؤه الأكاديمي*«.
أما بالنسبة للطفل لأكبر سناً* أو في* سن المراهقة فتقول*: »قد* يحس بالضياع ويعبر عن قلقه هذا أو عن* غضبه تجاه والديه بسلوكيات متفرقة مثل،* إعتماده العنف في* علاقاته بالآخرين،* إهمال متعمد للدراسة،* مصاحبته لأصدقاء السوء،* التدخين المبكر وقد* يصل إلى استخدام المواد المسكرة أو المخدرة في* هذا السن*«.
وتضيف*: »من ناحية أخرى فإن تعرض الطفل ولسنوات عديدة لمثل هذه الأجواء المشحونة بين والديه قد* يخلق منه إنسانا ضعيف الشخصية،* عديم الثقة بنفسه،* سريع الانقياد للآخرين ومعزول اجتماعياً*«.
وتشير د*. مرهون إلى أن الأطفال* يولدون بشخصيات وطبائع مختلفة،* ففي* العائلة الواحدة قد تجد طفلاً* هادئاً* خجولاً* منطوياً* على نفسه،* وطفل آخر جريء حركي* مشاكس مستقل بذاته صعب إحتواءه أو السيطرة عليه،* وإن الأطفال* يتأثرون من الأجواء* غير الصحية المحيطة بهم بطرق مختلفة كل حسب طبائعه ومميزات شخصياتهم*. كونا نموذجين* يحتذى بهما*.
وبدوره* يحدثنا د*. نبيل أحمد الطبيب النفسي* الذى* يعمل بولاية فلوريدا الأمريكية عن تأثير جدال الأبوين أمام أطفالهم،* بالإضافة إلى بعض النصائح للتحكم فى هذه المجادلات*.
ويقول أن الأطفال* يتعلمون من آبائهم الكثير،* فمن الممكن أن* يتعلموا أن تعدد الآراء أمر صحي،* وأن الاختلاف فى الرأي* لا* يجعل صاحبه* »جيد*« أو* »سيء*«. ويضيف*: »نحن كآباء* يجب أن نعلم أبناءنا أنه عند التعبير عن رأى مخالف،* يجب أن* يتم ذلك بطريقة دقيقة ومنطقية ومقبولة،* هذا التعبير الايجابي* عن الخلاف فى وجهات النظر* يجعل الناس* يتمهلون ويراجعون مشاعرهم وآراءهم ويحاولون الوصول لحل الخلافات عن طريق إيجاد حلول عملية قابلة للتنفيذ*«.
يوضح د*. نبيل قائلاً*: »عندما* يختلف الناس بطريقة مح**** سواء مع بعضهم البعض أو مع أطفالهم،* فهم بذلك* يعلمون أطفالهم أنهم عندما* يعبرون عن آرائهم وتقابل هذا الآراء بمعارضة،* فإن ذلك لا* يقلل من هذه الآراء ولا* يعنى أن هذه الآراء خاطئة،* هذه الطريقة ستشجع الطفل على التعبير عن رأيه بسهولة وسيشعر أن رأيه* ينال التقدير حتى لو لم* يتفق معه الطرف الآخر*«.
ويردف*: »من الممكن أن* يختلف الآباء والأطفال وبرغم أن الأبوين هما اللذان* يحددان إلى أى مدى* يسمح للطفل بالمجادلة،* إلا أن هذه الحدود لا* يجب أن تكون صارمة لأن ذلك لا* يعطي* مجالا للطفل لكى* يختلف ويعبر عن نفسه،* ولا* يجب أن* ينظر الأبوان إلى اختلاف طفلهما معهما على أنه تحد لسلطتهما،* فقد* يكون ذلك فقط اختبارا للحدود أو ببساطة مجرد تعبير عن رأي* مخالف*«.
امنحا أطفالكما بيتاً* آمناً
و* يقول د*. نبيل أنه وعلى الجانب الآخر فالخلافات الكثيرة والطويلة أمام الأطفال* غالباً* ما تثير فيهم شعوراً* بعدم الراحة وبالقلق خاصةً* فى الأطفال الأصغر سناً*.
موضحا*: »في* حالة وجود أطفال صغار* (حتى سن سبع أو ثمانية أعوام*)،* غالباً* يكون من الأفضل عدم اختلاف الأبوين أمامهم لأن الأطفال فى هذه السن* يتسمون بالجمود،* ولا* يستطيعون فهم أن الشخص* يمكن أن* يتجادل مع شخص آخر دون أن* يكرهه*«.
* فإذا كنـت وزوجـك مثـلا تختلفـان كثيـراً،* يقتـرح د*. نبيل أن* يكون ذلك بعيداً* عن الأطفال،* وإذا حدث ولاحظ الأطفال هذه الخلافات،* فيجب إخبارهم أنها مجرد خلافات أو مجادلات وأن الأبوين لازالا* يحترمان ويحبان بعضهما البعض*.
ويوجه النصيحة في* هذا الخصوص قائلا*: »هذا سيجعل الأطفال* يشعرون بالراحة والأمان باطمئنانهم إلى أن أبويهم لن* ينفصلا* – فى حالة الخلافات الشديدة*«.
العصف بالأمن النفسي
ينما* يقول د*. صالح البركات في* أحد مواضيعه بمنتديات الحصن النفسي* المستشار النفسي* الاجتماعي،* أننا كلنا* ينتابنا شعور بالغضب بعض الاوقات ونحتاج لتنفيس الغضب والجدال مع شريك الحياة،* وهذا شيء طبيعي* انساني* في* الوقت نفسه،* إلا أنه* يكون قاسيا على الطفل ان* يرى ذلك من شخصين هما كل العالم بالنسبة اليه وهما اساس منزله حياته وامنه،* فان* يرى الطفل ابواه* يتشاجران فقد* يعصف ذلك بعواطفه وامنه النفسي*.
ويقول أن الحل الاقرب للابوين هو ان* يتعاملا بحسب احساس اطفالهم وتقليل الشجار بينهم الى ادني* درجة امام اطفالهم،* ويضيف*: »فنحن نعلمهم بهذا كيفية حل الخلافات ومناقشة الاشياء وما الذي* نفعله عندما نشعر بعدم الرضا،* فاذا استشعر الزوجين الغضب فمن الافضل البحث عن مكان اخر للجدل والشجار وليس امام الاطفال،* هذا اذا عرفنا مقدار تاثير هذا الشجار والجدال على الاطفال فسوف نؤجل الغضب الى مكان اخر ووقت اخر،* وهذا احد مهارات الذكاء العاطفي* اللازمة للحل الخلافات*«.