الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على رسول الله الأمين.
وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
سؤال لطالما سألَته نفسي لنفسي، ولطالما انتظرتُ منها الجواب الصحيح الصريح.
كل مرة تكذب عليّ، ولقلّما قالت لي الصدق.
أحيانا تبرر أفعالها بأفعال الآخرين، بصوابهم.
وأحيانا بأخطائهم حتى.
وأحيانا تَصْدُقني … ولعلها لم تصدقني إلا لأنها تمهد لكذبة بل لكذبات.
هذا السؤال المشاغب عليها، لا بد أن يكون مُهمّا.
وإلا … فلم كل هذا التهرّب والفرار؟؟
هذا السؤال واقع يمسّ عقيدتها، … وأخلاقها.
يمسّ تقويمها لنفسها.
وتقويم الناس لها.
وتقييمهم.
هذا السؤال باختصار:
لماذا تكتبين في المنتدى؟؟؟
بعبارة أخرى:
ما الفائدة من الكتابة؟؟
أليس السلفي أحرص شيء على الوقت؟؟
فلماذا تضيع هذه النفس وقتا كبيرا في الكتابة، إن لم يكن لها فيه فائدة؟؟
وفي كل حال.
ليس الأمر هينا.
وليس الخطب سهلا.
لا أعني بقولي هذا، رفعها لمواضيع الإخوة هنا وهناك بعبارة: للرفع.
أو بعبارة جزاك الله خيرا.
فهذه في أغلب الأحيان لا تضرها، إن لم تنفعها، ولا محالة ففيها طِيبتها.
اللهم إلا إن كان الدافع لها غير شريف، كحرصها على ثناء صاحب المقال.
أو أن يُعرف عنها اهتمامها بموضوع معين، كالرقائق، أو الآداب، أو المخطوطات.
أو الاهتمام بعلم معين، كالحديث، أو القراءات، وهي عنه عراء.
ولعلي أحدّد لها بعض الأخطاء التي تعتريها.
أحدها:
تراها أحيانا تكتب فقط لتُحسّس الناس أنها موجودة، فتكتب أي شيء، وتُعلِّق أي تعليق.
فتعلّق على سؤال جِدّي بقولها: بارك الله فيكم!!
كأنها تقول قد مررت من هنا؟؟؟
طيب، فأين جوابك أيتها اللـ…؟؟
أما إننا نعلم أنكِ من المداومين على النت، والحريصين على التواجد، ولعلكِ لا تقرئين أصلا ما كُتب، وما يدرينا؟؟
ألم يكن هذا منك يا عدوة نفسك؟؟ أقرّي، وأفصحي.
لعلك تَمُرين على المكتوب هذرمةً: لبلبلبلبلب … إلى آخره، ثم تعلقين: موضوع رائع رائق!!
ألم يكن هذا منك يا عدوة نفسك؟؟ أقرّي وافصحي.
آخر:
تراها أحيانا تكتسي ثوب الوقار، ليُؤثَر عنها أنها لا تتدخل فيما لا يعنيها، ولا ما يشغلها عن النافع -زعَمَتْ-.
فإذا جاء ما يحُركها، رأيتها تفزع فزع الضراغم، تصول وتجول، في أجساد سنانير بعبارات ركيكة، وجمل بلا معان، إلا أنها زأرت، وأي مواء؟؟
ألم يكن هذا منك يا عدوّة نفسك؟؟ أقري وأفصحي.
آخر:
تراها أحايين سكّاتة، صمّاتة، لا يمنعها من الكتابة إلا الجهل بالعلم وأهله، وخوف أن يُكشف عوارها، فإذا نطقت كانت كمن: سكت دهرا، وتكلم هجرا، فلا هي تحُسن السكوت، ولا هي تجُيد التكلم.
ألم يكن هذا منك يا عدوة نفسك؟؟ أقرّي وأفصحي.
آخر:
تراها في أحايين ترفع من قيمتها وتُري غيرها أنها ممن لهم الباع الطويل في المعرفة بـكيت وكيت، فتتدخل في كل شيء، حتى فيما لا يعنيها، وكأنها قد كُفّلت بحماية العلم على البسيطة.
ألم يكن هذا منك يا عدوّة نفسك؟؟ أقري وأفصحي.
وآخر وآخر وآخر:
ألم يكن كل ذلك منك يا عدوة نفسك؟؟ أقرّي وأفصحي.
بلى، قد كان، وكان …
ولا أريد زيادة فضحها، فلعلها تنظر في أولها وآخرها، فتُصلح نفسها بنفسها، ولعلّها تدع المقال لإخوانها عن أنفسهم، فهم أيضا لهم خباياهم.
ولعلها تُصلح كتابتها، وتخُلص لله أمرها، عسى أن يَجُبّ الإخلاص ما قبله.
الله المستعان.
كثيرة هي دسائس نفسي، وأنا أعلم بها من غيري، فهل تَصدُقُني؟؟
هذا ما لم أستشعره منها لحد الآن، بل إنها كاذبة خاطئة، لم تصلح أن تقوّم نفسها فكيف تقيّم غيرها؟؟
ولم تزل تتزين للشيطان، والشيطان يسول لها، ويملي لها.
لكنها ستصدقني إن سألتها وألححت عليها في المسألة.
فلا تتجاوزي يا نفسُ هذا المقال، وهذه الكلمة، حتى تجيبين، والآن … والآن فقط، لا أريد تأخيرا:
لماذا تكتبين؟؟؟
أراعيت الله فيما تكتبين؟؟
………………………… ……………….. ………………..
اللهم إنا نعوذ بك من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا.
فإما أن توبقيني، وإما أن أنجو بك.
فمم ستحاذرين؟؟ وما الذي ستتركين؟؟
ألا فارعوي، ألا فانزجري …
فإنك -والحق يقال- رهينةٌ من اليوم.
إلا إن كنت من أصحاب اليمين، وما أدراكِ ما أصحاب اليمين.
يا أيتها التي ما علِمت عنها إلا الخيانة …
لا تلومني إن قلت لكِ هذا، فقد خُنت العهد والميثاق.
غيّرت المقصد والهدف.
سَفُلتِ بالأمر النبيل إلى الحضيض.
أو تريدين دليلا على ذلك؟؟
سأقول لك، وبكل صراحة:
زيّنت لي أمري.
وبرّرت خطئي، إذ زعمت أنني أكتب لله، وفي ذات الله.
جعلتِني حريصا على أن لا يفوتني يوم، فلم أُرَ إلاّ خَرّاجا ولاّجا.
فكل ليلة تغيب فيها الشمس، إلا وأنت تأُزينني أزّا، وتدفعينني دفعا، تقولين لي:
اكتب، اكتب.
لو قلتِ لي:
اكتب، حتى يعرفك الناس، لاكتشفت عداوتك، ولنابذتكِ، بل وطاعنتك.
لو قلتِ لي:
أظهر ما عندك من علم، حتى يشار إليك، لعلمتُ أن ذلك من ثمرة تمدرسك البائس على يد شر المعلمين، الذي أبى السجود لأبيكِ.
لو أظهرتِ لي حقيقتك لعرفتُك، فإنني وإن خانتني بصيرتي، فلقد علمتُ أن بصري لن يخونني.
لكنك … لبست ثوب الزور.
أتيتِني في هيئة شيخ صالح، حاثٍّ على الخير.
فقلت لي:
عسى الله أن ينفع بما تكتب.
عسى الله يهدي على يديك رجلا واحدا، وليكونن لك خيرا من حمر النعم.
قلتِ: لا شك أن كلامك سيُطار به، فتؤجر الأجر الكبير الكثير.
أجرَ من سن سنة حسنة … إلى يوم القيامة!!
لكنك يا عدوة نفسك.
أخفيتِ عني أنك تحبين الكتابة.
وأنها شهوة فيكِ، وإدمان منك، لا بد لك من استجابته.
وإلا … جُنِنتِ، وصرعت، وربما سُحرت، فلم تصبري.
ألم تسمعي قول شيخ الإسلام رحمه الله تعالى:
"فما أكثر ما تفعله النفوس وتهواه، ظانة أنها تفعله طاعة لله"؟؟
بلى والله،
لقد مرّ على سمعك، فقرعه قرعا، وأثر تأثيرا.
ولكنك سرعان ما عُدت أدبارك، فلا بارك الله في عودة كهذه منكِ.
فاحكمي عليّ، وعلى نفسك.
فأنت مني وأنا منك.
هل تكتبين شهوة، أم طاعة لله؟؟؟
راجعيني، وسأراجعك.
والآن، لا أملك لك، إلا أن أسأل الله أن يهديك.
اللهم ربنا:
اهدنا صراطا مستقيما، صراط من أنعمت عليهم، غير المغضوب عليهم وغير الضالين
بارك الله فيك شكرا جزيلا لا اجد الكلمات التي أقولها عن هذا الموضوع احيانا علينا أن نواجه أنفسنا بكل صدق و بكل قوة و بكل جرأة
موضوعك هذا حرك فيا و أثر فيا كثيرا
اللهم حسن لنا في أمور دنيانا و سهل علينا طاعتك و اجعل النفس لطاعتك ذليلة و لمعصيتك قوية و عزيزة و بعيدة
أخي بارك الله فيك جزاك الله الجنة
ننتظر منك المزيد
بارك الله فيك على الموضوع القيم
يستحق التقييم
اللهم إنا نعوذ بك من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا.
|
بارك الله فيك
اهدنا صراطا مستقيما، صراط من أنعمت عليهم، غير المغضوب عليهم وغير الضالين
بارك الله فيكم
ولا يخفاكم إخواني وإنما الذكرى لابد منها بين حين وحين أن الشرك الأصغر هذا لا يكاد يسلم منه أحد سيما في مجالس الأنترنت
وإنما على المؤمن دائما أن يحرص على الإستغفار وسد الأبواب التي تفضي به إلى العجب بنفسه كي يسلم مما هو أدهى ويتقي الرياء-أعاذنا الله وإياكم منه-
وقد يعجب الجاهل بنفسه من أمور صغيرة جدا وقد تكون من الأمور التي أوجبها الله عز وجل علينا كالصلاة و صفتها../
أوكأن يكتب سطرا في منتدى..أو ينقل موضوعا..أو يرد على فلان..ولو علم ما كان هذا حاله
ولو علم قدر نفسه ونظر بعلم إلى أعمال المتقين من حوله لعافت النفس نفسها واتسعت عينه ليبصر منزلته وصغرها.فنسأل الله أن يبصرنا بعيوبنا ويعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا.
*************
عن معقل بن يسار قال: انطلقت مع أبي بكر الصديق رضي الله عنه إلى النبي صلى الله عليه وسلم. فقال: "يا أبا بكر ! للشرك فيكم أخفى من دبيب النمل". فقال أبو بكر: وهل الشرك إلا من جعل مع الله إلهاً آخر؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم : "والذي نفسي بيده، للشرك أخفى من دبيب النمل، ألا أدلك على شيء إذا قلته ذهب عنك قليله وكثيره؟". قال: "قل: اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم، وأستغفرك لما لا أعلم"
(صحيح الأدب المفرد)
**********************
ولما كان ذوو العلم أدرى بمنزلة أنفسهم منا نحن
فانظر إلى أهل العلم رحمهم الله وحالهم كي نعرف منازلنا فننزلها برحابة صدر وعن علم:
فهذا الشيخ ابن باز-رحمه الله-
قال عنه
قلت: هل تعلمين يا نفس لم قال للكاتب قف؟
بارك الله فيك
انا في رايي لما امر و اكتب لك بارك الله فيك لاتجنب المعاصي و غيرها
ليس لاننا لا نقرا الموضوع
شكرا لك