في سورة الرعد يسير في الدنيا و يجري حتى يأتي الأجل
أما في سورة لقمان فهو في الأخرة حيث ينقطع جريانهما (تفسير السعدي رحمه الله)
و للسائل أن يسأل عن اختصاص مافي سورة لقمان بقوله (كل يجري إلى أجل مسمّى) وماسواه إنما هو (يجري لأجل مسمّى) والفارق بينهما:
_ ما ورد باللام يفيد التعليل (كلّ يجري لأجل مسمى) بمعنى: كلّ يجري لبلوغ الأجل ،أي كل يجري لهذه الغاية ،كما تقول: كلهم يجري لوصول الهدف وبلوغه ..أي يجري لبلوغ أجل مسمى ..
_ أما في قوله (إلى أجلٍ مسمّى) يفيد الانتهاء، معناه:
لايزال جارياً حتى ينتهي إلى آخر وقت جريه المسمى له.
و إنما خص مافي سورة لقمان ب ( إلى) لأن الآيات التي تكتنفها آيات منبهة على النهاية والحشر والإعادة ،فقبلها: ( ماخلقُكم ولابعثكم إلا كنفس واحدة ) وبعدها:
( ياأيها الناسّ اتقوا ربكم واخشوا يوماً لايجزي والدٌ عن ولده ولا مولود هو جازٍ عن والدِه شيئاً )
فكأن المعنى: كل يجري إلى ذلك الوقت ،وهو الوقت الذي تكور فيه الشمس وتنكدر فيه النجوم كما أخبر الله تعالى ..
و سائر المواضع التي ذكرت فيها اللام ،إنما هي في الإخبار عن ابتداء الخلق ،وهو قوله:
( خلقَ السموات والأرضَ بالحقّ يكوّرُ الليلَ على النّهارِ ويكورُ النهارَ على الليلِ.كلّ يجري لأجل مسمّىً.ألا هو العزيز الغفار.خلـَقـَكم من نفسٍ واحدة ٍثمّ جعلَ منها زوجها) الزمر _
_ فالآيات التي تكتنفها في ذكر ابتداء خلق السموات والأرض وابتداء جري الكواكب وهي إذ ذاك تجري لبلوغ الغاية ،
قوله في سورة فاطر : إنما هو في ذكر النعم التي بدأ بها في البر والبحر ،إذ يقول:
( ومايستوي البحران ) إلى قوله:
(يولجُ الليلَ في النهارِ ويولجُ النهارَ في الليل وسخّرَ الشمسَ والقمرَ كلٌ يجريْ لأجل مسمّى .ذلكم الله ربُّكم له الملكُ …)
فاختص ماعند ذكر النهايةبحرفها (إلى)
واختص ماعند الإبتداء بالحرف الدال على العلة التي يقع الفعل لأجلها ..
من كتاب التعبير القرآني
د.فاضل السامرائي
جزاك المولا خير الجزاء..~
وجعله فى موزين حسناتك ..~
دمت فى رضا الرحمن