والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الصنف: فتاوى الأسرة – عقد الزواج – إنشاء عقد الزواج
في الإقبال على العامِّيات في الزواج والعدول عن المستقيمات
للشيخ محمد علي فركوس حفظه الله تعالى
السؤال:يجنحُ كثيرٌ من الإخوة المستقيمين عند إرادة الزواج إلى خِطبة النساء العامِّيات بحُجَّة دعوتهن للمنهج السوي
غاضِّين الطرف عن المستقيمات، فما هو توجيهكم شيخنا؟
وجزاكم الله خيرًا.
الجواب:
الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلام على من أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدِّين
أمّا بعد:
فإنَّ الذي يسعُني أن أنصح به الزوجَ السُّـنِّيَّ هو اختيارُ ما يسعده في دنياه وأخراه، وهو اختيار الزوجة الصالحة التي
تحافظ على الدِّين قولاً وعملاً، وتتمسَّكُ بفضائله وأخلاقه، وترعى حقَّ الزوجِ، وتحمي أبناءَه، فهذا الذي عني الإسلام به
من معاني الفضل والصلاح والعِفَّة.
أمَّا السعي إلى من تجرَّدت من هذه المعاني واغترَّ بحُسْنِها وجمالها وجاهها ونسبها، فإنه يخشى منه الفتنة في ضياع
نفسه وأبنائه، إذ مِنَ الصعب بمكان تحويل من أُشْرِبَتْ فِي قلبها حُبَّ مظاهرِ الدنيا، وركنت إلى زخارفها
ومالت إلى ملذَّاتها، إذِ الحكمة نطقت بأنَّ: «مَنْ شَبَّ عَلَى شَيْءٍ شَابَ عَلَيْهِ»، وأنّ «مَا ثَبَتَ عَلَى خُلُقٍ وَطَبْعٍ نَبَتَ عَلَيْهِ»
بل يخشى أن يُجرَّ إلى خُلُقها ويُطاوِع رغباتِها، فيبتعدُ بذلك عمَّا كان يصبو إليه من معاني الحياة الإسلامية الجامعة
على حُبِّ الله وطاعته، ويندم على ما اغترَّ به: «فَاظْفرْ بِذَاتِ الدِّينِ، تَرِبَتْ يَدَاكَ»(١).
والعلمُ عند الله تعالى، وآخر دعوانا أنِ الحمد لله ربِّ العالمين، وصلى الله على نبيّنا محمّد وعلى آله
وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، وسلّم تسليمًا.
الموافق ﻟ:٣ جوان ٢٠٠٦م
(١) أخرجه البخاري في «النكاح»: (٥٠٩٠)، ومسلم في «الرضاع»: (٣٧٠٨)، وأبو داود في «النكاح»: (٢٠٤٩)، والنسائي في «النكاح»: (٣٢٤٣)
وابن ماجه في «النكاح»: (١٩٣١)، وأحمد: (٩٧٦٩)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
ان من أسباب انتشار الفساد هو تفكير الشباب عند الزواج في الجمال و الجاه و المال فيصير كأصل في حين الدين يصير فرعا لمن كان له عنده اعتبار، و في هذَا جناية على مستقبل الأسرة والأمة على حد سواء، و فيه أيضا تفويت الزواج على الفضليات العفيفات من نساء الأمة، فكم من امرأة صالحة حقها أن تكون ربة بيت و صانعة أجيال حال بينها و بين ذَلك أن ليست كاشفة لمفاتنها، و طالية وجهها مختلف أنواع المناكير، مائلة مميلة توزع النظرات و الضحكات عند كل حدب و في كل صوب تتلقفها الأسماع و الأبصار التي تهمس لها الكلمات الساقطات و تبدي لها الاعجاب تنصب لها به الحبال، ثم يكون المأل أن تٌسقط بعض السذَاج من الرجال… فوا عجبا من ناصب للحبال و منصوب له الشباك ، ثم وا عجبا من مترصد بالفريسة و مترصَد به ينتظر منه الغفلة و الاقدام ليسومه سوء العذَاب، و لا ينتهي العجب حين ترى مثل أولئك الساقطات من النساء في عصمة رجال أو قل أشبه رجال و لا زالوا بعد في التبرج و السفور، وكأن الأمر صار لعبة، لكن هكذَا هي السنين الخداعة و هذَا هو حالها.
|
احسن الله إليك أخي حكيم
يتحرى الرجل بالبحث والسؤال
و يختار المرأة التي تحافظ على الدِّين قولاً وعملاً، وتتمسَّكُ بفضائله وأخلاقه
فأما عن كيفية إيجادها فلا مشكل في ذلك بإذن الله
ما عليك إلا أن تكون أنت صالحا و محافظا و سيوفقك الله للفوز بالصالحة و المحافظة
حتى ولو كانت في مكان لم تسمع به أبدا
اما عن عوامل الإختيار فتكفي وصية النبي صلى الله عليه وسلم ودعوته في قوله :
«فَاظْفرْ بِذَاتِ الدِّينِ، تَرِبَتْ يَدَاكَ»
فأمر النبي بذات دينٍ زوجـة فاظفر بذات الدين