وهُمُ الذينَ أَكثَروا مِن ذِكرِهِ = في السِّرِّ والإعلانِ والأَحيانِ ..
منزلة شريفة , حاجة كل إنسان إليها – بل ضرورته إليها فوق كل حاجة ,
فذكر الله هو عمارة الأوقات , وبه تزول الهموم والغموم والكُدورات ,
وبه تحصل الأفراح والمسرات , وهو عمارة القلوب المقفرات ,
كما أنه غراس الجنات , وهو موصل لأعلى المقامات ,
وفيه من الفوائد ما لا يحصى , ومن الفضائل ما لا يعد ولا ينقضي ,
قال الله تعالى : (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا (41) وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا )) الأحزاب 41-42
وقال النبي صلى الله عليه وسلم لرجل – قال : إن شرائع الإسلام قد كثرت علي ! فأوصني ؟ قال : (( لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله )) .
وقال : (( سبق المفردون )) , قالوا : وما المفردون ؟ قال : (( الذاكرون الله كثيرا والذاكرات )) .
ولي أبيات :
وكن ذاكراً في كُل حالة === فليس لِذكرِ الله وقتٌ مُقيَّدْ
فذكرُ إله العرش سرّاً ومُعلناً === يُزيل الشقا والهمَّ عنك ويطرد
ويجلب للخيرات دَيناً وآجلاً === وإن يأتك الوسواس يوماً يُشرد
فقد أخبر المختار يوماً لصحبه === بأن كثير الذكر في السبق مفرد
ووصى معاذاً يستعينُ إلههُ === على ذكره والشكر بالحسن يَعبُد
وأوصى لشخصٍ قد أتى لنصيحة === وقد كان في حل الشرائع يُجهَد
بأن لم يزل رطباً لسانك هذه === تُعينُ على كل الأمور وتُسعد
وأخبر أن الذكر غرسٌ لأهله === بجنات عدن والمساكن تُمهد
وأخبر أن الله يذكر عبده === ومعه على كل الأمور يُسدِّد
وأخبر أن الذكر يبقى بجنبه === وينقطع التكليف حين يُخلَّد
ولو لم يكن في ذكره غير أنه === طريق إلى حبِّ الإله ومُرشِد
وينهى الفتى عن غيبة ونميمة === وعن كل قول للديانة مفسد
لكان حظٌّ عظيمٌ ورغبةٌ === بكثرة ذكر الله نعم الموحَّد
ولكننا من جهلنا قلَّ ذكرنا === كما قلَّ منا للإله التعبُّد
وذكر الله نورٌ للذاكر , في قلبِهِ وفي قوله وفي قبره ويوم حَشره
والله المستعان …
( السير إلى الله والدار الآخرة ص 7 – 9 ) للشيخ العلامة السعدي رحمه الله
منقول
تقبل مروري
وجعلنا من الذاكرين الله كثيرا
بارك الله فيك
ونفع بكَ