تخطى إلى المحتوى

عندما يتحرك قارب الزواج في بحر الحياة 2024.

ط§ظ„ظ‚ط¹ط¯ط©
كم كان ارتباطهما جميلا في بداية الزواج ، لكأنهما كانا نجمان يتألقان ، تغمرهما فرحة اللقاء , ينصتان لبعضهما باهتمام ، يدونان أفكارهما ، يحفظانهامنقوشة بخاطرهما .
وتمضي بهما الساعات ويتحرك قارب الزمن في سعادة ، وأشياء كثيرة تسبح بداخلهما ، تتقاذفها أمواج الحياة ، ثم تنطلق فتطفو على السطح ، تتنفس عطر الكلمات ، تستجيب لصوت يهتف بهما ، متناغما مع شهد الإحساس ، يشنف آذانهما بموسيقى بلا عزف ولا قيثار , تلك أحرف ضمتها الشفاه في عقد فريد , وحوار يجري له صدى يتغلغل في الأعماق ، يغريهما بمزيد من بوح الخواطر , ويزيد قربهما قربا بقدره لقد كانا يكملان بعضهما ، يرسمان بنفس الريشة صور حياتهما ، ويكتبان معا بحبر القلم كلمات تحكي قصتهما من أول الميلاد , ويشيدان معا البناء الأسري المبارك في تناسق عجيب ، يزيده بهاء الإيمان بالله والرغبة في العمل له ووحدة الاختيار ، وقوة الترابط ، وتشابك روحيهما في انسجام..
كلاهما كان يلامس حقيقة أنه يحب من اختاره شريكا لحياته ، وأحلامه ، وطموحاته اختيارا يرضي ربه .. وأنه يشعر بوجوده ، وبشغف به غير معتاد ، وبمودته التي كلها أسرار , كانا يفهمان بعضهما ، وشفاههما مطبقة على صمتهما ، لكن بريق أعينهما يترجم كل معاني الكلمات ، ويفك ألغاز الإشارات , وتواصل بينهما ذاك الشعور الزوجي الروحي الصادق فكانا يحبان بعضهما حبا حقيقيا ، وصادقا مخلصا ، تحدى اهتماماتهما المادية ، وانتصر على طموحاتهما الثائرة ، وتجاوز أحلامهما المتمردة ..

إلا أن دوامة الحياة رحلت بهما عبر الزمان والمكان ، فبدآ يشعران بغربة الذات والكلمات ، واختلال ترتيب أحرف الهجاء ، وشحوب المعاني بينهما ، وتلعثم النبرات ، ما أضفى اغترابا على الحديث بينهما , ونفورا توالد بينهما , تزايد عبر الأيام , لكأنه الخرس قد أصاب الشفاه , والنفور والانكماش قد أصاب حياة كل شخص وأخذها بعيدة عن الآخر , فصارا يعيشان في بيت واحد بروحين مغتربتين ..!
ماذا تبقى من ذكريات السعادة وفرحة الاختيار وألوان العرس ، وزينة الفرح ؟ ليس إلا ذكريات جميلة مضت ، تلاشت تدريجيا ، وهي تذوب وتحترق كالشموع بين أنياب الخلافات اليومية البائسة وكلمات العتاب الدائمة , وسلوكيات الغضب الجارحة ..
ويوما بعد يوم تخر قواهما ، تتضاءل عزائمهما ، تتبخر أحلامهما ، فتذبل وردة تزين مزهرية حياة ، وتنطفئ شمعة من شموعهما ، فيخيم بعدها الظلام ، ويظل الأمل يحدوهما ، ليبحرا من جديد بمنأى عن قصف العواصف ، وإعصار الاهتمامات المادية ، وضغوط الحياة اليومية ..
وفي كل مرة كانا يواجهان معاناة جديدة ، فيتحديان الأمواج الهائجة ، والغيوم السوداء العاصفة بحياتهما ..
وعندما يضعف نضالهما ، تهزم فرحتهما ، فيصرخ الألم ، يحط على الأغصان ، يصدح بالآهات ، يفجر أدمعا من المآقي ، فتختنق الأنفاس بالعبرات ..
لقد غيرتهما تقلبات الزمن ، وتكاثف المحن ، وتراكم الشدائد ، وتزاحم النكبات واشتداد الضربات ، ومعايشة يومية لأصناف شتى من الناس ، تختلف أمزجتهم وطبائعهم ، ومواجهة لألوان متناقضة من المواقف والصور والمظاهر الاجتماعية و الاقتصادية و السياسية , لقد خنقهما احساس التقصير , وأشعل النار بينهما نفثات الشيطان , وبدأ شعور كل منهما بعدم الرغبة تجاه الآخر في مشاركته آلامه وآماله , بل حتى لمشاركته مجرد الكلمات اليومية والحكايات العارضة
اشتدت لهجتهما تجاه بعضهما ، وقست عواطفهما ، وتبلدت مشاعرهما ، وضعفت حكمتهما ومنطق عقلهما ، فتحولا رغما عنهما من حالة هدوء عاطفي واتزان سلوكي ، واعتدال مزاجي لحالة من التوتر العصبي ، والإرهاق النفسي والفكري والجسدي , تحت تأثير سلطان ما سبق وما اختزن بداخلهما .

وتأجج بركان من غضب ، وثورة انفعالات فجرت أمورا ساكنة بداخلهما أزكاها الشيطان بينهما , وكأن الحقوق والواجبات بينهما قد صارت جامدة جافة , تتجمد يوما وتضيع اياما ، وتكاثرت الأنفعالات , فتطاير شظى لهيبها ، وسرى حمما بشرايينهما ، فطمح كلاهما للتخلص من معاناته وتخفيف ثورة قهره ، بمواجهة الآخر وحربه انتصارا على ضعفه وفشله في ردع طوفانه ..واعتبره عدوا له لا صديقا , وغريما له لا محبا , وخصما من خصومه لا جزءا من أجزاء حياته !
هنا يتبين هل ينتصر الحب الروحي الإيماني الأسري بين زوجين أو ينهزم ، بحسب قوة وضعف ارتباطهما بربهما وقيم نبيهما ، وبحسب صدق إحساسهما ، والتزامهما بالمسؤولية المشتركة بينهما في تحمل مشاق الحياة والصبر عليها..
إن وجود حب حقيقي نقي شفاف وصادق بين زوجين هو سلاحهما الذي يحاربان به ويتقويان على ضعفهما , هو ضماد جراحهما ، وترياق معاناتهما ، هو حصانتهما في مواجهة تيار التحديات ومقارعة الصعاب ..
حين يدرك الزوجان أن حياتهما ووجودهما معا روحا وجسدا واحدا ، يتشاركان معا الأفراح والأتراح ، والابتسامات والدموع ، والصمت والكلام ، والهدوء والغضب , ويواجهان تقلبات الحياة بتناقضاتها بوعي ونضج فكري ، واتزان نفسي ، والتحام عاطفي حينها سيظلان يشعران بنفس الإحساس عند بداية زواجهما ، وسيحتفظان بفرحتهما ، والأجواء المفعمة بمشاعر الحب والتقدير والاحترام…
ومهما قويت شوكة التحديات ، وحجم الخسائر والمعاناة , فهي قاصرة عن استنزاف توجهاتهما وميولهما المعنوية ..
لكن حين يفرطان في النظر لبعضهما من منطلق معادلة مادية أساسها الربح والخسارة ، ويتعاملان وفق إيقاعات تحقيق المصالح والمكاسب .. سيصارعان معا عوامل التصحر والجفاف العاطفي والوجداني ، ويتجاهلان اهتمامات ومصالح الآخر لدرجة يفقدان فيها حتى الإحساس ببعضهما وجودا روحيا وجسديا ، حتى ساعات الزمن تتحول لديهما لأرقام حسابية ، لا قيمة لصرفها ، أو تضييعها في تبادل مشاعر الحب والمودة والرحمة والحنان والمعاني الجميلة
إن سر نجاح الحياة الزوجية ونماءها وقوتها ، كامن في وجود عواطف صادقة مخلصة ، لا ينضب فيض معينها ولا يفتر عطاؤها ، فهي الماء العذب الزلال ، هي عطر الحياة فواح ، هي زاد الروح ، وبلسم القلب ، هي سر السعادة ينشدها الغرباء
أتمنى وأتمنى السعادة لكل زوج وزوجة
السلآمـ عليــكم
كلآم من رآئـع ,,
و الاروع هي المصادفــة الجميلــة لصآحبة المواضيـع الطيبة التي قراتهآ اليوم
بآركــ الله فيكــ اختي
سلامي لكـ

القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة eureka القعدة
القعدة
القعدة

السلآمـ عليــكم

كلآم من رآئـع ,,
و الاروع هي المصادفــة الجميلــة لصآحبة المواضيـع الطيبة التي قراتهآ اليوم
بآركــ الله فيكــ اختي
سلامي لكـ

القعدة القعدة

مرحبا بك دائما يا أميرتي بعبير ورودك على صفحاتي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.