تشير في البداية لأهمية ومميزات ربات البيوت، وأن هذه الفئة تمثل النسبة الأكثر من النساء في مجتمعاتنا العربية، و أن نسبة كبيرة من هؤلاء النساء يحملن مؤهلات علمية جيدة، وأن هناك أوقات فراغ كثيرة تتوافر لهؤلاء النساء.
أهمية العمل
وتوضح أن الله تعالى جعل العمل هو الوسيلة الأساسية لعبادته، مستشهدة بقوله تعالى اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ) سبأ 13. وقال: (وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ) التوبة 105.
وما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلمما أكل أحد طعاماً قط خيراً من أن يأكل من عمل يده، وإن نبي الله داود كان يأكل من عمل يده) رواه البخاري.
فماذا عن نظرة الإسلام إلى عمل المرأة خصوصاً؟
ترى الأستاذة إيمان أن هذه النظرة تنبثق من مكانة المرأة في الإسلام، والأحكام الخاصة بها وبدورها في المجتمع.
فالإسلام يرى أن واجب المرأة الأول والأساسي هو:
1- حضانة الأطفال وتربيتهم.
2- تدبير شؤون المنزل.
وتسوق حديث النبي صلى الله عليه وسلم، عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قالكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته, والأمير راع, والرجل راع على أهل بيته والمرأة راعية على بيت زوجها وولده, وكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته) متفق عليه.
والمرأة التي تعرف واجباتها ومسؤولياتها الأساسية تستطيع أن تنظم وقتها وتفرغ الأوقات للاستفادة من أي عمل مهني أو صناعات منزلية ,أو أي دور اجتماعي تفيد به من حولها.
عمل المرأة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم
وتقول الباحثة: يمكننا هنا أن نذكر بعض الوقائع لمشاركة المرأة في العمل المهني في عصر الرسالة:
أ-العمل في الزراعة أحيانا:
عن جابر بن عبد الله قال: طلقت خالتي فأرادت أن تجدّ نخلها فزجرها رجل أن تخرج فأتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالبلى فجدي نخلك فإنك عسى أن تصدّقي أو تفعلي معروفاً) رواه مسلم(1)، ومعنى أن تجد نخلها، الجداد، بالفتح والكسر، صرام النخل، وهو قطع ثمرتها.
ب- العمل في الصناعة:
فهذه امرأة تهتم بالنجارة:
عن جابر بن عبد الله أن امرأة قالت : يا رسول الله ألا اجعل لك شيئاً تقعد عليه، فإن لي غلاماً نجاراً قال: إن شئت, فعملت المنبر " الحديث رواه البخاري ومسلم.
ج- دبغ الجلود:
وقد كانت تعمل به أم المؤمنين زينب بنت جحش_ رضي الله عنها_ كما أورد الحافظ ابن حجر أن زينب بنت جحش كانت امرأة صناعاً باليد كانت تدبغ وتخرز (تخيط بالجلد) وتتصدق في سبيل الله.
وعن عائشة – رضي الله عنها – قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (أسرعكن لحاقاً بي أطولكن يداً) قالت: فكن يتطاولن أيتهن أطول يداً قالت: فكانت أطولنا يداً زينب لأنها كانت تعمل بيدها وتتصدق. الحديث رواه الحاكم
د-التمـــريــض:
عن أم عطية الأنصارية قالت خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سبع غزوات أخلفهم في رحالهم فأصنع لهم الطعام وأداوي الجرحى وأقوم على المرضى ). رواه مسلم (3)
لقد حظيت هذه الأعمال والنشاطات بمباركة من النبي _صلى الله عليه وسلم_ومن خلفائه الراشدين، مع الاحتفاظ بالضوابط الشرعية الكافية التي تجعل خروج المرأة أحيانا للعمل لا يضر بها ولا بالمجتمع. وهو ما يدل على استشعار ولاة الأمر أهمية هذا الدور.