تخطى إلى المحتوى

ظوابـــــط المـــــزح 2024.

بسم اللـه الرحمـن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

كما هو معلوم لكل الاعمال ظوابط تحكم في اي عمل حتى يوافق الشرع….وكم منا من اغفل التقيد بالظوابط فوقع بالمحضور فاضحى عمله مخالف للشرع فقد قال رسولنا الكريم (من عمل عملا ليس من امرنا فهو رد) عليك افضل الصلاة والسلام يا معلم البشريه وهاديها

ومن ضمن الاعمال والسلوكيات التي لايجب اغفال الترزام بظوابطها هناك مسالة المزح التي تفشت وتفاقمت في مجتماعتنا خاصة بين الشباب..فلنرى اذن ماهي ظوابط المزح وشروطه

القعدة

ظوابــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــط المـــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــزح

1 – ألا يكون فيه شيء من الاستهزاء بالدين: فيعد هذا من نواقض الإسلام؛ لقوله تعالى: [ ولَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ ونَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وآيَاتِهِ ورَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِءُونَ (65) لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إيمَانِكُمْ ][التوبة: 65، 66]. يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: ( الاستهزاء بالله وآياته ورسوله كفر يكفر به صاحبه بعد إيمانه ) [19] ويجعل الإمام ابن قدامة ذلك ردة عن الإسلام. وهذه كالاستهزاء ببعض السنن على سبيل المزح، وببعض الأحكام الشرعية كتقصير الثوب وإعفاء اللحية أو الصلاة والصوم وغيرها. يقول ابن عباس رضي الله عنهما: ( من أذنب ذنباً وهو يضحك دخل النار وهو يبكي ).

القعدة

2 – ألا يكون إلا صدقاً ولا يكذب: ولا سيما أولئك المعتادين لذكر الطرائف الكاذبة بقصد إضحاك الناس. روى الإمام أحمد في مسنده أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: ( ويل للذي يحدِّث فيكذب ليُضحِكَ به القوم ويل له ) [. وقوله صلى الله عليه وسلم: ( إن الرجل ليتكلم بالكلمة ليُضحِك بها جلساءه يهوي بها في النار أبعد من الثريا ). ولا شك أنهم وقعوا في ذلك بسبب الفراغ وضعف الإيمان والبعد عن ذكر الله تعالى، ومصاحبتهم لجلساء السوء الذين يزينون لهم بعض المحرمات.

القعدة

3 – السخرية والاستهزاء بالآخرين: فتلك محرمة وتعد من الكبائر، يقول تعالى: [ يَا أَيُّهَا الَذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْراً مِّنْهُمْ ولا نِسَاءٌ مِّن نِّسَاءٍ عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْراً مِّنْهُنَّ ولا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ ولا تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ بِئْسَ الاسْمُ الفُسُوقُ بَعْدَ الإيمَانِ ومَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ][الحجرات: 11]. يقول ابن كثير: ( المراد من ذلك احتقارهم واستصغارهم والاستهزاء بهم، وهذا حرام، ويُعد من صفات المنافقين ) . ويقول الطبري: ( اللمز باليد والعين واللسان والإشارة، والهمز لا يكون إلا باللسان ). وقد روى البيهقي في ( شعب الإيمان ) أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (إن المستهزئين بالناس لَيُفْتَحُ لأحدهم باب الجنة فيقال: هلم، فيجيء بكربه وغمه، فإذا جاء أُغلق دونه ). ويُخشى على المستهزئ أن تعود عليه تلك الخصلة التي يسخر من غيره فيها فيتصف بها ويبتلى بفعلها؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: ( لا تُظهر الشماتة بأخيك فيرحمه الله ويبتليك ).

ولقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن السخرية بالمسلمين فقال: ( المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره. التقوى هاهنا ويشير إلى صدره ثلاث مرات بِحَسْبِ امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم. كل المسلم على المسلم حرام: دمه، وماله، وعرضه ).

القعدة

4 – ألا يروِّع أخاه: فقد أورد أبو داود في سننه عن ابن أبي ليلى قال: ( حدثنا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أنهم كانوا يسيرون مع النبي صلى الله عليه وسلم، فنام رجل منهم فانطلق بعضهم إلى حبل معه فأخذه ففزع، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لا يحل لمسلم أن يروِّع مسلماً ) .
وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم: ( لا يأخذن أحدكم متاع أخيه لاعباً ولا جاداً ).

القعدة
5 – عدم الانهماك والاسترسال والمبالغة والإطالة: ينبغي ألاَّ يداوَم على المزاح؛ لأن الجد سمات المؤمنين، وما المزاح إلا رخصة وفسحة لاستمرار النفس في أداء واجبها. فبعض الناس لا يفرق بين وقت الجد واللعب. وبذلك نبه الغزالي رحمه الله بقوله: ( من الغلط العظيم أن يتخذ المزاح حرفة ) .
القعدة
6 – أن يُنْزِل الناس منازلهم: إن العالم والكبير لهم من المهابة والوقار منزلة خاصة، ولأن المزاح قد يفضي إلى سوء الأدب معهما غالباً فينبغي الابتعاد عن المزاح معهما خشية الإخلال بتوجيه النبي صلى الله عليه وسلم؛ حيث يقول: ( إن من إجلال الله إكرام ذي الشيبة المسلم ) . ونقل طاووس عن ابن عباس رضي الله عنه أنه قال: ( من السنة أن يوقَّر العالِم ). وكذلك من آداب الإسلام ألاَّ يمزح مع الغريب الذي لا يعرف طبيعة نفس المازح؛ فهذا يؤدي إلى استحقار المازح والاستخفاف به؛ فهذا عمر بن عبد العزيز يرسل إلى عدي بن أرطأة فيقول: ( اتقوا المزاح؛ فإنه يُذْهِبُ المروءة ).
القعدة
7- ألا يكون مع السفهاء: قال سعد بن أبي وقاص لابنه: ( اقتصد في مزاحك؛ فإن الإفراط فيه يذهب البهاء، ويجرِّئ عليك السفهاء ).
8 – ألا يكون فيه غيبة: الغيبة وحليفتها النميمة كلتاهما تصبان في مستنقع الفتنة، ولا يخلو مَنْ كَثُرَ مزاحه من هذه الآفة العظيمة؛ لأن من كثر كلامه كثر سقطه، فهو لا يشعر أنه وقع في الإثم أصلاً؛ لأنه في زعمه إنما يقول في فلان مازحاً غير قاصد ذلك. ولم يعِ تعريف النبي صلى الله عليه وسلم للغيبة بقوله: ( ذكرك أخاك بما يكره ).
وقد أورد الترمذي في سننه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( إذا أصبح ابن آدم فإن الأعضاء كلها تكفر اللسان فتقول: اتق الله فينا؛ فإنما نحن بك: فإن استقمتَ استقمنا، وإن اعوججتَ اعوججنا ).

والغيبة أنواع، سواء كانت في البدن أو الخلق وغيرها. هذا ونسأل الله أن يؤدبنا بآداب الإسلام، وأن يهدينا إلى الصراط المستقيم. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

م ن ق و ل

tabaraka lah
walahi hada mawdo3 ham jidan
القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام عبد الهادي القعدة
القعدة
القعدة
tabaraka lah
walahi hada mawdo3 ham jidan
القعدة القعدة

و فيك بارك الله الخالق…هدانا الله و اياكم الى طريق المستقيم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.