الحمد لله رب العلمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وبعد:
إنّ من أعظم ما اشتغلت به النسوة هو طلب العلم الشرعي, لأنه مفتاح سعادتها, وعنوان مجدها, كما أنه الدرع الحصين دون الوقوع في حبائل الشهوات, وغوائل الفتن.
كما أن طلب العلم للمرأة المسلمة, هو زاد للأجيال, وعتاد للأمم, باعتبارها حاضنة الأبطال, ومربية الأجيال.
واشتغال المرأة بطلب العلم يقيها مفاسد الفراغ,
والحمد لله فالانترنت اليوم أتاحت للمرأة المسلمة طلب العلم, بل والمشاركة في الدعوة إلى الله, وهي مصونة في بيتها, قد وقيت فتنة الاختلاط, ومفاسد الخروج من البيت.
والأصل أنّ المرأة صنو الرجل في طلب العلم والتزوّد به, كما جاء في الحديث الصحيح: "طلب العلم فريضة على كلّ مسلم" (رواه الطبراني في المعجم وصححه الألباني), ويدخل فيه المسلمة ضمناً.
كما ضربت نساء السلف والصحابيات أروع الأمثال في السعي الحثيث في طلب العلم, ومن ذلك ما جاء في حديث عائشة رضي الله عنها,
قالت: " رحم الله نساء الأنصار لم يمنعهن الحياء أن يسألن عن أمر دينهن، وأن يتفقهن في الدين ، وقالت أيضا رأس مكارم الأخلاق الحياء" (متفق عليه).
ولم تكن المرأة فقط في موقع المتلقي المتعلِّم, بل شارك في تبليغ العلم ونشره, يكفي في ذلك, المحدثة الفقيهة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها, وبنت سعيد بن المسيب.
والناظر في مشيخة العلماء, كتب رواة الحديث, يجد أسماء لفقيهات ومحدثات تركن بصمة واضحة في العلم.
إذاً مشاركة المرأة في العلم والتعلّم لا محظور فيها, خصوصاً مع تحقق المصالح, والأمن من المفاسد.
وعليه فيجوز مشاركة المرأة في المنتديات الإسلامية العامة المختلطة, كما أفتى بذلك كثير من أهل العلم – كعبد العزيز الراجحي وغيره-
ولكن ينبغي التنبيه على بعض الضوابط الشرعية الواجب مراعاتها, تحقيقاً للغاية, وأمناً من الفتنة, ومن تلك الضوابط:
1- أن تكون الأسماء المستعارة أثناء التسجيل, بعيدة عن أسماء الميوعة والدلع, المثيرة للفتنة, كما قال تعالى: {لا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً} (الأحزاب 32).
ولو أمكنها التسجيل بالأسماء العامة غير المحددة للجنس – كالمصادر= التقوى, السنة…وما شابهها- لكان أولى وأبعد عن الفتنة.
2- الالتزام بالجدية في الكتابة والردود, وتجنب ما يثير الشبهة والطمع في الذين في قلوب مرض.
3- الحذر من تكوين العلاقات المشبوهة بين أعضاء المنتدى عن طريق الحديث المباشر.
4- محاولة الاشتراك في المنتديات النسائية ما أمكن.
5- والمرأة أميرة نفسها, وأعلم بحالها, ولتستفت قلبها بين كل فينة وأخرى, فمتى أحست في نيتها تحولاً, أو في قلبها تعلّقاً مما حرمه الله, فعليها أن تنأى بنفسها عن الفتنة, وأن تنسحب من المنتدى.
6- والأصل العام في كلّ هذه الضوابط, أن تسدّ المرأة الذرائع المفضية إلى الفتنة, أو الاختلاط, أو ما كان في معناها
والله اعلم
والبعد عن شر الزلات
أخي بارك الله فيك
وفقكم الله
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعا ، وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابا