لقد كان الكبار في أزمان مضت يلتقطون الفرصة من ثقب إبرة ويبنون على أطلالها تاريخ أمة ولم تكن الفرص تتوسّع لهم كما تفعل اليوم بنا وإنما كانوا أذكى في اقتناصها وأجرأ على استثمار لحظتها وبنوا من خلال تلك الرقع الضيقة مساحة شاهقة البناء واسعة الأرجاء في تاريخ أمتهم الكبير . ما أحوجنا في هذه اللحظة أن نسأل أنفسنا : هل نشعر بحقيقة خلافة الله تعالى في الأرض " إني جاعل في الأرض خليفة " وهل نجد أثراً روحياً وفكرياً لمعنى الاستعمار وفكر الاستثمار " هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا" أم أننا نفقه المعنى وقد لا نفهم معناه بشكل واضح . ..!
إن مسألة صناعة الواقع مسألة كبيرة تحتاج أولاً إلى إدراكها فكرياً وروحياً ، وتحتاج كذلك إلى بناء تربوي وإيماني يمكّن أصحابها من القدرة على احتمال مشاريعها الضخمة ، والقدرة على زراعة الواقع من خلال تلك المشاريع الكبرى ، وتحتاج إلى تفكير وتخطيط يمكّن من الوصول إلى هذه الغايات ، وتحتاج نفوس مشبعة بالأمل وقادرة على التضحية والبناء في أقسى الظروف وأصعب اللحظات ..!
إن جزءاً عريضاً من مشكلتنا أننا نريد المساحة خضراء ونحن لا نمنحها القدر الكافي من الماء ، ونريد كل فضيلة أن تمتد في الأرض ونبخل عليها بأقل الأوقات ، ونوهم أنفسنا من خلال أعمال متقطعة أننا قادرون على السيطرة على الرقعة الممتدة طولاً وعرضاً ونفاجأ أثناء الحوادث أننا نسلّم كل يوم مساحة من هذه الأرض لغير أهلها ونمنحهم القدرة على التوسع بالقدر الذي يشاؤون … !
,, نريد الافضـل و نحنلآ نكرس لهـ الوقت و الجهـد هذه هي مشكلتنآ اليوم
بآركـ الله فيكــ
نص عميق ذو توجه واقعي صائب
جزاك الله خيرآ