تخطى إلى المحتوى

سلسلة تفسير سورة الفاتحة 2024.

أخطاء شائعة في قراءة الفاتحة :

أولاً : قراءة القرآن على الأموات، ولا سيما سورة الفاتحة :

1- لأن القرآن أنزله الله للأحياء ليعملوا به ، لا للأموات ، قال الله تعالى عن القرآن : {لِيُنذِرَ مَن كَانَ حَيًّا} ، وفي الحديث : قال (إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث : صدقة جارية ، أو علم ينتفع به ، أو ولد صالح يدعو له) .

2- ذكر ابن كثير في تفسير قول الله تعالى :

{وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى}

فقال : أي كما لا يحمل عليه وزر غيره ، كذلك لا يحصل من الأجر إلا ما كسب هو لنفسه .

ومن هذه الآية الكريمة استنبط الإمام الشافعي رحمه الله أن القراءة لا يصل إهداء ثوابها للموتى، لأنه ليس من عملهم ، ولا كسبهم ، ولهذا لم يندب إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم أمته ، ولا حثهم عليها ، ولا أرشدهم إليه بنص ، ولا إيماء ، ولم ينقل ذلك عن أحد من الصحابة ، ولو كان خيراً لسبقونا إليه.

وباب القربات يُقتصر فيه على النصوص ، لا يتصرف فيه بأنواع الأقيسة والآراء .

فأما الدعاء والصدقة فذلك مجمع على وصولهما، ومنصوص من الشارع عليها.

3- وسمعت امرأة سورة الفاتحة من الإذاعة فقالت : أنا لا أحبها ، لأنها تذكرني بأخي الميت، وقد قرئت عليه ( لأن الإنسان يكره الموت وما يلوذ به) .

4- لم يثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته أنهم قرأوا الفاتحة ، أو غيرها على الأموات ، بل كان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول لأصحابه عند فراغه من دفن الميت : (استغفروا لأخيكم ، وسلوا له التثبيت فانه الآن يسأل) .

5- لم يُعلم الرسول صلى الله عليه وسلم صحابته أن يقرأوا الفاتحة عند دخول المقبرة ، بل علمهم أن يقولوا : ( السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين و المسلمين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون ، أسأل الله لنا ولكم العافية) . – أي من العذاب- .

فهذا الحديث يُعلمنا أن ندعو للأموات بالعافية من العذاب ، لا أن ندعوهم أو نستعين بهم .

6- لقد أنزل الله القرآن ليقرأ على من يُمكنهم العمل من الأحياء ، أما الأموات فلا يستطيعون العمل به : قال الله تعالى : {إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللّهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ}.

أي : إنما يستجيب لدعائك يا محمد من يسمع الكلام ويعيه ، أما الكفار فهم موتى القلوب ، فشبههم بأموات الأجساد .

ثانياً: قراءة الفاتحة للنبي صلى الله عليه وسلم :

ليس عليها دليل من القرآن أو السنة ، ولم يفعلها الصحابة ، والدليل جاء بالصلاة عليه صلى الله عليه وسلم .

1- قال الله تعالى : {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} .

في هذه الآية يأمرنا الله تعالى أن نصلي على النبي صلى الله عليه وسلم لا أن نقرأ له الفاتحة، أو ندعوه لتفريج الهموم .

2- وقال النبي صلى الله عليه وسلم : (من صلى عليّ صلاة صلى الله عليه بها عشراً) .

3- وقال صلى الله عليه وسلم : ( قولوا : اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم …..)

والتوسل بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم مشروع عند الدعاء ، لأنه من العمل الصالح فنقول مثلاً :

اللهم بصلاتي على نبيك محمد صلى الله عليه وسلم فرج عني كربتي وصلى الله على محمد وآله وسلم .

ثالثاً: قراءة الفاتحة عند عقد النكاح :

1- ليس عليها دليل من القرآن والسنة ، وإنما هي من عادات الناس ، ولا سيما إذا اعتقدوا أن عقد النكاح يتم بقراءتها ، علماً بأن العقد لا يتم إلا بالصيغة الشرعية : وهو قول ولي الزوجة للزوج أو وكيله : (زوجتك ابنتي على مهر قدره كذا ، فيجيب الزوج أو وكيله : قبلت تزويجك على ما ذكرت من المهر) .

2- السنة في عقد النكاح أن يقرأ العاقد خطبة الحاجة ، وقد بدأ بها النبي خطبه ، وعلمها الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه أن يبدأوا بها خطبهم ، وهذا نصها :

(إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ} {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا}{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} .

أما بعد : فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى ، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار) .

الخلاصـة :

إن قراءة الفاتحة للأموات ، والى روح النبي صلى الله عليه وسلم ، وعند عقد النكاح ، وغيرها من البدع التي لا دليل عليها من الدين ، وفي الحديث :

(من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد) .

وقال ابن عمر رضين الله عنهما : كل بدعة ضلالة ، وإن رآها الناس أنها حسنة .

وقال غضيف من السلف : لا تظهر بدعة إلا تُرك مثلها سنة .

وهذه البدع أماتت سُنن : وهي :

1- الدعاء للميت بالتثبيت ، والاستغفار له ، لأن الملائكة تسأله في قبره : من ربك ؟ ما دينك؟ من نبيك؟ .

2- الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم : (قال البخاري : قال أبو العالية : صلاة الله تعالى ثناؤه عليه عند الملائكة : وصلاة الملائكة : دعاء) .

3- قراءة خطبة الحاجه (وتقدمت من قبل) والقول للزوج : بارك الله لكما ، وجمع بينكما بخير .

بارك الله لك يا أخي
و الله اننا نتساهل كثيرا بهذه المواضيع
اللهم اجعلها هي ميزان حسناتك
آمين…..
أحسنت أخي مالك.
27

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.