قال ابن كثير : قوله : "بسمالله " هو اسم أو فعل (متقاربان)، وكل قد ورد به القرآن : أما من قدره باسم تقديره : بسم الله ابتدائي ، فلقوله تعالى : {وَقَالَ ارْكَبُواْ فِيهَا بِسْمِ اللّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ} .
ومن قدره بالفعل فلقوله تعالى : {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ}
وكلاهما صحيح ، فإن الفعل لا بد له من مصدر ، فلك أن تقدر الفعل ومصدره ، وذلك بحسب الفعل الذي سميت قبله ، إن كان أكلاً أو شرباً أو قراءة أو وضوءاً أو صلاة .
فالمشروع ذكـر اسم الله في الشروع في ذلك كله ، تبركاً وتيمناً واستعانة على الإتمام والتقبل ، والله أعلم .
(الله) : علم على الرب تبارك وتعالى ، ويقال ، إنه الاسم الأعظم ، لأنه يوصف بجميع الصفات ، كما قال تعالى : {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ * هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاء الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} .
فأجرى الأسماء الباقية كلها صفات له :
قال تعالى : {وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} .
عن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إن لله تسعة وتسعين اسماً ، مائة إلا واحداً ، من أحصاها دخل الجنة) .
ومعنى أحصاها : أي فهم معناها حق الفهم وعمل بحقها ، وحقها أن يكون موحداً بها توحيد الذات ، وتوحيد الصفات ، وتوحيد الربوبية ، وتوحيد الألوهية من كل جوارحه ، وفي قرارة نفسه ، ثم مات على ذلك من التوحيد الخالص دون أن يخل بأي معنى من معانيها، وله من العمل ما لا ينافيها لا قولاً، ولا اعتقاداً دخل الجنة .
أما فهم معنى الإحصاء بالحفظ غيباً ، فإن كثيراً من الناس من يحفظها ويغيبها عن ظهر قلب ويرددها بسرعة دون تفهم لمعانيها ، وله من العمل ما ينافيها ، فهذه المنافاة نقض القول، ومثل هذا لا يكون قد أحصاها إذ ليس المقصود من الإحصاء إلا الفهم والإخلاص .
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ :
عن ابن عباس رضي الله عنهما :
(أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يعرف فصل الصورة حتى يَنزلَ عليه "بسم الله الرحمن الرحيم" )
واتفق العلماء على أنها بعض آية من سورة "النمل" ثم اختلفوا هل هي آية مستقلة في أول كل سورة ، أم أنها في الفاتحة دون غيرها ، أو إنها للفصل بين السور ، والأرجح أنها للفصل بين السور ، كما سبق من قول ابن عباس الذي رواه أبو داود آنفاً ، ومن قال إنها آية من الفاتحة ، فقد رأى الجهر بها في الصلاة ، والذين لم يروا فقد أسروا بها .
ولكل من أصحاب القولين جماعة من الصحابة رأوا ما رأوا …
من هداية الآية :
1- إن{بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} جزء من آية من سورة النمل .
2- إن {بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} للفصل بين السور .
3- إن {بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} أول آية من سورة الفاتحة .
أ- قال الرسـول صلـى الله عليه وسلم : ( الحمد لله رب العالمين) أم القرآن ، وأم الكتاب ، والسبع المثاني …)
{وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ}
ب- عن أم سلمة : ( أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ الفاتحة ، وعدّ البسملة آية منها) .
ﺷـﻜــ ﻭﺑﺎﺭﻙ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻴﻚ ـــﺮﺍ ﻟﻚ …
ﻟﻚ ﻣﻨﻲ ﺃﺟﻤﻞ ﺗﺤﻴﺔ