تخطى إلى المحتوى

سلسلة تفسير أسماء الله الحسنى(شرح اسم: الرزَّاق) 2024.

القعدة

الرزّاق:

قال رحمه الله تعالى: "الرزّاق لجميع المخلوقات، فما من موجود في العالم العلوي والعالم السّفلي إلا متمتّع برزقه مغمور بكرمه(1).

ورزقه نوعان:

قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاق}(2) {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأرْضِ إلا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا}(3) (4).

***** أحدهما: الرّزق النّافع الذي لا تبعة فيه وهو موصل للعبد إلى أعلى الغايات،وهو الذي على يد الرّسول صلى الله عليه وسلم بهدايته وإرشاده،

وهو نوعان أيضا:

1-رزق القلوب بالعلوم النافعة والإيمان الصحيح، فإنّ القلوب لا تصلح وتفلح ولا تشبع حتى يحصل لها العلم بالحقائق النّافعة والعقائد الصّائبة، ثم التخلّق بالأخلاق الجميلة، والتّنزّه عن الأخلاق الرذيلة، وما جاء به الرّسول كفيل بالأمرين على أكمل وجه بلا طريق لها إلا من طريقه.

2-والنوع الثاني: أن يغني الله عبده بحلاله عن حرامه وبفضله عمن سواه.

والأول هو المقصود الأعظم وهذا وسيلة إليه ومعين له فإذا رزق الله العبد العلم النافع والإيمان الصحيح والرزق الحلال والقناعة بما أعطاه الله منه، فقد تمت أموره واستقامت أحواله الدينية والبدنية وهذا النّوع من الرّزق هو الذي مدحته النّصوص النّبويّة واشتملت عليه الأدعية النافعة.

*****وأما النوع الثاني، وهو إيصال الباري جميع الأقوات التي تتغذّي بها المخلوقات برّها وفاجرها المكلّفون وغيرهم فهذا قد يكون من الحرام كما يكون من الحلال،

وهذا فصل النّزاع في مسألة هل الحرام يسمّى رزقاً أم لا ؟،

***فإن أريد النّوع الأول وهو الرّزق المطلق الذي لا تبعة فيه فلا يدخل فيه الحرام فإنّ العبد إذا سأل ربّه أن يرزقه فلا يريد به إلا الرّزق النّافع في الدّين، والبدن وهو النوع الأول،

*** وإن أريد به مطلق الرزق – وهو النوع الثاني – فهو داخل فيه، فما من دابة على الأرض إلا على الله رزقها.

ومثل هذا يقال في النّعمة والرّحمة ونحوها"(5).

———————————————————

(1) توضيح الكافية الشافية (ص128).

(2) الذاريات (58).

(3) هود (6).

(4) الحق الواضح المبين (ص85).

(5) توضيح الكافية الشافية (ص128 و129) وانظر أيضاً: الحق الواضح المبين (ص85) والتفسير (5/626).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.