تخطى إلى المحتوى

رأي [ اللجنة الدائمة للإفتاء ] في قول الإمام مــالك بكراهة صيام الست من شوال (!) 2024.

  • بواسطة
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ماذا ترى في صيام ستة أيام بعد رمضان من شهر شوال ، فقد ظهر في موطأ مالك : أن الإمام مالك بن أنس قال في صيام ستة أيام بعد الفطر من رمضان : أنه لم ير أحداً من أهل العلم والفقه يصومها ، ولم يبلغني ذلك عن أحد من السلف ، وأن أهل العلم يكرهون ذلك ، ويخافون بدعته ، وأن يلحق برمضان ما ليس منه ، هذا الكلام في الموطأ [ الرقم 228 الجزء الأول ] (1)

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء :

الحمد لله
ثبت عن أبي أيوب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
( من صام رمضان ثم أتبعه ستاً من شوال فذاك صيام الدهر )
رواه أحمد (5/417) ومسلم (2/822) وأبو داود (2433) والترمذي (1164) .
فهذا حديث صحيح يدل على أن صيام ستة أيام من شوال سنة ، وقد عمل به الشافعي وأحمد وجماعة من أئمة من العلماء ، ولا يصح أن يقابل هذا

الحديث بما يعلل به بعض العلماء لكراهة صومها من خشية أن يعتقد الجاهل أنها من رمضان (2) ، أو خوف أن يظن وجوبها ، أو بأنه لم يبلغه عن أحد ممن سبقه من أهل العلم أنه كان يصومها ، فإنه من الظنون ، وهي لا تقاوم السنة الصحيحة ، ومن علم حجة على من لم يعلم . (3)
وبالله التوفيق .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء (10/389) إهـ
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ

(1) : وهو قول أبي حنيفة والثوري أيضـا ( انظر "اللطائف" لابن رجب | 390 دار ابن كثير )

(2) : قال الحافظ أبو محمد المنذري – وذكر مثل هذا أيضا الإمام الشاطبي – : "والذي خشي منه مالك قد وقع بالعجم ، فصاروا يتركون المسحرين على عادتهم والنواقيس وشعائر رمضان إلى آخر الستة الأيام ، فحينئذ يظهرون شعائر العيد ." (عون المعبود) .

(3) وقد اعتذر علماء المذهب المالكي لإمامهم بأعذار متعددة ، ساق بعضها أحد طلبة العلم في معرض رده على من قال بالكراهة من بعض المعاصرين ، ومنها قول الإمام ابن عبدالبر في الاستذكار (3/380) : ( لم يبلغ مالكاً حديث أبي أيوب ، على أنه حديث مدني ! والإحاطة بعلم الخاصة لا سبيل إليه ، والذي كرهه له مالك أمر قد بينه وأوضحه وذلك خشية أن يضاف إلى فرض رمضان وأن يستبين ذلك إلى العامة ، وكان – رحمه الله – متحفظاً كثير الاحتياط للدين ) .
ثم قال أيضاً : ( وأما صيام الستة الأيام من شوال على طلب الفضل وعلى التأويل الذي جاء به ثوبان – رضي الله عنه – فإن مالكا لا يكره ذلك إن شاء الله .. ) .
وقال غيره من علماء المالكية بأن صومها لئلا يظن وجوبها قول مردود ، كالنووي في شرح مسلم ، والشوكاني في نيل الأوطار ، والصنعاني في سبل السّلام ، وابن رشد وغيرهم .. فهذا هو التجرد للحق وإلا ؛ فلا ، وللمتعصبين للمذهب المالكي في هؤلاء أسوة حسنة . والحمد لله على كل حال .

منقول

بارك الله فيك على الفائدة الطيبة زكرياء.
وفيكم بارك الله اخي الكريم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.